أقلام حرة

كان والكراسي وأخواتها!!

صادق السامرائييحدثني عن كان فلان وفعل علاّن،

فقلت له: ليس في الإمكان خيرٌ مما كان!!

قال: وكيف تقول هذا؟

قلت: وهل لديك على ما قلته بُرهان؟

قال: بل أنه وأنه ووو...!

قلت: هذه هذربات لسان!!

غضب صاحبي وإتهمني بما يخطر على باله من التوصيفات المتداولة،

وأضاف: أنت والعدوان صًنوان!!

قلت: حسنا لنتباحث!!

قال: أنتَ ترى غير ما أرى!!

قلت: لهذا علينا أن نتباحث!!

قال: تريد أن تكذبني، أ ليس كذلك؟

قلت: ليس هذا هو الهدف والغاية وإنما الحقيقة والمعلومة الصحيحة.

قال: ما قلته أنا هو الصحيح!!

قلت: هل أن بلداننا مستقلة؟

قال: هذا سؤال زائف!!

قلت: لنبحث في الموضوع، فبلداننا ومنذ نهاية الحرب العالمية الأولى تحت رحمة قوى خارجية، وما يجري فيها من أقصاها إلى أقصاها لا يتم إلا بموافقة القوى الخارجية، وإن شئت فسفارات تلك القوى هي التي تتحكم بالبلدان وفقا لمصالحها وأجنداتها.

قال: بل دولنا ذات سيادة وإستقلالية كباقي الدول

قلت: هذا ما يُراد لنا أن نتصوره ونتوهمه، ونتصرف بموجبه، إن القول بأن دولنا مستقلة وذات سيادة فيه نظر، لأن حكوماتها المتعاقبة أو أنظمة حكمها لم تؤكد ذلك على مدى القرن العشرين ولا تزال.

قال: بل كان كذا، وعاش كذا وفعل كذا

قلت: الأمور بخواتمها، وما فعله فلان وقاله علان ضمن المطلوب إثباته لتأكيد المشاريع المنظورة، وعند إنتهاء المهمة تكون النتيجة بائسة وذليلة.

تسمر قليلا، كأنه في حيرة

فقال: وماذا تريد أن تقول؟

قلت: دولنا لا تزال تحت الإستعمار الغير مباشر، ومحكومة بالوكالة، وأنظمة حكمها تنفذ مشاريع تملى عليها، وإلا كيف تفسر فشلها جميعا في التواصل والمواكبة، وتطوير البلاد، وتأكيد حقوق المواطنين الإنسانية؟

حدجني صامتا ومضيتُ قائلا:

علينا أن نكون صادقين لكي نكون، لا أن نعيش في خداعات ونطارد سرابات وظنون!!

 

د. صادق السامرائي

 

 

في المثقف اليوم