أقلام حرة

صادق السامرائي: أمة العجب بين كعب ووهب!!

صادق السامرائيكعب: كعب الأخبار

وهب: وهب بن منبه، أو واهب بن منبه

إثنان من الرواة الذين طغت مروياتهم على المدونات في كتب التأريخ، والتفسير والسيرة وغيرها، وكأنهما مصدران موثوقان ومقدسان، فلا يجوز النظر فيما يذكرانه من رؤى وتصورات وقصص وحكايات.

وعندما نقرأ المنقول عنهما بعيون العقل ووفقا للمنهج العلمي، يبدو وكأنه إفتراءات متخيلة لا يمكنها أن تمت بصلة إلى الواقع البشري في حينه أو في أي عصر.

إنها أشبه بالأساطير القديمة والخرافات التي أطلقها البشر في بداية تفاعلاته المتسائلة مع الدنيا.

تهيؤات ومحاولات لإيهام الآخر وإقناعه بأنه يدري، وما يسمعه منهما هو عين الصدق واليقين!!

ومن الصعب تفسير كيف إعتمد المدونون والمؤرخون والمفسرون عليهما، وإتخذوا أقوالهما كمصادر رصينة لما يهدفون إليه في كتاباتهم.

ولا يُعرف من أين إكتسبا المصداقية، والثقة والهيبة وأصبحا من المطاعين، الذين تنتهي إليهما أمور الدراية والمعرفة.

كيف يُفَسَّر ذلك؟

البعض يرى أن إبن خلدون قد أجاب على السؤال في مقدمته، ولا داعي لطرحه مرة أخرى في هذا العصر.

لكن المشكلة أن إجابته لم تغير من سلوك الباحثين والدارسين لتراث الأمة وتأريخها، بل ظهروا كالأسرى المصفدين بما تناقله كعب ووهب، وبسبب التكرار والإعتماد عليهما كمصادر وإتخاذ منهج النقل سبيلا، ترسخ في أذهان الأجيال ما نطقا به، فتجد لهما مكانة سامقة عند كتاب السيرة والتأريخ، بل وحتى الذين دوّنوا الأحاديث النبوية.

ويبدو أن على أبناء الأمة الغيارى النظر بموضوعية وعلمية فيما ورد إلينا وتناقلته الأجيال وإرتهنت به، وهو غير معقول، بل منقول وحسب، وعلينا أن نصدق بسذاجة المنقول وننكر المعقول.

فهل ما نقرأه في كتب التأريخ أحداث ووقائع فعلية، أم تصورات وأوهام وهذيانات ودسائس، ذات غايات وأهداف تدميرية لجوهر الأمة وإرادتها الإنسانية السامية؟

وإن العقل مفتاح المغاليق، فهل من عقل يا أمة يعقلون؟!!

 

د. صادق السامرائي

 

 

في المثقف اليوم