أقلام حرة

ريغوبيرتا مينتشو: القرن الـ:21 لن يكون قرن الدّيانات

علجية عيشحاصلة على جائزة نوبل للسلام عام 1992 وسفيرة للنوايا الحسنة

هل ستصدق نبوءة ريغوبيرتا مينتشو التي قالت أن القرن الواحد والعشرين لن يكون قرن الديانات، وإنّما قرن الثأر بالنسبة لمستضعفي الأرض؟ ريغوبيرتا مينتشو التي رفعت صوتها ضد جلاديها المستبدين، فنالت بأفكارها ونضالها  جائزو نوبل للسلام  وكانت سفيرة النوايا الحسنة، ما يمكن قوله أنه عندما تقاس المرأة بفكرها لا بجسدها تصبح كل نساء العالم حرائر

الحركة النسوية تشكل آخر شكل من أشكال الإستعمار..، هي الرسالة التي وجهتها ريغوبيرتا مينتشو Rigoberta Menchú، إلى كل نساء العالم، وهي تجول كل دول العالم بزيها الهندي التقليدي الغواتيمالي، فكانت محل إعجاب الدبلوماسيين وبالخصوص الرجال، لأنها كانت صوت المستضعفين في الأرض، وريغوبيرتا مينشو من مواليد  09 يناير 1959 في غواتيمالا، ترعرعت في بلد تميز بالعنف الشديد، حيث قتل العديد من أفراد عائلتها (شقيقها ووالدها ووالدتها) على يد الجيش الغواتيمالي الذي كان يطارد معارضي النظام، فتوجهت نحو المكسيك في أوائل الثمانينات، تعلمت اللغة الإسبانية وتحولت إلى العمل المسيحي كتعبير عن الثورة السياسية وكذلك الالتزام الديني، تمثل نشاطها في نقل المعتقدات التقليدية لمجتمعها واستجابتها الشخصية للأفكار النسوية والاشتراكية، فكان لها اتصالات بالمجموعات الأوروبية التي تناضل من أجل حقوق الإنسان في أمريكا اللاتينية.

 ومع مرور الوقت وضعت ريغوبيرتا مشروع المصالحة مع السلطات، وتمكنت بفضل نضالها المستمر التوقيع على اتفاقية سلام في عام 1996، كانت ريغوبيرتا مينتشو بفكرها تنزع إلى الحرية واستطاعت بأفكارها ونضالها المستديم أن تعيد صياغة الأشكال الجديدة لهزيمة الفكر، وقالت:" لن يكون القرن الواحد والعشرين قرن الديانات، لكن قرن الثأر بالنسبة لمستضعفي الأرض"، بعد أن استيقظت شعوب الأهالي فجأة ممّن ذاق مرارة الإستعمار سابقا، كانت ريغوبيرتا مينشو المرأة الوحيدة التي رفعت صوتها ضد أسيادها القدامى، حيث كانت توجه خطاباتها المدمرة للحكام المستبدين الذين كانوا سببا في تحول الأجيال أعداءً لشعوبهم وأوطانهم.

 وبصوتها  سارت في صفها الكثير من النساء، قمن بثورات من أجل الحرية وحرية الفكر وحقوق الإنسان، عكس الذين  يصفقون معتزين بجلاجيهم وكانوا يقبلون أيديهم، أولئك الذين يريدون عولمة كل شيئ حتى الفكر، بهذا النضال أصبحت ريغوبيرتا مينتشو سفيرة للأمم المتحدة لشعوب العالم الأصلية،  حيث حصلت على جائزة نوبل للسلام عام 1992 تقديرا لعملها من أجل العدالة الاجتماعية والمصالحة العرقية والثقافية القائمة على احترام حقوق الشعوب الأصلية، ما يمكن قوله أنه عندما تقاس المرأة بفكرها لا بجسدها تصبح كل نساء العالم حرائر.

 

علجية عيش

 

 

في المثقف اليوم