أقلام فكرية

حاتم حميد محسن: هل المجتمع العادل يتطلب مواطنين عادلين؟

"اذا كان الناس ملائكة، فلا حاجة للحكومة. اذا كان الملائكة يحكمون الناس، فلا حاجة للسيطرة الداخلية او الخارجية على الحكومة. في تشكيل الحكومة التي يجب ان يُدار بها ناس من قبل اناس آخرين انت يجب اولاً ان تمكّن الحكومة من السيطرة على المحكومين، ومن ثم لاحقا تلزمها للسيطرة على نفسها" (جيمس مادسون و الكسندر هاملتون، أوراق فيدرالية).

نحن قبليون في تفكيرنا السياسي والأخلاقي، نلقي نواقصنا على الآخرين. نحن نادرا ما نرقى الى مُثلنا الخاصة، ونحن عرضة للتفكير التحريضي: تقييم الدليل بطريقة منحازة للوصول الى استنتاجنا المفضل. نحن نتحاور حول ما يتعلق بدوافعنا وعقائدنا. هذا لا ينكر ان الناس يمكن ان يكونوا محبين، كرماء، مضحين بأنفسهم، ولكن لايجب ان نتجاهل الجانب المظلم من الطبيعة البشرية.

العديد من الفلاسفة السياسيين يجادلون بان المواطنين السيئين يجعلون من الدولة ضرورة. لو كنا قديسين، ستكون الدولة غير ضرورية. الناس سيكونون مواطنين جيدين لأنهم اعترفوا ان ذلك هو  الموقف الصحيح، سوف لن تكون هناك حاجة لعنف الدولة لإلزام الخير. لكننا نحتاج للدولة لحماية حقوقنا في الملكية وتصحيح الأخطاء وفرض العقود والعناية بالمرضى وكبار السن وغيرها. وهكذا فان الحاجة للدولة هي بسبب وجود الافراد الذين لايحترمون العدالة – الجريمة، السرقة، الاعتداء ليست من ثمار العدالة. وعلى الجانب الآخر، يجب ان يكون واضحا لماذا المواطنون المثاليون اخلاقيا لا يحتاجون للدولة، هم سيكونون راغبين بعمل ماهو صحيح، يساعدون بعضهم بدون خوف او استغلال. الحاجة للدولة تؤكد نواقص البشر الأخلاقية.

الوسطية الأخلاقية moral mediocrity

قد يتسائل البعض لماذا لايكون الناس أفضل أخلاقيا – أفضل طريقة لبناء سمعة اخلاقية جيدة هي ان تكون خيّراً. جزء من الجواب يأتي من علم النفس، هناك دليل تجريبي جيد باننا وسطيين اخلاقيا. الناس يسعون ليكونوا متساوين اخلاقيا مع أقرانهم، هم ليسوا سيئين ولا جيدين بذاتهم. نحن نلاحظ سلوك زملائنا ونقيس سلوكنا على ضوئهم. وفي الحقيقة الدليل على الوسطية الاخلاقية هو قوي. لنعطي مثالا، الناس يُحتمل جدا ان يقللوا استعمالهم للطاقة المنزلية اذا بيّنت الاحصاءات انهم يستعملون طاقة أكثر من جيرانهم. ممارسات مثل رمي القمامة والكذب والاحتيال الضريبي والانتحار تبدو معدية. نحن نميل لإتّباع القواعد الاخلاقية والمعتقدات بقدر ما يفعل أقراننا، لا أكثر منهم ولا أقل.

من الجدير بالملاحظة ان الدليل التجريبي للوسطية الاخلاقية ليس حاسما – ربما فقط بعض الناس سيئين أخلاقيا، بينما آخرون يُحتذى بهم . الهدف من هذه التجربة ليس إعتبار الوسطية الاخلاقية متأسسة تجريبيا، وانما لنأخذ الدليل عليها بشكل جاد، ومن ثم نستخلص المضامين. الدليل التجريبي، مع انه يمكن إثبات زيفه، لكنه يستدعي أخذ الوسطية الاخلاقية على محمل الجد وبما يكفي لتطبيقه على مسائل العدالة والحرية. لذا، من الآن فصاعدا، سنعتبر الوسطية الاخلاقية فرضية سايكولوجية حية، ونفكر حول قضايا مثل المجتمع العادل من خلال هذا المنظور.

