أقلام فكرية

القطائع المعرفية في التحليلات الأولي الأرسطية (3)

محمود محمد علينعود ونكمل حديثنا قراءتنا لكتاب التحليلات الأولي لأرسطو قراءة ابستمولوجية، وهنا نقول بأنه يوجد بجوار هذا النوع من ممارسة فن الجدل والذي يقوم علي مهاجمة الجانب الصادق من دعوي الخصم وحججه، والذي يمثله الأيليون، نجد نوعاً آخر من هذا الفن وفيه ينشد المتحاور الأخطاء المنطقية التي يرتكبها خصمه ي الدفاع عن دعواه، وهذا النوع الثاني يترض معرفة منطقية ولو ضمنية تؤهل المتحاور لمعرفة البراهين السليمة من غير السليمة منطقياً معرفة دقيقة، وذلك لأن مغالطات الخصم ليست دائماً من النوع البرئ اللاإرادي، أليست القدرة علي إعطاء براهيننا العقلية الخاطئة مظهر الأشكال المنطقية السليمة تعتبر دليلاً علي إجادتنا لفن الجدل والحوار من أجل تبرير وجهة نظر متناقضة أو من أجل إلزام الخصم بإقرار قضية تضعه موضع الحرج .

ويعد السفسطائيون خير من يمثل هذا الجانب من الجدل ؛ حيث كانوا يلجأ ون في ذلك إلي حيل لغوية متقنة وحجج تبدو بما لها من حبكة لفظية متقنة، أكثر من اللجوء إلي إقامة البرهان علي صحة دعواهم، فكانت قوة حججهم تقوم علي الاستهواء أكثر من اعتمادها علي الإقناع العقلي . ولذلك كانت نقطة انطلاقهم تلك الآراء الشائعة التي يسلم بها الناس دون نقد، ويقرون بها دون أن تكون واضحة في أذهانهم . وهنا يستطيع السفسطائي بما أوتي من قدرة لفظية بارعة وموهبة في الجدل كبيرة أن يستميل المستمعين إلي حججه بما تبدو عليها من قوة وإقناع ظاهري .

وبهذا تحول الجدل لدي السفسطائيين إلي نوع من السفسطة، أي إلي فن يستخدم المرء فيه المنطق في سبيل إرضاء مآربه . وهكذا نجد أن السفسطة جدل يستعمل لخدمة مآرب من يلجأ إليه دون أي اهتمام بالحقيقة، ويمكنه البرهنة علي صحة القضية بعد البرهنة علي صحة نقيضها، ونعلم أن السفسطائي هو الذي يلجأ بصورة منتظمة إلي حجج خادعة ليس لها من الصحة غير الظاهر في سبيل الوصول إلي غاياته، وهذا ما يدعي بالسفسطة . فقد ادعي السفسطائي " بروتاجوراس " أن بمقدوره أن يجعل الحجة الأردأ تبدو الأفضل أكثر من تعلقه بالمنطق أو بالفلسفة . وقد سمي أفلاطون هذه الصورة المنحطة للجدل بـ "الجدل المموه "، وكان ذلك في محاورة السفسطائي . كما اعتقد أرسطو أيضاً أن السفسطائيين يستحقون لأن يرد عليهم، وذلك في كتابه " دحض الحجج السفسطائية "، وإن كان قد ميز بصفة حاسمة بين الجدل والجدل المموه، إلا أن الجدل بالنسبة له كان نشاطاً موجهاً للاحترام .

واستخدام السفسطائيون للجدل المموه جعلهم يتفوقون في فن الخطابة ؛ حيث وضعوا ذلك الفن في منزلة تفوق منزلة العلوم والفنون جميعاً ؛ فقد اعتبروها قوة تمنح الحرية للبشر، فبها يدافع المرء عن حقه، ولقد ذكر " جورجياس " الخطابة بأنها: فن الكلام المقنع، ولذا فلا غني عنها لكل الفنون الأخرى، وذلك لأن كل المشتغلين في هذه العلوم والفنون بحاجة إلي فن الإقناع للتعبير عن علومهم وإقناع الأخرين .

