أقلام حرة

صادق السامرائي: المساجلات الأدبية الغائبة!!

صادق السامرائيالمساجلة: المباراة

ساجَلَ: بارى، نافسَ

مسيرة الثقافة المصرية ثرية بالمساجلات الأدبية بين الأدباء والمثقفين، كالتي كانت بين العقاد وطه حسين وأمثالهما من رموز الثقافة والفكر آنذاك.

وساحتنا العراقية تكاد تخلو من هذه النشاطات الإبداعية النقدية المتبادلة المحفزة للفكر والثقافة، والمنوِّرة للعقول الحرة الفاعلة المتفاعلة.

وربما يعود ذلك لاليات القسوة والعنف التي نستعملها في تخاطباتنا، وللمفردات العدوانية التي نطلقها ضد بعضنا، حتى لتحسبن أننا في عراك شديد، وكل منا لا يدري عمّاذا يتحدث، إلا أنها سلوكيات إنتقامية ومناهج إشفاء الغليل، لأن واحدنا لا يقبل أن يُقال له " على عينك حاجب"!!

حضر الموضوع من خلال تأمل التعليقات والتفاعلات ما بين المعلقين، وكيف يحتدم التصارع بينهم حتى ليخرج عن أبسط قواعد الذوق والتفاعل المعرفي المفيد، فتبرز الإنفعالات والمشاعر الغاضبة المستحضرة لألفاظ نابية أحيانا.

إن التطور الثقافي والمعرفي التنويري بحاجة لمساجلات بارعة، تساهم في تثوير العقول والنفوس، وتتمكن من صناعة التيار الثقافي القادر على التغيير والتأثير.

فالمساجلات الأدبية تفاعل نقدي دافق بالحيوية والنشاط الفكري الثري، المشحون بطاقات التجدد والرقاء والعطاء الأصيل المساهم في بناء الحياة.

ولا يمكن للمعارف أن تتطور وتتسع آفاقها إذا إفتقدت مؤثرات المساجلات، وتوهجاتها القادحة لتأججات تفاعلية ذات لهيب فياض.

وعليه فمن المفروض أن نجيد مهارات التساجل، لنساهم برسم خارطة الوعي في الحاضر والمستقبل، وسيبقى وعاء الثقافة خاويا، لفقدان التساجل الإيجابي بين العقول الإبداعية المتوثبة نحو الأصيل المجيد.

فهل من قدرة على إحياء هذا النشاط الثقافي الفكري المنير؟!!

 

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم