أقلام ثقافية

مسائل متصلة: سريان المضمون

akeel alabodالمسالة الاولى: ولادة الفكرة: الفكرة التي تحملها تشبه بذرة نبات كما يعبر البعض، وهذه البذرةُ تحتاج الى تربة خصبة، ومقدار من الماء مناسب، لكي تنمو وتنتشر خضرتها عند سطح الارض، فهي تحتاج الى زمن، والى خطوات تأملية؛ هذه الخطوات هي اتساع به دائرة الموجة تكبر، اما الموجة فهي كتلة ماء تتكون من سطحين خارجي، وداخلي.

 الوجه الداخلي هو المضمون الاول للفكرة، اي طريقة فهم الكاتب للكلمة، اوالنص الذي يريد ان يقول، بينما الوجه الخارجي هو المضمون الثاني للفكرة، اي طريقة فهم القارئ للنص.

الوجه الداخلي يحمل اللغة، والمضمون بحسب المفردات وحركتها. اما الوجه الخارجي فهو صورة السريان من حيث المظهر.

 فعندما تكتب موضوعا، اونصا، هذا النص، اوالموضوع هو عبارة عن تشكل مجموعة مفردات، مرتبطة مع بطانة الوعي، ونشر النص، هو العمل على اظهار صورتي المضمون، اي الصورة التي تم التقاطها عبر مجسات نبض الكاتب. والنبض هنا= مشاعر + عقل. والصورة التي سيتم التقاطها عبر مجسات نبض القارئ.

علما ان طريقة فهم النص وترجمته من قبل القارئ هي عبارة عن قراءة المضمون الثاني للموضوع.

والسؤال هل ان المضمون الذي يختص به النص متغير، ام ثابت؟ وهل ان وسريان الفكرة لها مدار تأملي واحد، ام متعدد؟

الجواب هنا هو ان الزمن هو الكفيل بترجمة المضامين المتعددة للنصوص، مثلما هو الكفيل بإستدراج الإلهام الذي يلد عند الكاتب، لتصبح له بقعة اوخارطة في المزار الذي به تحكم على قدسية النص بطريقة متصلة.

وبكلمات اخرى، ان الانطباع الذي تحصل عليه لدى قراءة النص لحظة نشره هو غير الانطباع الذي يتولد عندك بعد نشره، وهذا الانطباع حقيقة متغيرة وليست ثابتة.

والخلاصة ان مشروع الكتابة سواء كان في باب البحث، أوالنقد، والدراسات يحتاج الى وقت طويل، والى مساحة اكثر عمقا، عندئذ المحيطات، ستكون الملاذ الامن لسريان ما تقدمت به.

المسالة الثانية ستأتي لاحقا.

 

عقيل العبود/ساندياكو

 

 

في المثقف اليوم