أقلام حرة

سراب سعدي: عادات وتقاليد يجب التمسك بها

قد تكون بعض العادات والتقاليد والأخلاقيات متوارثة من جيل إلى جيل وعلى مر الزمان متبعة والناس على قناعة تامة بها وتعمل على تعليمها لأبنائها جيلاً بعد جيل، في حين نجد أن البعض قد يصاب بالضجر والملل وحتى الأمراض النفسية من بعض تلك السلوكيات فنجده يجتهد للتخلص منها وعدم نقلها لأبنائه ! وهذا أمر وارد الحصول خاصة إذا كانت طريقة التعليم خاطئة وإن كان الفعل صحيحاً لكن الطريقة خاطئة تؤدي إلى نتائج عكسية بكل تأكد . في السابق كان احترام الآباء أمر مقدس جداً حتى أن بعض السلوكيات مبالغا فيها وصارمة فنجد أن الإبن يحترم والديه بصورة جميلة فمثلاً كان من غير اللائق أن يجلس الإبن ووالده واقفاً أو أن يضطجع بوجود والده ولا يتحدث بأحاديث غير مفيدة أو قليلة الأدب، كان الآباء صارمين في تربية أبناءهم وتعليمهم للفضيلة والرجولة، قد يجد البعض أن هذه السلوكيات خاطئة وتزيد من تعقيدات التربية فيتصرفون بطريقة مختلفة خاصة أن والداه كانا يتعاملان بقسوة في تربيته فيعكس ذلك على أبناءه بإعطائهم الحرية المطلقة في التصرفات والتعاملات وحتى في ارتداء الملابس! وعدم محاسبتهم أو تعليمهم أساليب صحيحة في التربية بحيث يترتب على ذلك تنشأة غير مرغوبة من قبل المجتمع وقد تصل إلى استهجان ورفض من قبل المجتمع لهذه التصرفات، وعلى الرغم من أن بعضهم قد تعرض للضغط من قبل آباءهم لكن لا يعني ذلك عكسه على تربية أبنائهم فالتصرفات العقلانية مهمة جداً ولا يجب التفريط بها إطلاقاً،يمكن أن تعالج بعض التعاملات الخاطئة من خلال الأسلوب لكن ليس على حساب العادات نفسها فهناك أمور مهمة في التربية لا يمكن التغافل عنها، يمكن تغيير الأسلوب بأن يكون أكثر لطفاً وبذلك ستكون النتائج مرضية للجميع، ومن أساليب التربية الصحيحة أن نحترم شخصية الأبناء ولكن لابد أن يكون هناك حزم في بعض الأمور، وكما هو معلوم أن أطفال اليوم مختلفون عن اطفال الأمس فهم مهووسون بحب الأنا ويتفاخرون بأنفسهم ولا يرضون بالموجود بينما في الماضي كان التواضع هو سمة عامة الأطفال يفرحون بالقليل ويقتنعون بالموجود لهذا قد تغير الزمان وكذلك التربية أصبحت صعبة بعض الشيء، فيبذل الأهل الكثير ليصل أبناءهم إلى بر الأمان وسط هذا الكم الهائل من الانفتاح الذي يجعل من الصعب السيطرة على توجيه الأطفال بخط مستقيم واحد إذ أن المعلومات في السابق موجهة أما بالكتب المدرسية أو بمجلات الأطفال والقصص التي يمكن للأهل الإطلاع عليها قبل إعطاءها لأبنائهم لكن اليوم كيف يمكن السيطرة والشبكة العنكبوتية تبث ما هو غير لائق في احيانٍ كثيرة أو أشياء قد تنشر للكبار ولكن من يشاهدها هم الأطفال!!، وغيرها الكثير من الامثلة . ولذلك لابد من التوجيه واستخدام الأساليب الصحيحة والتمسك بالقيم والمبادئ والتقاليد و الأخلاقيات الجيدة التي تسمو بالأبناء إلى القمة وإلى الحياة السليمة وتهيأتهم للدخول إلى المجتمع بشكل لائق ومحترم وبذلك تسود المجتمع كل تلك الأخلاقيات وسلوكيات وينعم العالم بالمثل العالية والأخلاق الفاضلة.

***

سراب سعدي

في المثقف اليوم