أقلام حرة

حشاني زغيدي: لسْتَ وحدَك.. البيت يحتاج كل أبنائه

حشاني زغيديإن الفكر العدائي المشحون بالأحقاد، لا يبني وطنا، ولا يصنع نهضة. خصوصا إذا استشرى ذلك بين النخب التي تدعي الديمقراطية والانفتاح، تلك النخب التي تلبس ثياب التمدن وهي عارية من كل قيم التحضر والتمدن.

إن المعيار الوحيد للتحضر يبدأ بقبول الآخر، يبدأ بقبول التنوع الطبيعي . إن معيار الوحيد للتحضر، يبدأ الرضى بحكم الأغلبية، يبدأ واحترام أراء الأقلية العددية، إن المعيار الوحيد للتحضر، يبدأ بالالتقاء على الجوامع المشتركة، إن المعيار الوحيد للتحضر حين نقر ونعترف بمبدأ التنافس والتوافق من أجل خدمة المصلحة العامة، إن المقياس الوحيد للتحضر أن ننبذ الجهوية المقيتة والعرقية المفرقة، إن المعيار الوحيد للتحضر أن نرفض أسلوب المغالبة وفرض الرأي بالقوة .

إن معيار التحضر في اعتقادي هو بسط أسلوب التسامح والتغافر والتقارب بين أبناء الوطن الواحد، وإن أسلوب التحضر أن يعيش الجميع في كنف البيت الواحد يلتقي الجميع اختلافنا وتنوع أعراقنا واختلاف المشارب الفكرية، ينزل الجميع على بساط الحوار كأسلوب متحضر بين المثقفين والعقلاء .

إن تكريس مبدأ إلغاء الآخر يعد من أكبر المشكلات الكبيرة التي أثرت سلبا على بناء جسور التواصل في مجتمعاتنا، ضاربة بأسوارها كل تقارب . بين الكفاءات والموارد الحية في المجتمع ـ

إن حاجتنا اليوم لتجميع القوى الحية للمجتمع وبكل مشاربه حاجة ملحة للخروج من النفق المظلم، الذي صمام ٱمنه، وحدتنا، وجمع كلمتنا.

ولا يكون ذلك إلا بـ:

فك الشحنات السلبية المغذية للتفرقة بين أبناء المجتمع الواحد.

نبذ العصبيات والولاءات العصبية التي تغذيها أطراف الأزمة المستفيدة.

بناء الشعور المطمئن الباني للثقة المفقودة بين السلطة والمجتمع؛ بالاستجابة للمطالب المشروعة والواقعية.

فتح المجال للكفاءات وإشراك مساهماتها وفي البناء الوطني دون إقصاء بسبب مذهب فكري أو جهة أو قناعة .

وفي الأخير علينا أن نعتقد عقيدة جازمة أن أزمتنا لا يستطيع حلها فريق واحد بمفرده، بل الحل أن تلتقي كل تلك العوامل في خندق واحد تحت شعار (الوطن يحتاج كل أبنائه)

 

الأستاذ حشاني زغيدي

 

في المثقف اليوم