تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

أقلام حرة

حسن حاتم المذكور: الشعوب تولد من جراحها

1- وحدي سأعبر جسر الشك، ووحدي في الهناك، سأبحث عن نفسي واليقين، وعن عقلي الشهيد ورغيف خبز عائلتي، وفي استحياء شديد، اسأل الله عن ألآله  الجديد، ذو المظاهر والألقاب واللحية الصفراء، وهل انه شريك، و"الله لا شريك له"، يقول  لنا ويفسر أللامعقول، ويدعيه منزلاً من السماء، كيف ومتى، قبل او بعد المطر او معه مثلاً، ثم يتوعدنا بعذاب القبر، إن لم نحتمي بشفاعته، ويدفعنا الى قيلولة مستدامة، مغموسة بالجوع والجهل والأيمان الأعمى، ويطلق فينا بيوض الشيطان، قناصة وسيافين وقتلة مجهولين، لينتزع منا ما تبقى، من أمننا وفرحنا ورغيف خبزنا، جزية كانت ام خمساً، وأسأل الله ايضاً، هل ان لصوص الدنيا يهبطون من السماء، سماحات ومجاهدين وأولياء؟؟، يستحقون وحريمهم وكلابهم، رواتب تقاعدية يستقطعوها من لحم الضحايا، ثم يتوسدون ملفات فساد مريحة، ليس وحدي من يعبر جسر الشك، هناك من سبقني، ورفع أقنعة الكون، عن غول جبار من الأكاذيب،لا نعرف مكانه من زمانه، يربي  بيوض الشيطان، مراجع ورموز سرقت وظائف الله، ولم تترك لنا متسع وعي، لأصلاح عطب الذات.

2 - انتفاضة الأول من تشرين 2019،  ثورة شك على واقع كافر، وتمرد حق على باطل يتأله، وغضب الحقيقة، على عقائد خرجت فاسدة من سراديب المتألهين، أسألة الشك غير مقتنعة باجوبة مغموسة بألتدليس، العراق يولد من موته، ليكرر السؤال الأخرس، هل ان الخلل الكوني الكبير، ساكناً في اديان السياسة، ام في سياسة المنزلين والمبشرين؟؟، المفكرون ومنهم علماء دين افاضل، يختلفون ويراوغون وخائفون احياناً، كون الواقع الكافر، قد مضغ الحقيقة كاملة، وليست هناك فرصة للحوار والأقناع، فحجم الكذبة التاريخة قد تجاوز حجم الكون، وأن بادر العراقيون، على طرح قضيتهم الوجودية، على بساط اوجاعهم، تُقتل أصواتهم، بسلاح التضليل والخداع والتجهيل والأستغفال، والذخيرة الحية أحياناً، ويموت العراق مرة أخرى، حتى ينهعض من جديد غاضبا، ليعبر جسورالشك حتى نهايتها، حينها تتعرى العقائد، امام رغيف خبز الناس.

3 - اين الله مما يحدث للعراقيين، ولأسمائه المهدورة على جداريات النفاق المذاهبي، المتألهون والمتأسلمون، استأثروا بكامل وظائفه، يقولون أن الأسلام، دين المحبة والأخوة والتسامح، قد نصدق لو انه لم يكن سياسياً، وامامنا مشاهد المذاهب والجماعات الأسلامية، وهي تتصارع وتتكاره وتتقاتل، وفي لحظات هدنتها فالآخر قتيلها، هل ينسى العراقيون، مجزرة الأيزيديين ووحشية سبي نسائهم، التي اشترك فيها وتواطأ مع احداثها المأساوية، أطراف طائفية وقومية صامتة وناطقة، وننسى اسساليب الأستئصال ودفع المسيحيين على الهجرة، بغية الأستيلاء على ارضهم وعقاراتهم ونهب ثرواتهم، وكذلك ما حصل لفيلي العراق والمندائيين واليهود العراقيين، والمعتدي المجهول قابع كعادته، تحت جلد الصمت المراجعي.

4 - العالم القديم، تضيق عليه ديمقراطية الخدعة التاريخية، وهو الآن ينقلب على ذاته، ليس العراق وحده سيولد من موته، بل شعوب افريقيا ستفاجيء الواقع المنهار، ليس لغزاً ما يحدث الأن، بل انه الأرض تخلع جلدها كالأفعى، والنظام الأستعماري القديم، يتآكل مسرعاً لأعلان نهايته، تحاصره ثأرات الجوع القديم لشعوب الأرض، الحرب في اوكراينا، انفجرت في افريقيا، وستنفجر في الشرق الأوسط والخليج، والعراق الذي كسرت اجنحته، المظالم الخارجية والخيانات الداخلية، سيتعافا ويصنع من سحب سماءه اجنحة العودة، في ولادة كاملة العافية، وأن كانت في اوكرانيا نقطة الصفر، فأفريقيا السطر الأول، في مجلد التغيير، اما ثورة الشك في العراق، سترفع اسمال الشعوذات والتخريف، عن شعوب المنطقة، لتجمعها موحدة متصالحة متآخية، حول طاولة اليقين، وستقطع شرايين آلهة النفط، والطبقات المؤمنة بالدولار ألة لها.

***

حسن حاتم المذكور

06 / 09 / 2023

في المثقف اليوم