أقلام حرة

كورونا وسفسطة الكلمات!!

صادق السامرائيالوباء: كل مرض شديد العدوى، سريع الإنتشار من مكان إلى مكان، يصيب الإنسان والحيوان والنبات، وعادة ما يكون قاتلا كالطاعون.

وكلمة وباء معروفة ومتداولة عبر الأجيال وتجدها في معظم معاجم اللغة.

ولا يُعرفُ إن تم ترجمة :باندِمِك" على أنها جائجة، من قبل مجمع اللغة العربية، وإن صج ذلك فهذا من باب الهذربة والهذيان، فالترجمة المتعارف عليها هي الوباء ولا يختلف إثنان على ذلك.

أما الإتيان بتسمية أخرى وتمريرها، والعمل على نشرها فلا يأتي بما هو نافع.

جائحة:بلية، تهلكة، داهية.

فما علاقة هذه المعاني بكورونا؟

هل أن لدينا ميل إستسلامي غيبي لنأتي بمسميات على وزن "فاعلة"، أي أنها أمر محتوم وقدر معلوم، ولا قدرة لنا على المواجهة؟

يبدو أن تسمية وباء كورونا بجائجة كورونا فيه درجة عالية من السلبية، وهي تسمية لا تتفق وحقيقة الحالة التي عمّت الأرض بوبائية عالية.

والبعض يسميها وباء جائحة كورونا !!

سفسط: جادل بالخطأ والتضليل، والمقصود في المقال الإتيان بما لا ينفع.

هل أن هذه التفاعلات تعبير عن إيهامنا لأنفسنا بأننا نقدم شيئا ما أو نقوم بعمل؟

فما قيمة القول بجائحة؟

إنه وباء فلا تسمونه جائحة، لخداع الناس وتضليلها، وربما تقليل حذرها وإحترازها.

وباء على وزن "فعول" التي تعبّر عن القوة والشدة والمنازلة، وجائحة على وزن "فاعلة" التي تشير إلى التراخي والإستسلام.

فقل وباء كورونا ولا تقل جائحة كورونا!!

 ولا تقل من أين جئتَ بفاعلة!!

 

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم