أقلام حرة

سعد جاسم: تلفيق السيرة الكاذبة

ما ان سقط النظام الديكتاتوري السابق في العراق، حتى برزت للسطح مجموعة من الظواهر العجيبة والغريبة والرهيبة، ومن هذه الظواهر، هي ظاهرة (تلفيق السِيرة الكاذبة) وتبديل وتغيير الاقنعة الفاقعة من قبل ازلام وايتام وخدم ومخبري وكتّاب تقارير ذلك النظام القمعي والقاسي الى حدٍّ وشكلٍ وطرائق خارج الكلام والوصف والتصوّرات.

الّا ان الادهى من اولئك وهؤلاء هُم الذينَ يدّعونَ انهم: شعراء وقاصين وروائيين وكتّاباً وصحفيين واعلاميين، كانوا هم من يقف وراء صناعة ونفخ وتفخيم وديمومة الماكنة الاعلامية والخطابات السياسية والعسكرية والوهمية للنظام ورئيسه وأزلامه القساة والدمويين والهمجيين والحمقى الذين كانوا يحكمون ويديرون شؤون البلاد والعباد من فنادق الدرجة الاولى ومضارب وبيوت (الغجر / الكاولية) والمقبور: علي الكيمياوي نموذجاً، حيث قد تم فضحه وكشف حقيقته السطحية والرديئة والحمقاء من خلال عشرات الفيديوات الخليعة والتافهة التي تمَّ نشرها في اليوتيوب) ، وبالعودة الى محاولتنا  في تسليط الضوء على ظاهرة تجميل (سِيَر) شعراء وكتّاب وصحفيي تلك الفترة الاكثر ظلامية وقسوة وتفاهة في تاريخ العراق، فأننا نريد في هذه الاشارة التذكيرية ان نقول لهؤلاء الشعارين والشعارير والشحاذين والكتبة والمرتزقة ومرضى القلوب والعقول والضمائر، ان قصائدكم العمودية ودواوين مدائحكم القذرة والبشعة والدموية وأغانيكم الكاذبة التي كنتم تمجّدون فيها (القائد الضرورة، وصكَر البيدة، وعجيد الكَوم، وغيرها الكثير جداً)، مازالت موجودة في ارشيفات دور النشر والصحف والمجلات وجوجل واليوتيوب.

وحتماً سيأتي اليوم الذي سيثور فيه شعبنا المظلوم، ثورة حقيقية، وسيكنسكم انتم والخونة والعملاء وسياسيي الحكومات الطائفية والقتلة والسفلة واللصوص الى مزابل التاريخ. وفي هذه المناسبة الاستذكارية الموجعة والمؤثرة، فأنا لا اريد ان استثني البعض من: كتّاب التقارير القذرة الذين حتماً سيقرأون مقالتي هذه، وسوف يقومون من جديد بكتابة تقارير سود وملوّثة مثلهم، قاصدين الإخبار عني والاساءة لي وترهيب كلِّ المبدعين الحقيقيين، لا لشيء الا لأننا لن ولم نسكت على افاعيلهم السيئة الصيت وسيرهم الملفقة. وسوف نبقى نقول الحقيقة، وليستْ سوى الحقيقة.

***

سعد جاسم

في المثقف اليوم