أقلام ثقافية

الأوزاعي ومعنى الفقيه!!

صادق السامرائيالفقيه: العالم والعارف بأصول الشريعة وأحكامها، ويعلم القرآن والسنة.

أبو عمرو عبد الرحمن بن عمرو بن يُحمد الأوزاعي (88 - 157) هجرية. إمام بيروت وسائر بلاد الشام والمغرب والأندلس، وإمام العيش المشترك في لبنان، ولمواقفه الحازمة مع الخليفة أبو جعفر المنصور دورها في حماية الآخرين.

وقد شهد نهاية الدولة الأموية وقيام الدولة العباسية، عاصر خلفاء بني أمية منذ الوليد بن عبد الملك، والعباسية أبو العباس السفاح وأبو جعفر المنصور.

وعاصر مالك بن أنس، جعفر الصادق، سفيان الثوري، الحسن البصري، محمد بن سيرين، أبو حنيفة النعمان،  والليث بن سعد وغيرهم.

مؤلفاته:

كتاب السنن في الفقه، كتاب المسائل في الفقه، كتاب السير، كتاب المسند.

ومواجهته مع إبي العباس السفاح مشهورة، وكيف لم يتردد أو يهابه، وحسب كل مَن حوله بأنه سيُقطع رأسه، لكنه تصدى له وهو في ذروة بطشه وإنتصاراته، وقد قتل من المسلمين الأمويين عشرات الآلاف وفتك بهم فتكا لا يُصَدَّق.

ومضى ناصحا حازما واضحا للحكام من أجل العدل ورحمة الناس، الذين يُقهرون ببطشهم وسوء إداراتهم للدولة.

وكانت رسائله البليغة التي برع بها ذات أثر كبير في توجيه أنظار الحكام وردعهم وتنبيههم، ويُقال أن أبا جعفر المنصور كان يحتفظ برسائله ويسترشد بها، وكان شفوعا رحيما إنسانيا في رؤيته وتواصله مع الحكام، فيشفع لغير المسلمين ويذود عن حقوقهم.

ما يهمنا في الأوزاعي أنه قدم قدوة رائعة لمعنى أن يكون الفقيه متمسكا بعلمه ومبادئ دينه، ولا يخاف أحدا مهما تجبّر وتسلط، وما أحوجنا لأمثاله في زمننا الذي صار لكل كرسي فقيه يسوّغ مآثمه ويروّج لجوره وفساده، ما دام يضع في جيوبه أموالا يسرقها من الشعب.

إن للفقهاء دورهم في صناعة الحياة الأفضل في مجتمعاتنا، فإذا فسدوا وتملقوا للكراسي، يعم الفساد والظلم، وتندحر الحياة في أقبية الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف.

فعلى الفقهاء الإقتداء بالأوزاعي وأمثاله، لكي تستقيم الحياة وتستعيد الأمة جوهر وجودها الحضاري!!

 

د. صادق السامرائي

2\1\2021

 

في المثقف اليوم