أقلام ثقافية

عود على الامثال الروسية (11)

ضياء نافعالترجمة الحرفية - الكلمة الجميلة - فضة، العمل الجيّد - ذهب.

التعليق – مقارنة غير اعتيادية بين الفضة والذهب، اذ ان المثل العالمي المشهور جدا يقول، ان الكلام من فضة والصمت من ذهب، اما في هذا المثل، فان العمل الجيد وليس الصمت هو من ذهب. قال صاحبي، انه يؤيد – وبحماس - هذا (التعديل الرائع!) للمثل التقليدي القديم و(يبصم عليه بالعشرة !)، فالعمل افضل مئات المرآت من الصمت، فقلت له – نعم، وانا ايضا اؤيد ذلك التعديل الجميل. لنتذكر القول العربي الخالد - (العمل عبادة).

**

الترجمة الحرفية – الورقة لا تحمّر من الخجل.

التعليق – لهذا فان الورقة تتحمّل كل ما يكتبون عليها من حماقات وسخافات وترّهات واكاذيب ووشايات...الخ. مثل رمزي عميق وطريف ايضا، والصورة الفنية فيه مدهشة الجمال ومليئة بالخيال. قال صاحبي - كم نحن بحاجه الى التأكيد على مضمون هذا المثل الاخلاقي الرائع بمسيرة حياتنا في الوقت الحاضر...

**

الترجمة الحرفية – اذا تخاف من الضفادع، لا تسبح في النهر.

التعليق – جوهر الموضوع يكمن في ان هذا الشخص (يخاف من الضفادع !) ومع ذلك (يصرّ على السباحة في النهر!). علّق صاحبي على هذا المثل ضاحكا – مثلنا الشهير عن الرمانتين في يد واحدة يبدو باهتا جدا جدا امام هذا (الشجاع العنيد !).

**

الترجمة الحرفية - السمكة التي لم تصطادها تبدو دائما كبيرة.

التعليق – كل الاهداف التي لا يستطيع الانسان تحقيقها في مسيرة حياته تبدو له اكبر من حجمها، وهي ظاهرة عامة في كل المجتمعات. المثل يجسّد هذا المفهوم الانساني الخالد بصيغة رمزية جميلة وواضحة جدا. مثل فلسفي بامتياز.

**

الترجمة الحرفية – عندما يفكّر الرأس، اللسان يرتاح.

التعليق – صيغة اخرى جميلة للكثير من الامثال وعند مختلف الشعوب، والتي تؤكد على ضرورة التفكير قبل اطلاق الكلمة. جمالية هذا المثل الروسي تكمن بالاشارة الى اللسان (ان يرتاح !!)، وهي صيغة طريفة ومؤدبة جدا، تقول للانسان بما معناه (ان يصمت !)، عندما يفكر العقل لاعداد الجواب.

**

الترجمة الحرفية – وستأتي الشمس نحو نوافذنا.

التعليق – لولا الامل لبطل العمل...

**

الترجمة الحرفية - النحلة تلسع بالابرة ، والانسان بالكلمة.

التعليق – ياله من مثل حاذق. فبالكلمة يمكن للانسان ان (يلسع !) الآخرين. كم توجد امثال عند مختلف الشعوب تتحدث عن تلك الظاهرة الخطيرة واللئيمة في حياة البشر. لنتذكر مثلنا الطريف و(اللئيمّ) بمختلف اللهجات العربية، وهو كما يأتي بلهجتنا العراقية – احاجيج يا بنتي واسمعج يا جنتي.

**

الترجمة الحرفية - اطلب الكثير، وخذ ما يعطونه.

التعليق – يذكرنا هذا المثل بالشعار السياسي، الذي كان مطروحا في زمن الملك فيصل الاول بالعراق في بداية تأسيس الدولة العراقية، وهو - خذ وطالب، الا ان صاحبي قال، ان شعار فيصل الاول كان اكثر دقة، اذ انه قدّم عملية (الأخذ) قبل (المطالبة)، اي انه يختلف جوهريا عن بنية وفلسفة المثل الروسي هذا.

**

الترجمة الحرفية – الكلمات الفارغة، جوز بلا لبّ.

التعليق – صورة فنيّة جميلة، ومقارنة حقيقية فعلا. لا فائدة من الكلمات الفارغة ولا من الجوز بلا لبّ، اذ ان هذا الجوز فارغ ايضا مثل تلك الكلمات. نحن بحاجة جدا ان نتذكر هذا المثل الروسي، اذ ان سيل (الجوز الفارغ!) يكاد ان يجرفنا.

***

أ. د. ضياء نافع

...........................

من الطبعة الثانية المزيدة لكتاب: (معجم الامثال الروسية) الذي سيصدر عن دار نوّار للنشر في بغداد وموسكو قريبا.

ض. ن.

 

 

في المثقف اليوم