أقلام حرة

الناقدون القاعدون!!

صادق السامرائيظاهرة عراقية بإمتياز، تشير إلى التضخم النرجسي والأنانية، والإستعلائية الفادحة لدى بعض النقاد الذين كان لهم دور مهم في الثقافة العراقية قبل (2003)، وبعده أصبحوا من القاعدين على التل، والمجتهدين بإطلاق التوصيفات التي تحبط عزيمة ذوي الأقلام بأنواعهم، وما قرأنا لهم رأيا أو مقالة ذات قيمة تحفيزية تنويرية توجيهية.

بل يعتبرون الثقافة ثقافتهم، وجيلهم هو الجيل المثقف الذي لن يأتي مثله جيل، وعليهم أن يسفّهوا إبداع ما بعدهم ليدوم إبداعهم!!

وسلوكهم  يتنافى مع بديهيات الحياة، وقوانين تواكب الأجيال وتفاعلها، للوصول إلى مستقبل يستوعب طاقاتها وقدراتها.

فهم كالموانع التي تزداد سمكا وثقلا كل يوم، وتتعجب من سلوكهم، ومعظمهم في أواخر العمر، فبدلا من أن يكونوا قدوات منيرة للأجيال، صاروا يمارسون دور العدوان عليها، والتصدي لها، ومنعها من رؤية الطريق بوضوح.

فما هي إسهاماتهم في تنوير الواقع الثقافي؟

وأين عطاءاتهم النقدية النافعة؟

إنهم يرون الثقافة قد ماتت، ولا وجود لمبدعين، فهم المبدعون الأصلاء الأفذاذ وبدونهم تغيب الثقافة وتنتهي الحياة، وكأن الأجيال المتوافدة لا علاقة لها بالإبداع، والمعصرون منسوبون للإبداع، ولا يستأهلون النظر إلى ما ينتجونه!!

وبهذا يساهمون بتدمير الثقافة ومحاربة الإبداع، والأمة في أشد الحاجة لتفاعلاتهم التنويرية، وقدراتهم المعرفية التوجيهية للأجيال.

فهم يصفون كل شيئ بالإبتذال، ولا يقدمون دليلا أو براهينَ على ذلك، وإنما خبراء بإطلاق التوصيفات السلبية على أي إبداع عراقي أيا كان نوعه !!

فهل يغطون بذلك على عجزهم؟!!

فالأفضل لهم أن يصمتوا، أو يكونوا قوة إيجابية ذات قيمة تنويرية!!

 

د. صادق السامرائي

 

 

في المثقف اليوم