ولقد كان من أكبر مظاهر الخطابة لدي أصحاب النزعة السفسطائية، هو الدفاع عن الفكرة ومقابلتها، فكان السفسطائي إذا تناول الطرف الراجح من موضوعه، قواه وأبرزه في صورة فنية من الخيال والجمال، بحيث يصل به إلي درجة اليقين .

كما تطرق السفسطائيون من خلال وضعهم لنظرية الخطابة إلي البحث في مسائل المنطق بطريقة عفوية تلقائية ؛ حيث نجدهم صاغوا العديد من آرائهم وبراهينهم علي أساس من قوانين الكر، وبخاصة قانون عدم التناقض واستحالة الحكم علي قضية ما بأحكام متناقضة، حيث يتضح من جدلهم الذي كان يهدف إلي دحض أقوال خصومهم علي تبنيهم لقانون عدم التناقض، والذي استطاعوا به أن يحققوا هدفهم في تبكيت الخصم وإلزامه أشياء شنيعة أو أموراً هي في المشهور كاذبة، ومن ثم رفضها .

كما ميز السفسطائيون بين أنواع القضايا وكيفية الحمل بشكل عفوي ومضمر، نجدها لدي "بروتاجوراس"، إذ قدم لنا في كتابه " في الحديث الجيد "، تمييزاً لصيغ الإسناد المختلفة، فنراه يقسم أساليب الكلام إلي سبعة: خبري أي تقريري، سؤال، جواب،أمر، نداء، سرد، ورجاء.

واستخدم السفسطائيون كذلك القضايا ذوات الجهة الممكنة والاحتمالية، وينسب أفلاطون إلي جورجياس بداية صياغة القضايا في أسلوب جديد هو صياغة الاحتمال، كما يقول بأن "تيسياس" قد ساهم بنصيب في هذا الأمر، إذ أنهما كانا يجلان الاحتمال أكثر من تبجيلهم للحقيقة التي تكون هي ذاتها غير قابلة للاحتمال .

كما عرف السفسطائيون الأقيسة الشرطية واستخدموها في استدلالاتهم بصورة عفوية تلقائية، مثال ذلك حجة بروتاجورس ضد تلميذه " اوثلس" الذي امتنع عن دفع باقي أجر أستاذه، إذ اتفق أن يعطيه أياه بعد أن يكسب أولي قضاياه . فأورد بروتاجورس الحجة التالية: إذا كسبت القضية فيجب أن تدفع لي بناء علي أمر القاضي . وإذا فسرتها فيجب أن تدفع لي بناء علي العقد المبرم بيننا، ولكنه إما أن تكسب القضية أو تخسرها . إذن يجب أن تدفع إلي لا محال .

يتضح لنا مما سبق أن الفكر الجدلي السفسطائي فد أعد العقلية اليونانية وهيأها لاستقبال المنطق الأرسطي بعد ذلك .

3- بلغت مرحلة الممارسة العفوية التلقائية لعلم المنطق قبل أرسطو قمتها عند أستاذه أفلاطون؛ حيث تشهد محاوراته مدي الذكاء والألمعية في إدارة المناقشة والحوار، إلا أن المبادئ المنطقية التي تحكم هذه المناقشة وتنظيمها لا تزال عنده ضمنية وليست صريحة ؛ الأمر الذي أدي بمؤرخ "بوشنسكي" إلي القول بأن " وضع أفلاطون في تاريخ المنطق معقداً إلي حد ما ؛ حيث أن جدله يعد فيما يبدو لنا خليطاً من علوم ومناهج مختلفة، فهو في ناحية يتضمن فن المناظرة والميتافيزيقيا والمنطق .ولهذا فإن قراءة محاوراته أمر لا يحتمله المنطقي تقريباً نظراً لاحتوائها علي أخطاء منطقية عديدة . إذ يكفي أن نذكر تمسكه بالمبدأ الكاذب [كل أ هو ب   كل  لا أ هو لا ب] أو الصعوبة في فهمه أن الذي لا يسلم بأن [كل أ هو ب] لا يجب عليه بالضرورة أن يسلم بأن [كل لا أ هو ب] .

ومع ذلك فإن ما قام به أفلاطون في تاريخ المنطق كان له أهمية كبيرة، منها أنه أول من فكر وعرض بوضوح فكرة القوانين الصحيحة للتفكير، والتي كان يعلنها من وقت لآخر، في سياق محاوراته، حيث يؤكد مؤرخ المنطق " وليم نيل " أن محاورات أفلاطون كانت تتألف من حجج تتعلق بموضوعات فلسفية، وبالتالي فمن الملائم أن يعمل أفلاطون علي تقوية حجته من الناحية السيكولوجية عن طريق إضافة تغيير صريح لمبدئه ؛ أنه إذا شك الشخص في الحجة، فـإنه ربما يـسلم بصحة مبدئه، وبذلك يكون الشخص مضطراً للتسليم بصحة الحجة .

ولقد أعلن أفلاطون بهذه الطريقة عدداً من المبادئ المنطقية بشكل عرضي ؛ حيث استخدم مبدأ التناقض كمعيار للفكر، كما رأي أن جميع الأشياء المتعينة لا تستطيع في وقت واحد، ومن جهة واحدة أن تنطوي علي خاصيات متناقضة . كما نظر أفلاطون لمبدأي الهوية والتناقض كقانونين للوجود، وإن كان " أفلاطون " لم يفسر مبدأ التناقض باعتباره قانوناً للفكر إلا في الكتاب العاشر من الجمهورية .

ومن جهة أخري، فقد احتوت محاورة " السفسطائي " علي أفكار منطقية أكيدة أفاد منها أرسطو إفادة لا شك فيها في اكتشاف أمرين أساسيين بالنسبة للمنطق فيما بعد، وهما القضية الحملية من جانب ومبدأ القياس من جانب آخر ؛وقد أخذ أرسطو الفكرتين معاً من أستاذه أفلاطون، حينما كان بصدد قراءة نظريته في التعريفات قراءة نقدية .

ولقد أخبرنا أرسطو فيما بعد كما يري بعض الباحثين – من أنه توصل إلي اكتشافين هامين لصياغة علم المنطق، حينما كان يفكر في المشكلات التي تعرض لها أستاذه أفلاطون، ولم يستطع هذا الأخير حلها . فقد استرعي انتباه أرسطو نوعين من المشكلات كلاهما يتعلق بفكرة الجدل كما فهمها أفلاطون ؛ حيث فهم أفلاطون المنهج الجدلي علي أساس أنه مكون من خطوتين متتاليتين وعكسيتين: الخطوة الأولي، هي خطوة صاعدة ونستطيع بواسطتها الصعود رويداً رويداً حتي نصل إلي المثال الأعلى، وهو مثال الخير أو الواحد . والخطوة الثانية، وهي خطوة هابطة نستطيع من خلالها وعن طريق القسمة الثنائية المتوالية أن نهبط سلم الأجناس والأنواع حتي نصل إلي الأنواع الدنيا من هذا السلم .

ولا شك في أن أرسطو قد استفاد من هذا المنهج في صياغة الاستقراء ونظرية التعريفات العامة، ولفهم هذه النقطة يجب أن نتعرض مفهوم التعريف عند سقراط وأفلاطون . ذهب سقراط إلي أن لكل شئ طبيعة أو ماهية هي حقيقته التي يكتشفها العقل من خلال بحثه وراء الأغراض المحسوسة، ويعبر عنها بالحد وغاية العلم هو إدراك الماهيات، أي تكوين معان تامة بالحد، فكان يستعين بالاستقراء، فيندرج به من الأجزاء البسيطة المحيطة بنا، والتي يمكن ملاحظتها في الحياة العادية إلي الماهية المشتركة بينها، فلقد رد سقراط جدله كله إلي الحد والماهية، فيتسأل ما الخير وما الشر وما العدالة وما الظلم وما التقوي والإلحاد ؟ وهكذا فكان يجتهد في حد الألفاظ والمعاني حداً جامعاً مانعاً .