الفوز بجائزة التقدم الاخلاقي

لتوضيح طبيعة الوسطية الأخلاقية وكيفية تطبيقها علينا، سننظر ما اذا كنا نحن انفسنا نصبح مالكي عبيد لو كانت لدينا الإمكانات المالية، ولو كنا نعيش في زمن أقل تقدما، كما في الولايات المتحدة في بداية القرن التاسع عشر. الدليل يشير بقوة، ولكن لا يثبت، اننا ربما نمتلك عبيدا لو كانت لدينا الوسائل المالية – او اننا سنتسامح مع العبودية. قبل تعلّم الوسطية الاخلاقية، من المفيد التفكير اننا لا نمتلك حاليا عبيدا لأن كل واحد منا يعترف بانه عمل خاطئ – وأفعالنا الحالية ترتكز على ذلك. مع ان هذا يمكن ان يكون توضيحا صحيحا، لكن الدليل الميداني للوسطية الاخلاقية يقترح انها عادلة لأننا جميعا منخرطون في نظام القواعد والمعتقدات الاخلاقية التي يؤمن بها اكبر نسبة من السكان، في ان امتلاك العبيد هو خاطئ. سبب انك شخصيا لا تملك عبيد الآن ليس له علاقة بسمتك الاخلاقية وانما بسبب انك تعيش في مجتمع تُستنكر فيه العبودية على نطاق واسع.

نفس الشيء ينطبق على حق الإقتراع للمرأة. لو سألنا الانسان العادي اليوم لماذا تقبل ان المراة لها حق التصويت كالرجل، هو سوف يبرر بالعدالة. ومع ان هذه اسباب جيدة لحق اقتراع عالمي للمرأة، لكنها لا توضح لماذا معظم الناس يفضلون حق اقتراع المرأة حتى لو جوبه ذلك بالرفض منذ وقت قريب. أثناء النقاش حول حق اقترع المرأة، العديد من النساء عارضن حق المرأة بالتصويت. هذا قد يبدو غريبا، لكنه كان شائع جدا. بعض النساء في ذلك الوقت لا يعتبرن حق التصويت نوع من العدالة. البعض منهن عارضن الحق فقط لأنه من الشائع في ذلك الوقت ان ترى النساء أقل مرتبة من الرجل فكريا واخلاقيا. العديد من العامة اليوم يقبلون حق اقتراع عالمي لأن غالبية أقرانهم يؤمنون بذلك. ان الأمر يعود الى موروثهم الأخلاقي وليس نتاجا لتفكير أخلاقي عميق. بالطبع، الوسطية الاخلاقية شيئا جيدا في هذه الحالة، لكن يجب ان يكون واضحا من هذه الأمثلة اننا احيانا لانستحق فضلا كبيرا لرؤانا الاخلاقية، جيدة ام سيئة – وانما نحن يجب ان ندرك ان هناك حظا لا بأس به داخل في عقائنا الاخلاقية. معتقداتنا الاخلاقية ربما كانت اسوأ او أحسن لو تربّينا او اُحيط بنا من اناس ذوي رؤى مختلفة.

لننظر قليلا ماذا يعني هذا. احد الاسباب يعني اننا مستلمون للموروث الاخلاقي. التقدم الاخلاقي الذي نأخذه كبديهية وكانت تفتقره الاجيال الماضية – وان الرجال والنساء متساوون اخلاقيا – هو شيء كوفح لأجله وفاز به من جاؤوا قبلنا. نحن كنا محظوظين بما يكفي لنرث هكذا تقدم أخلاقي – تماما مثلما بعض الناس محظوظين جدا لوراثة الثروة – ونحن يجب ان لا نأخذ ذلك كمسلمة، او نفترض خطئاً انه بدرجة ما يعكس سمتنا الأخلاقية الكاملة.

