أقلام ثقافية

خالد بن يزيد بن معاوية!!

صادق السامرائيخالد بن يزيد (51-90) هجرية، أول العرب الذين رفعوا راية العلم والترجمة وإهتم بالطب والكيمياء والشعر، وشجع الأقباط على نقل العلوم من اليونانية إلى العربية، والملقب بحكيم بني أمية.

وهو إبن يزيد بن معاوية، وبعد وفاة أخيه (64) هجرية، الذي حكم أربعين يوما وكان مريضا، منعه بنو مروان من الخلافة لصغر سنه، (كان عمره 13 سنة)، بحجة أن عليهم أن يواجهوا عبدالله بن الزبير برجل ليتمكنوا منه، فتفرغ للعلم والترجمة والشعر والكيمياء.

ويذكر الجاحظ "أن خالدا كان أول من ترجمت له كتب النجوم والطب والكيمياء"

ويذكر إبن النديم: "أن خالدا كانت له محبة للعلوم فأمر بإحضار جماعة من فلاسفة اليونان ممن كان ينزل مصر ويجيد العربية، وأمرهم بنقل الكتب عن الصنعة من اللسان اليوناني والقبطي إلى اللسان العربي، فكان أول من نقل في الإسلام من لغة إلى لغة.

ومن كتبه: " الحرارات"، الصحيفة الكبير، الصحيفة الصغير، وصية إلى إبنه في الصنعة، السر البديع في فلك الرمز المنيع، والرحمة في الكيمياء، ديوان النجوم، فردوس الحكمة، القصائد في الكيمياء، القصيدة الكيميائية، غيرها.

فهو من المجددين الثائرين الذي أوقد أنوار العلوم والمعارف في عقول أمة العرب، لأنه نبههم إلى إهتمام الأمم الأخرى بالعلوم وعليهم أن يكون لهم شأنا فيها. ويُذكر أنه أشار على عبدالملك بن مروان بسك الدنانير العربية بدلا من الرومية بقوله:"حرم دنانيرهم واضرب للناس سككا فيها ذكر الله ورسوله"

ومن شعره:

"سرَحتُ شفاهتي وأرَحْتُ حلمي...وفيّ على تحلمي اعتراض، على أني أجبت إذا دعتني...إلى حاجاتها الحدق المراض"

وهو أول من أنشأ النَظم التعليمي في الشعر ومن ذلك قوله في الإكسير:

"هذا الإكسير فاعرف قدره...هذا حياة جماعة الأحياء، من ناله أضحى عظيما في الورى...وعلا على النظراء والخلطاء".

والقصيدة الكيميائية طويلة ومنها:

"هو زيبق الشرق الذي هتفوا به...في كتبهم من جملة الأشياء، سموه زهرا في خفي رموزهم...والخر شقلا أغمض الأسماء، ودعوه بابن النار كيما يصدقوا...عن صنعةٍ بخلا عن البعداء".

ولابد من وقفة أمام هذا الشاب الذي بدأ يفكر بالعلم وأهميته للحياة، وكيف إقتحم ميدان الكيمياء وحاول أن يرسي مبادءه ومنطلقاته، ويمكن إعتباره من مؤسسي علم الكيمياء عند العرب.

ترى من الذي دفعه بهذا الإتجاه العلمي؟

هل أنها طاقة موروثة مزروعة فيه، أم أنها النبوغية والموهبة التي تنطلق من أعماق البشر؟!

إنه ظاهرة ألمعية إذا قيست بظروفها المكانية والزمانية!!

***

د. صادق السامرائي

 

 

في المثقف اليوم