ولقد انتقد أفلاطون أستاذه سقراط، فهو يري أنه لا بد من عبور مستوي المعرفة الظنية التي اكتسبناها عن طريق الاستقراء الحسي إلي مستوي العلم الحقيقي الذي يستند إلي ماهية الشئ المراد تعريفه ؛ أي تلك الرابطة الضرورية التي تضمن تماسك الخصائص والصفات التي ينص عليها التعري . وهكذا طور أفلاطون الفلسفة السقراطية القائمة علي المفهوم، لكي تصبح الفلسفة الأفلاطونية القائمة علي المثال ؛ أي تلك الفلسفة القائمة علي المثل من هي كائنات مفارقة ومنفصلة عن الموجودات الجزئية .

بيد أن أرسطو لم يقبل هذا الفهم الأفلاطوني لنظرية التعريفات، لأنه يصعب معه شرح الجمل أو القضايا الحملية، كتلك القضية التي تقل " س "  هي " ص " أو " س " توصف بالصفة " ص "، أي القضايا التي يمكن تحليله إلي موضوع ومحمول، والصعوبة تأتي من أن كل مثال يمكن اعتباره متميزاً بوجود مستقل ومنفصل، فهو أقرب إلي الموضوع منه إلي المحمول، ولهذا فإنه يلعب بصعوبة دور المحمول بالنسبة للموضوع ؛ وبمعني آخر فإن المثال الأفلاطوني هو عبارة عن نموذج ويتميز بمعني ما من المعاني الجزئية، ولهذا فإنه يصعب علينا من وجهة نظر أرسطو – أن نحمله علي العديد من الموضوعات . ولهذا فإن أرسطو يعالج المفهوم Concept لا كمثال، بل كمحمول في إمكانه أن يحمل علي موضوع معين، بل علي عدة موضوعات يجمعها في فئة واحدة . وهكذا استطاع أرسطو أن يرسي الأساس الذي أقام عليه القضية الحملية، احدي الدعائم الأساسية التي أقام عليها منطقه .

ولقد استفاد أرسطو من الخطوة الثانية من منهج أفلاطون والخاصة بالحركة الهابطة في اكتشاف نظرية القياس ؛ حيث أن الطريقة التي يحدد بها أفلاطون معني أي مفهوم من أجل الوصول إلي تعريف له، هي القسمة المتتالية . فمن أجل تحديد مفهوم معين، وليكن " س " يجب أن نبدأ من مفهوم أعم، وليكن " أ "، وأن نهبط بعد ذلك سلم الأجناس والأنواع، وأن نقسم المفهوم الأعم " أ " إلي المفهومين الأكثر تحديداً " ب "  ولا " ب "  علي شرط أن يستثني كل منهما الآخر، وأن يكون معاً جامعين لكل الأفراد التي تدخل في نطاق المفهوم العام أ . وحينما نضع المفهوم س المراد تحديده ضمن أحد طرفي القسمة، ونستثنيه من الدخول في الطرف الآخر، فإننا نكون بهذا قد وصلنا إلي تحديد أدق .

ويقدم أفلاطون في محاورة " السفسطائي " مثلاً أولياً لشرح الطريقة التي تعرف الألفاظ عن طريق القسمة الثنائية، علي أساس أن اللفظة المراد تعريفها هي "صيد الأسماك بالخطاف "، ويلاحظ أولاُ أن صيد الأسماك يعد فن، ومن ثم فإن الجنس الأول هو " الفنون "، وهي تنقسم إلي فنون للاقتناء وأخري للإنتاج، وصيد الأسماك ينتمي إلي الفئة الثانية، وينقسم الاقتناء إلي ما يتم برضاء موضوعها، وما يقتنص فيها الموضوع . وهنا ينتمي صيد السمك إلي النوع الأخير، وقد تكون الأشياء المقتنصة جماداً و حيواناً . والصيد يتعلق بالأحياء، والأحياء تعيش علي اليابس أو الماء، وهنا نجد موضوعنا ينتمي إلي الفئة الثانية، وقد تمسك بالشبكة أو بالطعن، وقد نقتنصها ليلاً أو نهاراً، وقد تضرب من أعلي أو من أسفل، وهذا النوع يتم فيه الضرب من أسفل وبتجميع الصفات الفاضلة . نعرف من صيد السمك بالخطاف علي أنه: فن اقتناء عن طريق قنص مخفف لحيوانات تعيش في الماء مع صيدها نهاراً وطعنها من أسفل، وهكذا حتي نحدد عن قرب مفهوم الصيد بالقنص .

تلك هي الطريقة الأفلاطونية في التعريف، وهي طريقة تقوم علي وضع علاقة بين طرفين بواسطة طرف ثالث علاقته بهما معلومة، وذلك بأن يقسم الجنس بخاصيات نوعية – تضا إليه . فيطبق ماصدقه وتجعل فيه أقساماً مختلفة تطلق عليها أسماء مختلفة، ولكنها تشترك في معني واحد ؛ أي أننا نقسم الجنس إلي نوعين، ثم نقسم كل نوع من هذين النوعين إلي قسمين . وهكذا حتي تستنفد القسمة، فيكون المتبقي هو التعريف المطلوب.

أما أرسطو – فلم يقبل القسمة الأفلاطونية للتوصل إلي التعري، ومع أنه استخدم القسمة الافلاطونية في منهج التحليل – المرحلة الأولي لتكوين الحد، إلا أنه هاجمها هجوماً عنيفاً، وقرر أنها قاصرة عن الوصول إلي الحد، إذ تعد قياساً ضعيفاً أو عاجزاً، وذلك لأنها لا تخلو من الحد الأوسط، وهو العنصر الأساسي في القياس عند أرسطو، كما انه هو الرابطة التي تربط بين الحدين الأكبر والأصغر، ففي القسمة إذن دور أو مصادرة علي المطلوب .

ويقدم لنا أرسطو في كتابه " التحليلات الأولي " مثالاً لطريقة التعريف بالقسمة الثنائية، وكيف أنها لا تعدو أن تكون قياساً حقيقياً، فيقول:" إذا كنت لدينا المقدمات التالية: الإنسان حيوان، والحيوان إما مائت أو غير مائت، فالذي يلزم عن هاتين المقدمتين هو: إن الإنسان إما مائت أو غير مائت، وليس أنه احدهما علي وجه الخصوص، وكذا إن كان لدينا المقدمة: إن الإنسان حيوان مائت، والمقدمة المائت منه ذو رجلين، ومنه ذو أرجل كثيرة . وأردنا أن نعرف أي النوعين يحمل علي الإنسان، فإننا لا نستطيع أن نستفيد ذلك من طريق القسمة بأي حال من الأحوال، وذلك لكون القسمة قياساً يخلو من الحد الأوسط .

ولهذا السبب، فإن أرسطو علي حق حين وصف منهج القسمة الثنائية، بأنه قياس ضعيف وغير برهاني، لأن النتيجة فيه لا تستخلص من المقدمات فقط، وإنما تعتمد علي الحدس من جانب، والتجربة من جانب آخر .

يتضح لنا مما سبق أن الفكر المنطقي الأفلاطوني لم يتعد مرحلة الممارسة العفوية للتفكير المنطقي  عند اليونان، والدليل علي ذلك أن لغة أفلاطون المنطقية هي نفس لغة الأيليين والسفسطائيين، كما أن منهج أفلاطون المنطقي هو بعينه المنهج الجدلي الفلسفي الأفلاطوني  الذي يقوم في شقه الهابط علي طريقة القسمة الثنائية ذات الأصول الأيلية والرياضية.

 

د. محمود محمد علي

رئيس قسم الفلسفة وعضو  مركز دراسات المستقبل بجامعة أسيوط

 

 

في المثقف اليوم