التعليم الأخلاقي

قد نعتقد ان مشكلة الوسطية الاخلاقية هي بسبب نقص التعليم الأخلاقي. ان متوسط العامة غير مدربين على التفكير العميق حول المشاكل الاخلاقية. ذلك ليس انهم ليسوا أخلاقيين، وانما هم يستعينون بزملائهم لأنهم يفيدونهم في التعامل الصعب مع العالم. هم يفتقرون للمعرفة الاخلاقية والخبرة ليروا لماذا وكيف هم يجب ان يتحدّوا احيانا المعايير الاخلاقية الشعبية. هنا قد نعتقد ان الفلاسفة الاخلاقيين ربما يساعدوننا في تحسين تفكيرنا الاخلاقي، ولهذا نحن نتوقع من فلاسفة الاخلاق المهنيين ان يكونوا أقرب الى القدوة الاخلاقية منه الى بقية الناس.

لسوء الحظ هذه ليست الطريقة التي تسير عليها الامور. السؤال حول ما اذا كان فلاسفة الاخلاق يتصرفون أفضل من بقية الناس جرت دراسته وأظهر نتائج مخيبة: "الاخلاقيون لا يبدو يتصرفون أفضل. لم نجد ولا مرة واحدة ان الاخلاقيين ككل يتصرفون افضل من جماعات اخرى من المهنيين بأي من معاييرنا الرئيسية المتفق عليها. لكن لا يبدو ايضا انهم يتصرفون بشكل سيء. معظم الأخلاقيين لا يتصرفون بشكل مختلف عن المهنيين الآخرين مثل المنطقيين، البايولوجيين، المؤرخين، معلمي اللغة الأجنبية".

Eric Schwitzgebel, A theory of Jerks, 2009.))

تبيّن من البحث ان هناك علاقة ضعيفة بين التدريب الاخلاقي والسلوك الاخلاقي، وهي علاقة لا تكفي لجعل المجتمع عادلا. مهما كان السبب، الدليل يقترح ان التعليم الاخلاقي لا يعالج مجتمع غير عادل: نحن لا نستطيع تعليم طريقتنا للمواطنين . التعليم الاخلاقي ربما ضروري، لكن غير كافي لمجتمع عادل وذلك بسبب الوسطية الاخلاقية. بينما التعليم الاخلاقي يبدو بلا أمل، لكننا ربما قادرين على تحسين سلوك الناس عبر الاستفادة من تلك الوسطية الاخلاقية.

مجتمع عادل بدون مواطنين عادلين

بعد ان استطلعنا طبيعة الوسطية الأخلاقية قليلا، سنعود الى السؤال الذي بدأنا به : هل المجتمع العادل يتطلب مواطنين عادلين؟ الجواب ببساطة "كلا". هذا قد يبدو غريبا لنا، وطالما العديد من الفلاسفة يعتقدون اننا نحتاج الى دولة لأن صفة المواطنة معيبة أخلاقيا، سيبدو اننا نحتاج الى مجتمع عادل مؤلف من مواطنين أخلاقيين، لكن هذا يعتمد جزئيا على ما نعنيه بكلمة "عادل" في هذا النقاش. لكي نتصرف بعدالة يعني ان نتصرف بطرق يقدّرها الناس. لكن، بالمعنى العميق، لكي تكون عادلا هو ان تختار ما هو عادل لأسباب عادلة. لكي تكون مواطنا عادلا هو ان تتصرف بعدالة لأسباب عادلة. ان مجرد عمل شيء صحيح لا يكفي. نحن يمكننا عمل ذلك بالحظ او بالصدفة. لو فرضنا ان زيد مخمور جدا ويشعر بالسخاء ويقرر إعطاء فاروق ما متبقي لديه من نقود في محفظته وهي عدة مئات من الدولارات. لقد تبيّن ان زيد مدين لفاروق بنفس المقدار من النقود، هو اقترض تلك النقود سلفا ولم يسددها ابدا. من الواضح ان زيد لم يعط فاروق النقود لأنه مدين له وانما لأنه مخمور ومتهور. لو كان قد أمضى وقتا مع شخص آخر، لكان أعطاه النقود ايضا. هذه ليست الحالة التي يتصرف بها زيد بعدالة، لأن أفعاله لم تتحفز بسبب عادل، وانما بسبب الظروف. لو ان زيد أعطى فاروق النقود لأنه مدين له عندئذ سيكون عادلا.

