أقلام حرة

المنطق ولقاح كورونا

في البدء لا بد من الاشارة الى أني لست متخصصا بعلم الأوبئة أو اللقاحات. ولكني ربطت بين أمرين أثارا اهتمامي، قد ينتج من ذلك الربط لقاحا ناجعا للفايروس التاجي، كورونا. ذلك أن الربط بين الأشياء ولا سيما المتباعدة منها يؤدي الى معرفة جديدة. فعالمنا اليوم  يواجه ما هو اشد من الكارثة. اطلق عليها جائحة وما أدراك ما جائحة كأنها (سقر لا تبقى ولا تذر لواحة للبشر).

ومعنى الجائحة في اللغة العربية وضع للتعبير عن غاية الكارثة وذروتها، فهي في الدلالة أكبر واشد من الكارثة والداهية والمصيبة والوباء، ومن كل ما يدل على الهلاك الشامل والغاية القصوى من الدمار الشامل. بحيث تجتاح وتستأصل كل شيء لدى الإنسان الذي تنزل به، تهلك ماله واهله وكل ما يملك. فهي تعبير عن منتهى انتهاء الكوارث والمصائب الكبرى أو ذروتها، ولا أعتقد ثمة لفظة تقابلها بدقة في سائر اللغات. وانما ألفاظ تقابل سائر ألفاظ الدمار والكوارث والمصائب وغيرها.. أما كلمة جائحة فلها دلالة أكبر من ألفظ الدمار والهلاك. وعرفت بالنازلة لأنها أمر سماوي لا يصنعها الانسان. أعوذ بالله من اجتياحها وحفظ الله البشرية منها، آمين. ولست بصدد الدراسة اللغوية هنا والرجوع الى المعاجم القديمة. فقد فصلت ذلك في بحث مستقل.

وهنا أود ان ادلو بدلوي بين الدلاء في زمن كان لزاما علينا جميعا التصدي للجائحة التي اجتاحت البشرية كل بحسب تخصصه وامكاناته.  وفي هذا المقال أقدم وجهة نظر تستند الى المنطق العقلي، لما يمكن أن يكون لقاحا لفايروس كورونا، من خلال المعادلة المنطقية. على غرار القاعدة الأرسطية المبنية على مقدمتين ونتيجة،

مثال للتوضيح:

المقدمة الاولى: كل إنسان فان.

المقدمة الثانية: سقراط إنسان.

النتيجة : اذن = سقراط فان.

وفيما يأتي التفصيل:

لقد اطلعت على الخبر الآتي: (إيطالي عمره 101 عام يتعافى من كورونا). قال هذا الرجل العجوز بعد شفائه وخروجه من المشفى: إن فيروس كورونا ليس جديدا عليه، فقد عاش عندما كان وباء إنفلونزا الإسبانية يجتاح مدينته سنة 1918، أي بعد 100 عام، . وهو الوباء الذي أودى بحياة أكثر من 30 مليون على مستوى العالم. ومع أن الموتى في ذلك الوقت بلغ عددهم 600 ألف في مدينته إلا أنه نجا منه ... وكان العاملون الصحيون في المستشفى يائسون من بقائه على قيد الحياة ولا سيما ان فيروس كورونا يقضي على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاماً.

]موقع جفرا نيوز

   http://www.jfranews.com.jo/more-263570

واذا ربطنا بين اصابة الرجل العجوز في صغره بانفلاونزا الاسبانية، وشفائه من فايروس كورونا بعد مائة عام. نستنتج أن اصابته الأولى حفزت جهاز المناعة لديه لمحاربة هذا النوع من الفايروس، يبدو أن الانفلاونزا الاسبانية كانت شبيهة بفايروس كرونا أو من النوع نفسه.

ومن الناحية المنطقية اذا ربطنا بين الأمرين نستنتج استخلاص لقاح. يتكون من فايروسات ميتة من انفلاونزا الاسبانية. ولا سيما ان اللقاحات غالبا ما تكون فايروسات ميتة من الوباء نفسه، يحقن الإنسان بها بقدر معين فتحفز جهاز المناعة لديه فيستعد لمحاربتها فيصنع جهازه للمناعة علاجا يقضي على الفايروس نفسه. على قاعدة: (قد يكون الداء هو الدواء نفسه). أو كما قال الشاعر:

 

دع عنك لومي فإن اللوم اغراء    وداوني بالتي كانت هي الداء

ان المنطق من الأسس العقلية التي يستند إليها العلم. وفرع من فروع الفلسفة. والفلسفة هي قاعدة المعارف وأم العلوم.  لذلك أقترح على المختصين بعلم الأوبئة  مقترحا يستند إلى المنطق. على وفق قاعدة سقراط المنطقية والتي تقوم على مقدمين فنتيجة التي ذكرتها آنفا. فتكون المعادلة هكذا:

القاعدة الاولى: ‏اصابة الرجل العجوز بانفلاونزا الاسبانية سابقا.

‏القاعدة الثانية: شفاؤه من فايروس كرونا بعد اصابته به.

‏إذن النتيجة = استخلاص لقاح من فايروس انفلاونزا الاسبانية ميتة لمعالجة المصابين بفايروس كورونا.

‏والله من وراء القصد.

 

أ.د. حسن منديل حسن العكيلي

جامعة بغداد/ كلية التربية للبنات

 

 

في المثقف اليوم