أقلام ثقافية

صادق السامرائي: حُنَيْن بن إسحاق وطب العيون!!

صادق السامرائيأبو زيد بن إسحاق العبادي المعروف بحُنين بن إسحاق العبادي (194 - 260) هجرية، ولد في الحيرة وتوفي في سامراء، عالم لغات ومؤرخ ومتوجم وطبيب، ترجم أعمال جالينوس، وأبقراط، وأرسطو، والعهد القديم من اليونانية.

درس الطب في بغداد، وعينه الخليفة المأمون مسؤولا عن بيت الحكمة وديوان الترجمة.

كان الطبيب الخاص للمتوكل بالله.

إشتهر بمقالاته بطب العيون التي تعد مرجعا أساسيا في هذا التخصص، ولديه أكثر من مئة مؤلَّف.

ومن كتبه: " العشر مقالات في العين، المسائل في العين، تركيب العين، الألوان، تقاسيم علل العين، إختيار أدوية العين، علاج أمراض العين بالحديد، الفصول الإبقراطية، حيلة البرء، القول في حفظ الأسنان وإستصلاحها، التشريع الكبير، مقالة في الآجال، المسائل في الطب للمتعلمين"

كان قريبا من المتوكل وبه إنتهى دور عائلة يختيشوع التي تثار الشكوك حولها، لكن حساده ومناوئيه قد كثروا للمكانة التي يتمتع بها عند المتوكل.

ويُقال أن المأمون إستحضره وكان لايزال صغيرا في السن، وأوكل إليه ترجمة كتب أرسطوطاليس، ومضى في بيت الحكمة ينهل من العلوم التي كانت تفيض في أروقتها.

وهو من أوائل الأطباء العرب المتخصصين بطب العيون، ولمقالاته أثر كبير في تطور هذا الإختصاص، وكان محل ثقة عند الخلفاء الذين عهدوا إليه بالعناية بصحتهم.

ولابد من الذكر هنا، أن الخلفاء يأتمنون صحتهم عند أطبائهم، ويعتبرونهم المسؤولين عن صحة الدولة وعافيتها، لأنها مقرونة بصحة الخليفة وعافيته، ولهذا تكون مكانتهم مرموقة وتأثيرهم كبير في إدارة شؤون الدولة، وعلاقتهم بالخليفة قريبة وخاصة جدا.

فالخليفة يبدو كالأسير عند طبيبه، فالخوف من الموت كان يتملك الخلفاء ويرعبهم، وهم لا يدرون إذا ناموا هل سيصبحون، وإذا مضى يوم هل سيعيشون يوما بعده، فكان الطبيب عندهم عامل طمأنينة وهدوء ومبعث لمشاعر الأمن والأمان.

البعض يرى أنه كان طبيبا للأمين والمأمون وهذا لا يتوافق مع تأريخ ولادته، ويبدو أن المأمون قد إستدعاه بعد أن أمضى في الخلاقةعشرة سنوات أو أقل بقليل، فكان حنين بن إسحاق في مقتبل العمر، أي عمره أقل من العشرين.

وبعض المصادر تشير إلى أنه كان طبيبا للواثق بالله، ويمكن القول وطبيبا (للمعتمد على الله) في السنوات الأربعة الأولى من خلافته، وتوفي في زمنه ودفن في سامراء.

وربما يكون طبيبا للخلفاء الآخرين، كالمنتصر بالله، المستعين بالله، المعتز بالله، والمهتدي بالله، ولا توجد أدلة وافية لتأكيد ذلك، لكنه بقي في سامراء طيلة خلافة المتوكل وحتى وفاته.

 

د. صادق السامرائي

 

 

في المثقف اليوم