أقلام حرة

صالح العجمي: دول من الخيام الى القصور

صالح العجميصعب تحول بدوي الي عالم ذرة خلال ٥٠ سنه اول مرحله ربما يصل الي مرحله مدرس رياضيات وابنه دكتور في الجامعه وابنه بيكون طبيب والخ واخوه مهندس وامه ممرضه

وهذا يتطلب وقتا صعبا. عقولهم بدوية مرتبطه بالصحراء والتطرف الديني والفلسفه القبلية العنصرية تحاصرهم من داخل انفسهم تحجبهم عن العالم حولهم لان النفط كان ثورة سريعه في تغيير حياتهم المادية وعجز عن تغيير تحقيق اهداف جوهرية في تغيير الانسان وتحديثه وتمكينه من التكنولوجيا والاستقلال العلمي والمعرفي

عجز النفط عن تحقيق طموحات الامة في الخليج لم يتاثر الانسان فكريا وثقافيا وعلميا بسرعه كما يجب واستهلك كل فترة الطفرة في إشباع رغباته المؤقته الشهوانية والشخصية والحسية والاستهلاك الغير مدروس بدون شعور على حساب الهدف العام القومي باعتبار الاستهلاك ردة فعل للماضي وانتقام من قسوة الحياة في الماضي والانبهار بثقافة الغرب وتقليدهم شكليا في الحياة العامة وحب الظهور امام الشعوب في صورة مدنية 

ولذلك الواقع اليوم يكشف حقيقة المأساة التي تمر بها الأمة كونها عالة وسوق للغرب والشرق لبيع منتجاته واسلحته وانقسامات مرعبه وحادة وتشظي اجتماعي يتفاقم في البيت الواحد

لم تستفيد دول الخليج من النفط والطاقة بشكل عام لإنهم بدو بالفطرة عندهم إحساس بالتشرد دائماً وهم في قصور بفضل النفط لكنهم لا يثقوا في إستمراره ولأنهم بدو لم يستطيعوا استثمار فترة الخير والنعمة في التعليم ويجهزوا انفسهم في التجارة في السياحة ويخزنوا الأموال

بالعكس هم يأكلوها ويدمروا بالفائض منها الشعوب العربية حولهم باعتبارها حروب استكمال للصراعات ما قبل النفط والكراهية للشعوب التي كانت أكثر استقرارا منهم اليمن والعراق ومصر وسوريا والخ لانه لو كان وجود النفط في دولة مثل مصر لأصبحت الآن تصنع السيارات ودولة متقدمة 

لو كان النفط الذي عندهم في اليمن اليمن الآن مثل اليابان الخليج فشلوا فشل ذريع في إدارة ثرواتهم وبلدانهم ودمرتهم البداوة لو نقوم بدراسة في أسواق الخليج الآن ستجد إن الشركات والمصانع يديرها هنود وفلبينيين بنسبة 90 في المائة وان الحداثة القشرية الموجودة الآن في ي بلدانهم والرفاهية مرتبطة بالنفط لا توجد حضارة عميقة وتاريخية يستمدون منها فلسفة الحاضر يعلم لا توجد مساحة واسعه وارضية اجتماعية محصنه من الغزوا الفكري الاجنبي ولذلك تمر هذه البلدان بحرب ناعمة وهجمات ثقافية وتميييع بمبررات الحداثه والتفاعل مع العالم حولهم والتخلص من الركود المعرفي 

ولو إنتهت أهمية النفط واستغنت الدول المتقدمة عن النفط العربي وبدات تستكفي حاجاتها من النفط الصخري وبدات السيارات الكهربائية سوف يعودون للصحراء ويموتون جوعا لإن رصيدهم الأخلاقي مع الشعوب في العالم رصيد مخزي ومخيف ومهين وقدموا لأنفسهم مستقبل مخيف جدا 

الشعوب تكرههم لما بدر منهم من  وسلوكيات تفاقمت بسبب المال و الثروات نتيجة الجهل والفهم المحدود نتج  عنه اساءة لثقافاتهم وتاريخهم وحضاراتهم ولهجاتهم ومذاهبهم وأديانهم بشكل شامل وهذا مختصر بسيط يمكن لهم مراجعته ومراجعة سياساتهم مع العالم حولهم لإن النفط لن يستمر ولو استمر لن يكون له طلب في العالم  القادم مع الطاقة البديلة  التي  تهدد الطاقة النفطية 

الانسان يعيش حالة من الضييق وقلق من المستقبل لم يستطيع ان يتعلم ويتخلص من الجهل ويخرج الى فهم العلوم الحديثه والادارة  لايزال الانسان هو نفسه المستهلك  فشل وهو الان يعوض فشله في الشكليات والمظاهر السطحية ومحاولة القفز على الواقع والرغبة في  الحكم بدون علم  والاساءة للاخرين بدون شعور وبنقص في الوعي والمعرفه وغياب كامل لاي بصمة حضارية ترفع من مكانتهم في اوساط الشعوب

الحل الوحيد هو التعليم الذي لا تضيع ودائعه ولا يمكن ان تفشل امه تهتم بالتعليم واذا لم تحدد وجهتك في الاستفادة من التكنولوجيا والعلوم الحديثه ليس لك مكان في المستقبل

 

 بقلم صالح العجمي 

 

في المثقف اليوم