أقلام ثقافية

مسائل متصلة: الاصغاء أفضل وسيلة لفهم الآخر

akeel alabodعندما تصغي الى نفسك فقط، سوف لا تجد من يصغي إليك، لذلك يترتب عليك ان تتعلم لغة الاصغاء.

هي مساحة تجتمع العقول بها، أوتتنافر، تتحالف النفوس وفقها، اوتفترق، تتعانق الكلماتُ في مساراتها، أوتتقاطع. 

والنتيجة، أنك بنظراتك الثاقبة، وحسك، وصبرك، سينكشف لك الضوء الأخضر، وبعدها ستكون قادرًا على تصويب الكرة بنجاح، وسيتاح لك ايضا، ان تعرف إشارات المرور، أملاً بالوصول الى المحطة القادمة.

هنا أمامك اختياران؛ الأول، كن كطبيب، وضع سماعة الفحص الطبي، عند النقطة التي يتعين عليك تشخيصها،

والثاني، عليك ان تتظاهر، وكأنك خارج الدائرة، ومسامعك، يمكنك الاستعانة بها، لترجمة جميع مضامين الكلام، لعلك ستكون متمكناً من فهم شفراتها الخبيئة.

برهة من الزمان، ستاخذك صوب فضاءات بعيدة، موضوعة متكاملة تكمن في كلمة واحدة؛ ربما ستكون أشبه بمفتاح لألغاز ابوابك المقفلة؛

 ستجد نفسك امام مهمة تحفزك لأن تستقرئ حتى انفاس من يتحدث اليك، بما فيها تلك الانفعالات التي تفرض نفسها احيانا كثيرة، فإن كنت حاذقا وحكيما لأداء وتحمل هذه المهمة، سيسهل عليك طريق السفر الى قلوب الاخرين، وستحلِّق مثل طائر، لإيصال الفكرة التي تسعى لتحقيقها.

كلمة واحدة تكاد ان تختبئ في اعماق نفس هائجة، لتظفر بِهَا فجاة، اوبطاقة إنذار ربما لتنبيهك للسير صوب طريق لم تكن تعرفه من قبل.

أفكار ربما تلتقي، أويودع بعضها البعض، عند مفترق مقطع من الحكاية؛

باطنك سيعلن عن نفسه قادماً من اللامرئي الى المرئي، من السر إلى العلن، لسانك، على شاكلة إعلام سمعي، وعيناك، خلف جدرانها، موضوعات تغلفها ستارة داكنة.

كن آنت المشاهد، اما صاحب الدور، فهو ذلك الذي تنظر أنت من خلاله الى المشهد، لتلتقط الصورة؛

الحديث كانما خلف الستار، نسمعه بألوان مختلفة-يحمل أصداء صاحبه، ينتقل بنا من الحزن الى الفرح، من التمرد الى الخضوع، من الثورة والحرب، الى الاستسلام، من الانفعال الى الاستكانة، من الكراهية الى المحبة.  

هنا وأنتَ تستنطق عمق المسرح، عليك ان تمسك فرشاة لسانك، قاصدا من يهمه الأمر، ان تقود دائرة الجدل بحذر، كما لو انك تمسك بمشرط جرّاح ماهر..

إذن تعلَّم ان تنصت بكل قواك، بما فيها جوارحك وانفاسك، عقلك وقلبك، وكل شئ في داخلك، حتى تلك العروق، التي تحتاج الى ان تتغذى بكمية كافية من أوكسجين الحياة.

كن حريصا على متابعة ذلك، واعلم ان هنالك متعة لم  تشعر بها من قبل، ستكون مثل متسابق يحتفي بفوزه، بعد ان إستطاع ان يحرز المرتبة الاولى في سباق المارثون.

المسالة السادسة ستأتي إنشاء الله

 

عقيل العبود/ ساندياكو 

 

في المثقف اليوم