احدى الطرق لجعل الناس يتصرفون بعدالة هي ان تشجعهم للتصرف بعدالة لأسباب عادلة – وهذا يتطلب مواطنين عادلين. لكن، هناك طريقة اخرى لتمتلك مجتمعا عادلا ولكن بدون مواطنين عادلين. لو كان الناس وسطيين أخلاقيا، عندئذ يمكننا ان نستعمل تلك الوسطية لجعلهم يتصرفون أخلاقيا. اذا كان الناس يحيط بهم مواطنون آخرون يتصرفون بعدالة، هم ايضا سوف يتصرفون بعدالة – ليكونوا مثل أقرانهم. هذه وسطية اخلاقية. الناس يسعون ليكونوا جيدين اخلاقيا مثل اقرانهم.هذا يعيدنا الى نقاشنا المبكر حول الوسطية الاخلاقية. ان السعي ليكون المرء جيدا او سيئا اخلاقيا مثل أقرانه ليس بالامر السيء بالضرورة، وانما يعتمد على الاساس الاخلاقي لأقرانه. اذا احيط المرء بقديسين أخلاقيين، فان عامة الناس الوسطيين أخلاقيا سوف يتصرفون بقدسية. ليس سيئا ان تكون اخلاقيا بين قديسين.

يمكننا من حيث المبدأ امتلاك مجتمع فيه كل واحد يتصرف بعدالة – حيث لا حاجة هناك لأي شيء كالدولة – وانما الناس يقومون بذلك لأن كل شخص آخر تصرّف بعدالة ايضا. الناس سوف يحسّنون سلوكهم اذا قام أقرانهم بذلك. في التمييز بين الأفعال العادلة والناس العادلين – الاولى عادلة لأنها تتّبع خيارات صادف ان تكون عادلة، والأخيرة بسبب انهم عادلون – نحن يجب ان نستطلع كيف يمكن للمجتمع الوصول الى توازن عادل، يكون فيه متوسط المواطنين يتصرفون بعدالة لأن زملائهم المواطنين يتصرفون بعدالة ايضا.

نحن نحتاج الى توضيح هنا كيف يحصل توازن عدالة واسع في المجتمع. لنأخذ مثالا تاريخيا. بعد عقود من الحرب، وخروج عدد هائل من المحتجين ضد اللامساواة في الثروة والنقص الشديد في الطعام، شرعت حكومة بريتوريا في جنوب افريقيا إصلاحات واسعة خلقت عبر عدة عقود تحولا نحو مجتمع أكثر عدالة – حيث ادّى ترافق الثروة الجيدة مع تصميم للسياسة الى ضمان نجاح الاصلاحات. هذا انتج جيلا جديدا عُرف بجيل العدالة.

أجيال العدالة هم آباء جيدون وأجداد وجدات ومواطنون جيدون يمتثلون لقوانين ومعتقدات عادلة و يوفون ديونهم ولا يخدعون ولا يسرقون ولا يميّزون ضد زملائهم المواطنين وهم يكونون عنيفين فقط في حالة الدفاع عن انفسهم او عن الأبرياء، وفقط عند الضرورة حين تكون الإجراءات السلمية غير مفيدة او مستنفذة. جيل العدالة يبشّر بمجتمع عادل فيه يتوقع المواطنون من بعضهم البعض ان يعيشوا حياة أخلاقية يُحتذى بها وهذا ينتج مستوى أخلاقيا عاليا للجيل القادم.

نحن نتوقع ان تستمر الأجيال بنقل المعتقدات والعادات والانظمة القانونية لجيل العدالة، والمواطنون سيستمرون للتصرف بعدالة، حتى لو كان ذلك بسبب انهم يسايرون التيار الاخلاقي. هم جيدون لأن هذا أسهل لهم من ان يكونوا سيئين. هنا نجد حالة لمجتمع عادل بدون مواطنين عادلين – ربما من الصعب النجاح، لكن مع ذلك يمكن تحقيقه.

