أقلام ثقافية

إبن خاتمة!!

صادق السامرائيأبو جعفر أحمد بن علي إبن محمد بن خاتمة الأنصاري المريني (1333-1369) ميلادية. ولد في مدينة المرية الأندلسية، ويقال أنه توفي وعمره تجاوز السبعين مما يشير إلى أن تأريخ مولده غير صحيح.

وهو طبيب وأديب ومن مؤلفاته "تحصيل غرض القاصد في تفصيل المرض الوافد". الذي وصف فيه الطاعون الجارف الذي حل ببلاد الأندلس (1347-1348) ميلادية.  وهو أول كتاب في علم الأوبئة وأعمق ما كتب عن الطاعون، فرتبه بعشرة مسائل تناولت الأعراض وطرق الإنتقال وأهمية عزل المصاب ، وأسباب الوفاة وغيرها.

وعلاقته ومراسلاته مع لسان الدين الخطيب معروفة وقد وصفه بقوله: " صدر يشار إليه، متفنن مشارك، قوي الإدراك، سديد النظر، قوي الذهن، جيد القريحة".

ولإبن خاتمة ديوان شعر، ومن شعره:

"هو الدهر لا يبقي على عائد به...فمن شاء عيشا يصطبر لنوائبه، فمن لم يصب في نفسه فمصابه ...

بفوت أمانيه وفقد حبائه"

وله أيضا:

"يا سالكا بالحسن مسلك آمن...طرح اللحاظ خلال ذاك الوادي، أياك واحذر من عيون ظبائه...

فقد سطت  عدوا على الآساد"

ومؤلفاته الأخرى:

 إلحاق العقل بالحس في الفرق بين الجنس وعلم الجنس، مزية المرية عن غيرها من المدن الأندلسية،  رائق التحلية في دقائق التورية،  أبراد الآل في إنشاد الضوال،  ريحانة من أدواح ونسمة من أرواح.

إبن خاتمة الطبيب الأديب الذي تصدى للأوبئة ووضع معايير الوقاية منها، وفي مقدمتها عزل المصاب للتقليل من العدوى،هو أحد أعلام أمة الحضارة والأنوار المعرفية التي يحاولون إنكار دورها، وتضليل الأجيال بتجهيلهم بها لتعطيلهم ونسف إرادتهم.

فلتعرف الأجيال أصلها!!

 

د. صادق السامرائي

 

 

في المثقف اليوم