أقلام حرة

سامي جواد كاظم: دروس من طروس كربلاء

طروس فيها دروس بالرغم من عبث العابثين بالتاريخ  فانه يبقى يلوح بطروسه للاجيال عبر التاريخ ، فهذا يطّلع ليتعرف وذاك ينقح ليصحح وثالث يحقق ليتبحر اكثر ودائما الارض التي تحتضن الاولياء تكون حافلة بالماثر والاثار وهنا ياتي دور من يمنح هذه الارض حقها التاريخي، ولا عجب عندما نكتشف طرسا قد يذهل العقل وحتى تكون الطروس مفيدة فلابد من الكتابة عنها وعدم السماح لمن لا يريد ان تظهر دروس الطروس للاجيال القادمة .

وانا اتصفح كتاب وثائقي صفوي مع عثماني فيه مجموعة كبيرة بالالاف من الوثائق التي تتحدث عن حقبة زمنية بين الصفويين والعثمانيين تخص ارض العتبات وفي ضمن هذه الوثائق ثلاث وثائق توقفت عندها وحسب اهميتها اذكرها بالاسبقية الوثيقة الاولى تخص موضع قبر الحسين عليه السلام والمرقمة (1/4M.1268/14712 /242 .L.DH) هذه المخطوطة المكتوبة بالفارسي في صفحة 160من كتاب وثائق العتبات المقدسة الخاصة بالخارجية الايرانية ذكر فيها انه سنة 1268 للهجرة عثر على لوحة مكتوبة بالخط المسماري عند مكان استشهاد الحسين عليه السلام مسحت بعض كلماتها، والكتابة المسمارية حسب ما تذكر المصادر ان تاريخها قبل الميلاد بـ 3000 سنة وهنا ياتي دور المحققين والمنقبين والضليعين بالخط المسماري لمعرفة كيف وجدت هذه اللوحة عند قبر سيد الشهداء وما لهذه الارض (كربلاء) من تاريخ في ذلك الزمن؟

الوثيقة الثانية واعتقد لها علاقة بواقعة الطف وهي محل تساؤل عن احداث حدثت في هذه الواقعة العظيمة وقد اشرت الى بعض منها في استفسار عن موضع قبر النساء اللواتي استشهدن مع الحسين عليه السلام اين دفنهم الامام السجاد عليه السلام؟ واللوحة المرقمة (L.EV ..44/1325Ca_ 02/1325Ca 09/1 ) وهذه الوثيقة خاصة بحدث مهم وهو في سنة 1325 للهجرة تم نقل قبور النساء من كربلاء الى القبور المنسوبة لاهل البيت في الشام، وهذه تستحق بحث ودراسة ان صح الحدث ومن هن اللواتي نقلت قبورهن ولماذا الى الشام وفي هذه السنة التي تسيطر فيها الدولة العثمانية على الشام ، فالتاريخ يذكر لنا ان الدولة العثمانية عبثت انا اقول عبثت ببعض الاثار الاسلامية وصادرت بعض منها ولانها كانت دولة طائفية فلا استبعد محاولتها في طمس الطروس الخاصة باهل البيت عليهم السلام .

الوثيقة الثالثة تذكر ان ايرادات الدولة العثمانية من ضرائب نقل الجنائز من بلاد فارس الى العتبات المقدسة (كربلاء والنجف) بلغت 100 الف تومان بواقع خمس تومانات عن كل جنازة وذلك سنة 1290 للهجرة ويكون عدد الجنائز التي دفنت في كربلاء والنجف تقريبا (20000) جنازة، ومن الطبيعي ان يكون الدفن في ارض الحرم سواء عند امير المؤمنين او سيد الشهداء عليهما السلام وكذلك من الطبيعي او الاحتمال القوي تكون هذه الشخصيات التي تريد ان تدفن عند العتبات المقدسة من الشخصيات ذات المكانة المرموقة في بلادهم ومن اتباع اهل البيت عليهم السلام.

وخادمكم كاتب المقال لدينا كتاب بعنوان (راقدون عند الحسين عليه السلام) بعد البحث التحقيق توصلت الى قرابة (550) اسما لعلماء وخطباء ووجهاء بين العربي والفارسي والهندي ولاني عنون الكتاب (راقدون) بكلمة نكرة وجمع لتدل على التبعيض اي بعض الراقدين وليس الكل فلو وضعت ال التعريف اي لو قلت (الراقدون) فهذا يعني الكل وهذا غير ممكن بخكم هذه الوثيقة ولسنة واحدة ، وهذا يؤكد على عمق وحضارة واصالة هذه الارض التي اكتسبتها بعدما ارتوت من دماء سيد الشهداء عليه السلام ومن معه وزادت في عظمتها عندما احتضنت اجسادهم الطاهرة .

هنالك دروس قيمة من هذه الطروس تستحق البحث وليس البحث عن وثائق اقول عنها تافهة للاسف الشديد على الجهود التي بذلت من اجل تدوينها.

 

سامي جواد كاظم

 

 

في المثقف اليوم