أقلام حرة

صادق السامرائي: مختصر نهايات حكام العراق!!

صادق السامرائينهايات الذين حكموا البلاد مأساوية، ومتكررة، ولابد من وقفة منهجية لتفسيرها والبحث عن أسبابها، وتداعياتها، فهي الفاعلة في الواقع، ومضت بنمطيتها المعهودة الدامية بلا تغيير نوعي مفيد، وحتى في زمن إدّعاء الديمقراطية (2003 – الآن) فأنها إزدادت شراسة وبطشا، فلكي يبقى الحاكم في عرشه المنيف عليه أن يقتل الشعب، ويذل الجيش ويهين القدرات الوطنية، ويُهلِكَ العباد بالحرمان من أبسط الحاجات، فأما الموت للحاكم أو للشعب!!

تلك ظاهرة تعوّدت عليها الأجيال، فالتغيير مقرون بالدم، والحكم يشترط الظلم والردع والترهيب الشديد، وكأن الجالس على الكرسي العتيد محاط بالذئاب، وعليه أن يمضي أيّامه المعدودة متصارعا معها حتى تنهار قواه، ويتهاوى فريسةً بين مخالبها وأنيابها الغاضبة الناقمة عليه.

ولنتأمل نهايات الحكام منذ تأسيس الدولة:

الملك فيصل الأول (1921 - 1933) وعاش (50) سنة، (1883 - 1933)، ومات على أكثر الظن مسموما.

الملك غازي (1933 - 1939)، وعاش (27) سنة، (1912 - 1939)، ومات مقتولا بحادث إصطدام سيارته بعامود، وقصة موته فيها وجهات نظر متعددة.

الوصي عبد الإله (1939 - 1953)، وعاش (45) سنة، (1913 - 1958)، ومات مقتولا في (14\7\1958) .

الملك فيصل الثاني (1753 - 1958)، وعاش (23) سنة، (1935 - 1958)، ومات مقتولا في (14\7\1958) .

محمد نجيب الربيعي (1958 - 1963)، وعاش (61) سنة ، (1904 - 1965)، وأسباب موته غير معلومة. وكان رئيسا رمزيا أو تشريفيا.

عبد الكريم قاسم (1958 - 1963)، وعاش (49) سنة، (1914 - 1963)، ومات مقتولا في مبنى الإذاعة. وكان رئيسا للوزراء، قائدا عاما للقوات المسلحة، ووزيرا للدفاع بالوكالة.

عبد السلام عارف (1963 - 1966)، وعاش (45) سنة، (1921 - 1966)، إحترق في سقوط طائرة في القرنة، وهناك آراء حول أسباب سقوطها وقد تكون مقصودة.

عبد الرحمن عارف (1966 - 1968) وعاش (91) سنة، (1916 - 2007)، الرئيس الوحيد الذي مات موتة طبيعية مؤكدة.

أحمد حسن البكر (1968 - 1979) وعاش (68)  سنة، (1914 - 1982)، وتُثار تساؤلات حول وفاته رغم معاناته من داء السكّر.

صدام حسين (1979 - 2003)، وعاش (69) سنة، (1937 - 2006)، وتم إعدامه شنقا صباح يوم (30\12\2006) .

ترى ماذا تعني هذه الحالات التي لا مثيل لها في الدول العربية والإقليمية، إلا فيما ندر؟!!

إن ما تفصح عنه، خصوصا بعد إبتداء الجمهوريات، ربما يمكن إيجازه، بغياب الدستور وضعف القانون، وعدم القدرة على إقامة نظام حكم وطني يتحقق فيه تداول السلطة السلمي، والتدخلات الأجنبية في الشؤون الداخلية، إذكاء العداوة بين الشعب ونظام الحكم، فقدان قيمة الإنسان وحرمانه من حقوقه الطبيعية، والعمل على صناعة الدولة الفاشلة،  ليكون الوطن ساحة حرّة للطامعين فيه.

ولابد من دراسات علمية منهجية رصينة لمعرفة جوهر العلة ومداواتها، وتجنب تكرارها، أو إنحرافها، كما يحصل تحت خيمة الديمقراطية المباركة بالفساد والتبعية والولاء للآخر.

ترى هل  أنّ الشعب يتلذذ بإهانة قادته وينتقم منهم؟!!

 

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم