تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

أقلام حرة

عباس علي مراد: في لبنان فقط!

في لبنان فقط، إذا التقى زعيمان يبث الخبر كما يلتقي رؤساء الدول.

في لبنان فقط، إذا زار زعيم سياسي او روحي منطقة معينة تغطى الزيارة كانها زيارة من دولة الى أخرى.

في لبنان فقط، إذا تصادمت سيارتان يهتز البلد امنياً.

في لبنان فقط، يمنع الجمهور من حضور المباريات الرياضية حفاظاً على السلم الاهلي.

في لبنان فقط، موقفك السياسي لا يعتد به إذا كنت خارج الاصطفاف الطائفي.

في لبنان فقط، انت طائفي ومذهبي بغض النظر عن إيمانك الانساني والوطني والديني.

في لبنان فقط، يرفع شعار العيش المشترك على حساب الواقع المعاش النفاق المشترك.

في لبنان فقط، الكل يرفع شعار بناء الدولة "الديمقراطية" ويصاب البلد بالشلل السياسي إذا جاء رئيس حزب او تيار من خارج العائلات المالكة الحصرية للاحزاب والتيارات.

في لبنان فقط، يقذفون السياسيين باقذع الألفاظ والشتائم ووقت الانتخابات يعيدون انتخابهم.

في لبنان فقط، الإعلام يحرض الناس على بعضها البعض وكأن المؤسسات "الاعلامية " مملوكه من دول متحاربة.

في لبنان فقط، التحريض في اماكن العبادة تحت شعار حقوق الطوائف والمذاهب.

في لبنان فقط، تسرق البنوك اموال الناس وتطالب بانصافها ممن سرقت اماناتهم.

في لبنان فقط، يهجرون الناس ويطلبون منهم مساعدة الوطن.

في لبنان فقط، عشرة أسعار للدولار.

في لبنان فقط، 400 الف عاملة اجنبية حتى تتفرغ النساء اللبنانيات للصبحية والارغيلة.

في لبنان فقط، تحكم الأعراف والكل حريص على الدستور نصاً وروحاً.

في لبنان فقط، يقولون بما في النصوص وما في النفوس.

في لبنان فقط، يعلمون أولادهم حتى يتأهلون للحصول على فيزا للسفر والعمل في الخارج.

في لبنان فقط، الرشوة جزء من الوظيفة العامة فوق الطاولة وعلى عينك يا تاجر.

في لبنان فقط، الفاسدون محميون من طوائفهم حفاظاً على سمعة الطائفة.

في لبنان فقط، لا يمكن محاكمة الفاسدين الا على قاعدة 6 و6 مكرر.

في لبنان فقط، يتغنون بجمال الطبيعة وتتراكم جبال القمامة في كل الزوايا والمحضيين يزيلون الجبال من أجل البحص والرمال.

في لبنان فقط، يوجد "خط عسكري" لمخالفة القوانين على الطرقات وداخل المؤسسات.

في لبنان فقط، توضع القوانين على مقاسات الزعامات والطوائف اما الوطن والدولة فهما نسياً منسيا.

في لبنان فقط، القضاء ملك الطوائف والمذاهب والعدل عدو الملك.

في لبنان فقط، لكل حل مشكلة نعم لكل حل المشكلة.

في لبنان فقط، الصح خطأ والخطأ صح كما تقتضي المصلحة.

في لبنان فقط، الخارج يتدخل بكل شاردة وواردة واللبنانيون يتغنون بالقرار السيادي الحر المستقل.

في لبنان فقط، يحدثونك عن محاسن التغيير في العلن وفي السر التغيير شر مطلق.

في لبنان فقط، ازدواجية المعايير هي الأساس.

في لبنان فقط، يقولون الطوائف نعمة والطائفية نقمة واللبنانيون يفضلون النقمة على النعمة.

في لبنان فقط، التبعية مقدمة على الكفاءة والخبرة والنزاهة.

في لبنان فقط، لا يوجد مفهوم واحد للبديهيات.

في لبنان فقط، وطن بجناحين ولا يستطيع التحليق.

في لبنان فقط، هناك لبنان مقيم ولبنان مغترب.

في لبنان فقط، تعيش كل التناقضات وتتناسل وتصبح مسلمات.

في لبنان فقط، كل مواطن محلل سياسي واللبنانيون خبراء بالاستراتجيات والبلد يسير من سيء الى أسوأ.

في لبنان فقط، لا يمكنك أن تحلم فهناك من يحلم عنك ومن اجلك، فلماذا وجع الرأس ولماذا الثرثرة واللت والعجن.

دام عزك ايها الوطن المعذب…

افتخر أنت لبناني.

***

عباس علي مراد - سدني / أستراليا

في المثقف اليوم