أقلام حرة

فاضل الجاروش: العلم يُبطل الآية 34 من سورة لقمان

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ۚإِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ « لقمان34 »

يقول الملحد ان العلم قد اثبت بطلان مضمون هذه الاية المباركة حيث ثبت ان غير الله قد اصبح قادرا على ان يُنزل الغيث بالاستمطار الاصطناعي كذلك اصبح الانسان يعلم مافي الارحام بل اكثر من ذلك اصبح يتحكم بتحديد جنس الجنين ذكرا او انثى ولا أخفيكم سرا أن هذه المستجدات العلمية قد أرهقت المؤمنين كذلك؛ من حيث أنها أوجدت مايُشبه التناقض بين ماقرره الله تعالى وماتوصلت له التقنيات العلمية ولكن الحقيقة أن هذا الذي يبدو تناقضا ماهو الا شُبهة وانت تعرف أن الشبهةسميت شُبهة لانها تُشبه الحق والأمر كله لايحتاج منك الا أن تتدبر كلام الله لتجد تطابقا بين دلالات الآية وبين ماتوصل اليه العلم، سبحان الله كم ان هذه الاية صيغت بدقة متناهية بحيث انها تُجيب مُسبقا على اشكالات الملحدين وعلى استغراب المؤمنين، فهي تضع اجابات منطقية وواقعية لهذه التساؤلات فهي تتناول القضايا المطروحة على شكلين من التحكم يجري مابين الحصر والتفويض فهي تبتدئ في المقطع الاول بحصر معرفة علم الساعة بالله تعالى وهو علم الغيب للمستقبل بتعبير « عنده» وهذا يعني ان ماعنده لن يكون عند غيره وعندما يتناول موضوعة الغيث لايجعل امكانية انزال الغيث متعذرة على غيره بقوله « ويُنزل الغيث» وهذه لاتفيد الحصر وهي دلالة واضحة على انه سبحانه قد جعل امكانية الاستمطار مُتاحة للانسان عندما يبلغ مبلغا من العلم يخوله ذلك وعندما تتحدث الاية عن الأجنة تجد ان الله تعالى كذلك لايجعل العلم بما في الارحام متعذرا على الانسان عندما يمتلك ادوات العلم الكافية لذلك بقوله « ويعلم » وهذه ايضا لاتفيد الحصر وذلك بالتاكيد لايعني ان غيره لايمكنه ان يعلم، بعد ذلك تعود الاية الى سياق التخصيص عند الحديث عن المستقبل « وما تدري نفس ماذا تكسب غدا » والـ « ما » نافية لامكانية ان تدري نفس ماذا تكسب غدا، فياتيك جواب الملحد بأن النفس كثيرا ماتستطيع أن تدري ماذا تكسب غدا ؛ بدليل أن الإنسان يخطط للمستقبل وينفذ ماخطط له !! ولكن الحقيقة أنه كما قال الله تعالى وليس كما يظن، حيث أنه فعلا يخطط ودائما ماينفذ مخططاته ولكنه لايستطيع ابدا ان يظمن ذلك مسبقا لأنه لايضمن أنه سيكون حاضرا حيا يرزق إلى الغد

وذلك ماجاء في ذيل الآية بهذا المعنىٰ « وماتدري نفسٌ بأي ارض تموت »

***

فاضل الجاروش

في المثقف اليوم