أقلام ثقافية

نهاد الحديثي: مسرح الرشيد.. علامة فارقة وبارزة في تاريخ المسرح العراقي

حسم رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي، الجدل الدائر حول هدم مسرح الرشيد وسط العاصمة بغداد، واصدر مجلس الوزراء، قرارا بشأن ملكية مسرح الرشيد. مجلس الوزراء صوت خلال الجلسة، على نقل ملكية الأرض المشيد عليها مبنى مسرح الرشيد من وزارة الاعمار إلى وزارة الثقافة دائرة السينما والمسرح، وكان رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي اكد، ان مسرح الرشيد باقٍ في أيادٍ أمينة، مبينا ان وزيرة الإسكان طلبت نقل ملكية ارض مسرح الرشيد إلى وزارة الثقافة، وكانت وثيقة رسمية قد افادت وجود أنذار بازالة مسرح الرشيد وسط العاصمة بغداد خلال 14 يوما وبحسب الوثيقة فأن "الارض المقام عليها المسرح تعود الى وزارة الإعمار والإسكان وأن دائرة السينما والمسرح التابعة لوزارة الثقافة قامت ببناء المسرح دون استحصال الموافقات الأصولية.3270 مسرح الرشيد

ومسرح الرشيد تم إنشاءه من قبل شركة فرنسية وأخرى سويسرية، وبتصميم شركة فرنسية ارتفع صرح مبنى مسرح الرشيد بطوابقه التسعة، عام 1981،و يحتوي مسرح الرشيد على صالة كبيرة تتسع لنحو 700 مشاهد، فضلاً عن قاعات كبيرة للإزياء والإكسسوارات والملابس المخصصة للممثلين ومعدات خاصة بالحيل المسرحية التي تقدم أكثر من مئتين من المؤثرات الصوتية والبصرية. وتعرض المسرح خلال أحداث 2003 إلى عمليات حرق، ونهب محتوياته، ولم تتمكن الحكومات المتعاقبة من إعادة تأهيله لأسباب متعددة، واستعاد مسرح الرشيد، نشاطاته يوم الجمعة (17 / 12 / 2021) بعد إغلاق دام اكثر من 18 عاماً، وافتُتِح المسرح بعد إغلاق دام لأكثر من 18 عاماً ضمن فعاليات (مهرجان بغداد الدولي للمسرح) بحضور وفود عربية وأجنبية، إضافةً إلى عدد من المسؤولين في الوزارة وجمهور غفير من الفنانين والمثقفين، حيث قامت وزارة الثقافة وبجهود ذاتية بترميم المسرح، وتم تدشين خشبة مسرح الرشيد بفرقة العود للموسيقار مصطفى زاير وسط حضور الجمهور، حيث حضرت العوائل البغدادية واقيمت هذ الحفلة بدعم من الامم المتحدة.

يعد مسرح الرشيد واحداً من الصروح الثقافية المهمة في بغداد، فقد شهد عشرات العروض المسرحية، سواء المحلية منها التي قدمتها الفرقة القومية للتمثيل العراقية، أو العروض العربية التي قدمت في الثمانينات والتسعينات عبر مهرجانات المسرح العربي، ووقف على خشبته كبار الفنانين العرب من مصر وتونس وسوريا ولبنان والإمارات: أمثال فريد شوقي وحسين فهمي ونور الشريف ومحسنة توفيق، والطيب الصديقي، كما ضيّف المسرح المخرج العربي الكبير يوسف شاهين وعرضت فيه أهم أعماله، مثل فيلم (إسكندرية ليه)، ويذكر بعض الفنانين الرواد ا ن اول عرض مسرحي شهده مسرح الرشيد هي مسرحية (الأمس عاد جديدا) وتحديدا في 25/9 ولغاية 5/10/1981 وهي من اعداد الراحل الكبير يوسف العاني واخراج فتحي زين العابدين وتمثيل الرائد الراحل عبد الواحد طه والفنانة القديرة آزادوهي ساموئيل وهذا موثق في كتاب رائد التوثيق المسرحي في العراق أحمد فياض المفرجي (الفرقة القومية للتمثيل صفحات موجزة) وتلتها مسرحية : الوهم لمحسن العزاوي ومسرحية رحلة الصغير في سفرة المصير للراحل قاسم محمد واخراج الراحلة منتهى محمد رحيم في حين عرضت مسرحية (حكاية العطش والأرض والناس) للراحل قاسم محمد في ك الاول 1981،و مسرحية (الأرض والعطش والإنسان) تأليف وإخراج قاسم محمد، وآخر عرض مسرحي كان (وللحب بقية) من تأليف عبدالخالق كريم وإخراج الفنان كاظم النصار. وعلى مدى ثلاثة وعشرين عاماً استضافت خشبة المسرح العديد من روائع الأدب العراقي والعالمي، فضلاً عن المهرجانات. حيث شهد افتتاح أربع دورات لمهرجان المسرح العربي، فضلاً عن خمس دورات لمهرجان المسرح العراقي.

مسرح الرشيد يمثل ذاكرة المسرح العراقي، منذ تأسيسه عام 1980، حيث تشكلت نواة المسرح على يد أساتذة كبار، يمثل علامة فارقة وبارزة، في تاريخ المسرح العراقي، تحية لكل الجهود التي بثت روح الحياة لمسرح الرشيد العراقي.

 

نهاد الحديثي

 

 

في المثقف اليوم