أقلام حرة

محنة الكتابة!!

صادق السامرائيهل يمكننا أن نكتب بمعزل عما يدور حولنا من أحداث وتطورات وتداعيات  متسارعة متغاضبة شديدة الإنصيال؟

فالكاتب إنسان يعيش في مجتمع يُلقي عليه ما فيه من تفاعلات داميات حاميات.

إنفجارات، إغتيالات، إختطافات، جرائم ضد الإنسانية، نهب وسلب، وهجمات نفسية وفكرية، تمحق وجود الإنسان، وتجتث ذاته وموضوعه!!

وفي هذا الخضم المتلاطم، أصبحت الكتابة مسؤولية صعبة، وضرورة مصيرية بقائية مكلفة!!

وهل يمكن تبرأة الكُتّاب مما آلت إليه أوضاع وجودنا المتفاقمة الأجيج؟!!

الكتّاب كتبوا!!

ونبهوا!!

وبصّروا!!

وما نفعَ ما كتبوه وأذاعوه من التحذيرات والتوقعات والتنبؤات بالتداعيات!!

فالأحداث تتلخص مسيرتها ومفردات تفاعلها، في أن الثروة العربية يتحقق إستثمارها لتدمير الوجود العربي!!

والثروة النفطية خصوصا أقوى من جميع الأقلام، فهي تستعبدها وتشتريها وتتاجر بها!!

وقد مضت الحالة على هذا المنوال منذ عقود، وبلغت ذروتها في القرن الحادي والعشرين!!

وبهذه الثروة يتحقق تدمير ذاتنا وموضوعنا وحاضرنا ومستقبلنا، وتكسير أقلامنا!!

فالذي يتوهم بأن ما هو نافع للعرب سيتحقق في ربوع بلاد العرب، يجانب جوهر ديناميكيات الأحداث والتطورات، القاضية بنسف العرب!!

فما دامت الثروة مسخرة للإستثمار في الوجيع، فلن ينال العرب ربيع، فالدول العربية تتعرض لتدمير منظم وممول بثروات العرب، يهدف إلى تحويلها إلى هشيم!!

فاكتب أو لا تكتب أيها القلم!!

 

د. صادق السامرائي

 

 

في المثقف اليوم