كانط حول الوسطية الاخلاقية

كما رأينا، الوسطية الاخلاقية ذاتها ليست جيدة او سيئة أخلاقيا. الكثير من الامور تعتمد على الأساس الاخلاقي للجماعة ذات الشأن. اذا كان أفراد الجماعة أقرب الى الملائكة، فان الوسطية الاخلاقية ستكون ممتازة. من جهة اخرى، الوسطية الاخلاقية في المجتمعات ذات السلطوية الدينية تكون مروعة. انت قد تتسائل ما الذي يمكن ان يكون سيئا من الناحية الاخلاقية في كونك متواضع أخلاقيا اذا كان الجميع يتصرفون بطريقة صحيحة. ما مشكلة الوسطية الاخلاقية بين الملائكة؟ احدى المشاكل ربما ان الوسطية الاخلاقية هي متطفلة على الآخر. الافراد الذين هم وسطيون أخلاقيا هم فقط لأنهم يمتثلون للممارسات الأخلاقية لجماعتهم. من وجهة النظر الاخلاقية، هناك شيء ما مفقود، اذا امتثل الافراد للمعتقدات الاخلاقية لمن حولهم (والتي ربما تكون جيدة)، هم لا يأخذون دورا نشطا في خلق حياتهم الاخلاقية. هذا سيكون تخلّي عن استقلاليتنا الاخلاقية الى الآخرين.

النتائج والافعال ليست الشيء الوحيد الذي يهم أخلاقيا، بل ان أسباب الفعل تهم ايضا.

الفيلسوف الألماني عمانوئيل كانط له موقف مشابه. الأفعال تكون لها قيمة أخلاقية فقط اذا كنا نتصرف انطلاقاً من الواجب، وليس فقط بطريقة منسجمة مع الواجب (نحن ربما نعمل الأخير بالصدفة). من المهم ان نزن أفعال بديلة لنقرر قيمتها الاخلاقية فقط على أساس نتائجها – ما اذا كانت تنتج اذى اكثر من الخير. هناك صنف من نظريات أخلاقية تسمى الذرائعية consequentialism التي تقول ان المكانة الاخلاقية للفعل تتقرر بنتائجه. لكن لحظة تفكير تكشف انه عندما نقيّم الناس الاخلاقيين على أفعالهم، نحن نهتم في النية ايضا. نحن نحكم على عمار لسياقته وهو مخمور حتى لو كان يسوق مخموراً باستمرار بدون ارتكاب حادث. أفعاله حتى لو كانت غير مؤذية تكشف عدم احترامه للإخرين. هو لم يكن له فضل في عدم وجود عواقب سيئة حتى تلك اللحظة، هو فقط كان محظوظا.

يؤمن كانط بانناعندما نقيّم مكانة الأفعال الاخلاقية، يجب ان نميز بين التصرف طبقا للقانون الاخلاقي والتصرف انطلاقا من الواجب. افعالنا هي جيدة جزئيا بسبب اننا نسعى لما هو جيد اخلاقيا. عندما نقيّم أفعالنا، نحن يجب ان نهتم او نفكر لماذا تصرّفنا بتلك الطريقة. نحن لا يجب ان نحصل على تقدير على محصلة جيدة اذا كانت عرضية لفعلنا، نحن لا نحصل على تقدير على الحظ.

الرسالة هنا هو ان التصرف المنسجم مع الواجب هو غير كاف للامتياز الأخلاقي. نحن عادة نتصرف بطرق منسجمة مع الواجبات الاخلاقية ولكن عرضيا. فمثلا، معظم الناس لايسرقون الحلوى من المحل، ليس بسبب ان السرقة خاطئة، وانما لأسباب عملية. مثلا من السهل شراء الحلوى لأن التعامل مع الشرطة امر غير سار، الإمساك بنا يسبب إحراجاً لنا . رؤية كانط هي ان المرء يجب ان يحصل على تقدير لعمل شيء صحيح اذا تصرّف انطلاقا من الواجب وليس نتاجا عرضيا لنوايا عادية او خبيثة. عندما نتصرف نتيجة لدوافع أخلاقية، فان دوافعنا تكون متفقة مع الواجب الاخلاقي، دوافع تسعى الى الخير الأخلاقي وليس فقط الى ملاقاته بالصدفة. وهذه في الاساس هي المشكلة الاخلاقية في الوسطية الاخلاقية، انها جرى تحفيزها بطريقة خاطئة.

***

حاتم حميد محسن

....................

Jimmy Alfonse Licon: Does a Just society require just citizens?

Jimmy,Alfons استاذ الفلسفة في جامعة ولاية اريزونا الامريكية 

في المثقف اليوم