أقلام ثقافية

حول رواية "حب في العاصفة" للكاتبة حوّا بطواش

شاكر فريد حسنكانت الصديقة الكاتبة حوّا بطواش المنحدرة من أصول شركسية، قد أهدتني مشكورة روايتها الأولى "حب في العاصفة " الصادرة هذا العام 2019، عن دار الهدى ع . زحالقة في كفر قرع .

وحوّا بطواش المقيمة في قرية كفر كما في الجليل الأسفل، خريجة جامعة حيفا، وحاصلة على لقب أول في علم الاجتماع، تكتب القصة والرواية والمقال الأدبي، وقد نشرت كتاباتها في عدد من الدوريات الأدبية والثقافية المحلية وفي مواقع الشبكة الالكترونية، وعلى صفحتها الشخصية في الفيسبوك . وكان قد صدر لها العام 2013 مجموعة قصصية بعنوان " الرجل الخطأ " .

تقع رواية " حب في العاصفة " في 147 صفحة من الحجم المتوسط، وتطرح مسألة اجتماعية في غاية الأهمية، تعاني منها المجتمعات العربية الشرقية، وهي اختيار الفتاة العربية لشريك الحياة .

وملخص الرواية قصة حب تجمع بين هنادي ابنة التاسعة عشرة وبين سامر ابن قاتل أبيها الذي يقبع وراء قضبان السجن، وكانت أسرته قد تركت البلاد وهاجرت إلى أمريكا، لتعود بعد عشر سنوات من حادثة القتل، ويشاء القدر أن يتعرف سامر على هنادي في الجامعة وتربط بينهما علاقة عشق، ولكن هنادي كانت " معطية " لابن عمها رامز باتفاق بين أبيها قبل مصرعه وعمها . وقد عارض وليد وفاديه شقيقا هنادي هذه العلاقة ورفضاها بشدة، ويرغماها على القبول بابن عمها، ما دفعها إلى التضحية في سبيل حبيبها سامر، وقررت الهرب معه إلى أمريكا، وقد خططا ورتبا الأمر مع صديق لسامر يعيش خارج البلاد.

لا مكان ولا زمان للرواية، ومن الممكن أن تجري وتحدث في كل الأزمنة والأمكنة، وهي بتسلسل أحداثها مشوقة، تغلفها متعة ودهشة السرد، الذي يشد القارئ لمتابعة مشاهدها التفصيلية الدقيقة .

وحوّا بطواش تنسج روايتها بلغة أدبية سردية ماتعة، وتستخدم اسلوبًا قصصيًا سرديًا هادئًا وسلسًا لا يرهق القارئ .

وفي الوقت نفسه فإن حوّا لم تكن موفقة باختيار عنوان روايتها، فقد كشفت للقراء عن مضمونها، ولم تترك له اكتشاف ذلك بنفسه من خلال متابعة الاحداث .

ومجمل القول، رواية " حب في العاصفة " لحوا بطواش تحمل ميزات تدل على خصب خيال ورؤيا وامتاع في الاسلوب وحرص شديد على الواقعية ومعايشة الاحداث، والتجارب تم نقلها بإمتاع وسلاسة، وتبتعد لغتها قدر الإمكان عن التعقيد واصطناع الصور البيانية، منسابة انسيابًا عذبًا أخاذًا، يأخذ بالأنفاس وبمجامع القلوب، وتعبّر عن احساس الكاتبة بالعالم والواقع الاجتماعي المعيش المحيط بها في صورية تجسيد وتصوير الحلم بالتوازي مع الواقع وتجعل للاثنين بعدًا منسجمًا في إطار واقع الفن الروائي المعاصر .

فأجمل التحيات للصديقة الكاتبة حوّا بطواش التي أثبتت حضورها في المشهد القصصي الإبداعي المحلي بأعمالها ذات الطابع الواقعي الاجتماعي التسجيلي التصويري، مع التمنيات لها بالمزيد من العطاء والتألق والاستفادة من كتاباتها السابقة لإغناء وتطوير تجربتها الإبداعية أكثر .

 

بقلم : شاكر فريد حسن

 

في المثقف اليوم