أقلام حرة

ملاحظات قاريء فيسبوك (3)

منهم قراء الفيسبوك؟

بعيدا عن النخبة والكتاب وأصحاب الأغراض والنوايا الواضحة والمعلنين أدون هنا ملاحظاتي عن عموم قراء الفيسبوك الذين لاغاية لهم من القراءة إلا مايصرحون به في تعليقاتهم ..

يقسم قراء الفيس إلى أقسام متعددة لكن اهمهم الذكور أو ما اصطلح على تسميتهم بـ(الزواحف) وهؤلاء ما أن يشموا رائحة أنثى أو يلوح لهم في الأفق اسما انثويا إلا وحجوا له قبل الحجيج بعام وعلى ما اذكر أن احداهن كتبت على صفحتها ما اعتبره هؤلاء نصا شعريا قالت فيه:

(أن طلاء الأظافر الأخضر

لا يناسب رؤوس اناملي

ولايهمس لها بالحب لذا جافيته)

وخلال أكثر من ساعة وصلت التعليقات إلى رقم مدهش (٧٣٦) كلها تتحدث عن جمال النص الذي عجز الفحول عن الإتيان بمثله وكم هو طافح بالموسيقى والبلاغة المدهشة ويجب أن يغنى إضافة إلى جمال اناملها واظافرها وقوامها وبسمتها وحتى (زنود الست) عندها واستعداد الجميع لمحاربة هذا اللون البغيض الذي لايهمس لاظافرها بالحب، والنوع الثاني من قراء الفيسبوك هم المتملقون والذين أطلق عليهم صفة (اللواحيك) وهؤلاء أكثر شر من أولئك وفيهم الكثير ممن يدعون احتراف الأدب وهؤلاء يلاحقون بقراءتهم وتعليقاته (المسؤولين) في كل المجالات السياسية والأدبية وأذكر قبل عام كتب مسؤول ما يسمى مؤسسة أدبية ما معناه: (عندما اكل الطعام واشبع لا أشعر بالجوع ) وخلال ساعة واحدة تعدت تعليقات أعضاء تلك المؤسسة وأصدقاء الرئيس (١٥٠) تعليقا كلها تشيد بادبه وتمدح فلسفته وتعترف بحكمته ويطالبونه بالمزيد من هذا السرد الأخاذ والنوع الثالث من القراء هم الراكضون خلف (الصورة) وهؤلاء لا هم لهم غير مشاهدة الصور والتعليق عليها حسب ما يجيش في صدورهم هم لا يعنيهم مقال ولا يتوقفون عند اسم كاتب ولا حتى لماذا وضعت هنا الصورة ولايهمه من هو صاحب الصورة وفيهم من يحدد عمر صاحبة الصورة وصفتها (أربعينية صاكه) حتى أن أحدهم علق على صورة تبع موضوع ادبي عن القرن التاسع عشر بما يلي.. (الله هاي الثلاثينية الجادة هم عدها صفحة ع الفيس) .

وهناك أقسام كثيرة لا يسع المجال لذكرها لكنها في العموم لا تخرج عن هذا السياق.

***

راضي المترفي

في المثقف اليوم