أقلام حرة

التماسك الوطني المطلوب!!

صادق السامرائيعندما تواجه الشعوب تحديات مصيرية، فأنها تتماسك وتتعاضد وتعتصم بحبل الوطن والمصير المشترك، وتتقدم بقلب واحد وإرادة واحدة وعزم ثابت نحو صناعة حاضرها ومستقبلها.

فالمخاطر والتحديات توحّد الشعوب والمجتمعات، ولهذا تلجأ بعض الأنظمة والقوى إلى صناعة العدو الخارجي، لكي تبقى محافظة على تماسك كيانها الوطني، وعلى مرّ عصور التأريخ نهجت هذا السبيل القِوى الفاعلة في زمانها ومكانها.

فلابد من خطر خارجي وتهديد لصهر المجتمعات، ووضعها مجتمعة متفاعلة في بودقة الوطن الواحد القوي العزيز،  بتواجدها الإيجابي وتفاعلها الوطني الإنساني الفياض.

وفي هذه الفترة التأريخية تواجه مجتمعاتنا مخاطر تستهدف ذاتها وهويتها وتأريخها وحضارتها ومعتقداتها، وإرثها الإنساني على مرّ العصور والحقب والأزمان.

إنها تحدّيات بمستوى التحدي الذي أوجده التتار بقيادة هولاكو، والذي نجم عنه إحراق بغداد وإمتلاك الشام وحلب، ولولا وقفة مصر وعزيمتها وإجتماع إرادتها، وإيمانها الصادق بالتوثب والمواجهة وتقرير المصير، لإنتشر الشر إلى كافة أرجاء الدنيا، ولتحولت الحضارة الأرضية إلى ركام.

وفي هذه الأوقات العصيبة التي تمر بها مجتمعاتنا، وقد توافد إليها الشر من كل حدب وصوب، عليها أن تستحضر عزيمة "قطز" وإرادته المؤمنة الباسلة، التي أطلقت الصولة على الضلال والباطل والبهتان ومعاقل الشر والسوء والإمتهان.

وبإجتماع الإرادات الوطنية الحية المؤمنة بالنصر والحرية والكرامة الإنسانية، فأن الشر سيمحق في مهده، وسيتحرر المجتمع من براثن توحشه، وآثامه وإستبداده وطغيانه وإنغماسه بالجرائم الفاحشة والخطايا المارقة .

فلا بد من وحدة الصف، وإيقاد شعلة الوحدة الوطنية والمحبة الإنسانية، والتصميم على زراعة بذور الخير والرحمة في الأفئدة، المتعطشة للأمن والسلام والإستقرار الوطني السعيد.

"ولا بد لليل أن ينجلي..."!!

 

د. صادق السامرائي

3\5\2015

............................

* قطز: هو سلطان مصر الذي هزم التتار في معركة عين جالوت بعد سنتين من إحراق بغداد.

 

في المثقف اليوم