أقلام حرة

وزائرتي كأن بها دهاء ً

قد ينعم الله بالبلوى وإن عظُمت   

ويبتلي الله بعض القوم بالنعـــم.

يوفر الإيمان بالله عزوجل، سكينة وهدوء، لها طعم لا تجده أبداً عند الذين حرموا هذه النعمة العظيمة.

سبحان الله الواحد الاحد الفرد الصمد، القادر على جعل كل حدث في الحياة سواء كان جيد او سيء هو عبارة عن درس وتختلف هذه الدروس من حيث الاهمية والتأثير ولأنني والحمد لله كتب لي ربي الحصة الاكبر بالحياة من الدروس والصعاب التي كانت رحمة بكل صورها وكيفما يراها الغير لايهم المهم انني اراها نعم ورحمات من الله، وزادت النعم بأخرها بزيارة فايروس كورونا اللعين !! كان زائرا ثقيلا ومميز بنفس الوقت، يختلف عن كل ماسبقه من الصعاب لم يكن اسوء منها لكنه مختلف بطريقة او بأخرى .حضوره بلا مقدمات ولا موعد سابق ..ولم يكن حضورا عاديا ..كان صاخبا بكل معنى الكلمة حتى انه يجعل الانسان يعد اللحظات للنهاية والادهى والامر انه اختبار. كبير للضمير وعرض صوري حقيقي للانسانية ..اما…. اوو…. !!

اما ان تخفي الامر وتعيش مرضك بهدوء ودون اي منغصات وتتحمل كونك تنقله لغيرك بكل برود وكأنك قاتل بلا اجر حتى .!!!!

..اووو ..تتعامل بأنسانية وتبلغ جميع من حولك انك مصاب وتحاول الابتعاد عن الجميع ..ستتعرض حينها لمواقف مختلفة ..منها جيدة واخرى سيئة وتحسب المواقف بحسب رضاك عن نفسك وتقبلك لردة فعل الناس تجاهك عند سماعها بالاصابة ..الدهشة الخوف. التباعد ..الرعب منك وعليك ..!!

ولأنني اخترت الخيار الثاني وبلغت كل من حولي بالاصابة من البداية حدثت لي امور مضحكة واخرى مؤلمة ..وكلا الامرين مفيد طبعا .

و حدثت امور غاية بالروعة ..مثلا… ان تجد اصدقاءك يحشدون الناس للدعاء لك والتسبيح والصلوات من اجلك دون علمك شيء مدهش فعلا ..!! و ان تعيد ترتيب الاشخاص حسب تواجدهم بالازمة دون قصد تترتب الاماكن تلقائيا عندما تجد من يكلف نفسه ويأخذ من وقته ليتفقدك ولو بكلمة ..او يتواصل معك بكل حين للأطمئنان عليك وكأنه من الاحبة المقربين سؤاله كسؤال الاخ والاخت والاهل… او بعيد اطمأن مرة او مرتين ..او حتى ان شخص كان من البساطة ان رسل… (اريد ان اسجل اني سألت وافتقدت فلا اريد ان ارهقك بالحديث سجلي حضوري ..!!) ..رغم جفاف المعنى الا انه سؤال على اية حال .. بالمقارنة مع شخص نساك او تناساك ممن كان في المقدمة فكورونا قد قذفت بالبعض لمستويات تتطلب منهم جهد كبير للعودة ..هي قد لاتعني للغير شيء بقدر ماتعني لي لان الثقة والمحبة والاستناد تحتاج قلب حقيقي، قلب لاتغير من جغرافيته الاحداث، قلب هو يجمل الاحداث ويجعلها مناسبة يثبت بها احقيته بالصدارة والقرب .

القضية هنا لاتمثل خيبة ابدا على العكس انها تصحيح وتعديل ليس الا .

وقد اكون ممن تعدل وجودي في قوائم من مر بنفس الظرف وان دل هذا الامر على على شيء. فهو يدل على حقيقتي معهم اما ان اكون سألت وافتقدت اذن احببت ان اكون بالمقدمة وان تناسيت او نسيت فدليل ان قلبي لم يود البقاء بالقرب… لذلك قلت انها ليست خيبة ابدا ..فلا ضرر ولا ضرار.

من جانب اخر لمسنا. مع كورونا النعم التي لم نشعر بوجودها سابقا، ولو سلبت منا كيف تكون الحياة ؟!!

.طعم الحياة مع كورونا يصبح غبيا كما نعته احد اخوتي .

لاالطعام بمذاقه ولا ارياح الاكل والفواكه بطيبها ..ولا حتى النسيم كما هو كل شيء تغير وتحولت اوقات الراحة الى عناء متواصل، وصار جل اهتمامنا ان نعود كما كنا فقط .

وللحديث بقية

 

هناء عبد الكريم

ذي قار /قلعة سكر

 

 

في المثقف اليوم