أقلام ثقافية

ضبطتك بالجرم المشهود وأنت تكتب لي رسالة حب بتقنية جديدة

كنتَ هجرتَ دفاترك

وأعلنت طلاق الورقة والقلم والمحبرة

و لم تعد تسأل عن ساعي البريد.

بدأت أشك أن كل الكلام الذي تقوله لي/ يتغوغل/ قبل أن يخرج إلى الشاشة الضوئية.

لذلك بت أحس أنك تكتب بمنطق/ الويكيبديا/

وليس بالروح العاشقة المعتقة التي تفوح منها رائحة الكلمات

وكأنها تخرج من قبو عميق عتيق كذلك الذي يخزنون فيه شراب العنب .

كيف لي أن أميز الصدق في الحروف/ ما لم أشم رائحة حبرها

وأتابع تأوهاتها المنبعثة من إرتجاف الكلمات

أو من عنف حرف أراد أن يمزق الورق لكي يهرب من جحيم العشق طلبا اللجوء في أحضاني.

عد إلى ورقك ومظاريفك وإلى ساعي البريد

لا تخاطبني بعد الآن من لوحة حروف مشاعة لا تعرف الحبر ولا تعانق الورق

وأكتب بنفس القلم الذي حفرت إسمينا عليه.

وحتى لو أنهم ألغوا مهنة ساعي البريد في عصر الرسائل الألكترونية، أرجوك إبحث عن أية وسيلة قديمة تجعلني اشعر بأنك ما زلت ترسل كلماتك بعيدا عن زحمة الفايروسات/ حريصا على أن لا تنكشف أسرارنا للغرباء.

لا تقل ساعي البريد لم يعد يطرق الباب علينا

عد إلى عصر الحمام الزاجل

أو ضع ورقتك في يد طفلة الجيران كما كنت فعلت أول مرة.

أو فلنتفق على مجرى نهر/ أنت تقف عند المنبع/ وأنا اقف عند المصب/ في إنتظار القنينة التي تحمل رسالتك.

ضبطتك بالجرم المشهود وأنت تكتب رسالة لي بتقنية جديدة

من يضمن لي أن هذه الكلمات هي كلماتك/ وليست فايرسا تسلل إلى حاسبتك من كثرة ما ترتكبه من آثام حمراء.

ومن يضمن لي أن هذه الرسالة قد كتبت لي وحدي/ وستبقى خاصة بي وحدي/ من دون أن تحولها تقنية /الكوبي والبيست/ إلى مشاع عام في شارع الحب التقني

جعفر المظفر