أقلام حرة

صادق السامرائي: هل نعرف الكتابة!!

نعيش في الربع الأول من القرن الحادي والعشرين، والسائد كتابات على مناهج وخطى القرن العشرين، كتابات تنضح منها أقياح دمامل، ومسطورة بمداد الحسرات والأنين.

ومَن يقرأها؟

الواقع ينادي أن خاطبوا أجيال القرن الحادي والعشرين وتفاعلوا معهم، فهل لدينا القدرة الإبداعية والمهارة الكتابية لذلك؟

لا أظنهم يقرأون ما نكتبه وننشره في الصحف والمواقع، ولا يتابعون وسائل الإعلام، فما يتوفر عندهم من آليات تواصل وتخاطب، تغنيهم عن الذي نوفره لهم.

أجيال القرن العشرين منتهية الصلاحية، وعليها أن تفسح المجال للأجيال الوافدة، فهي التي ستبني الحاضر والمستقبل.

وما يحصل في بعض المجتمعات هو التمسك المريض بالقوة والقيادة من قبل أبناء القرن الماضي، وهذه ظاهرة تتكرر عقب دوران القرون وتغير الأحوال.

وفي التأريخ أمثلة، فما حصل للعرب بعد الإسلام، وكيف نشب الصراع بين ما قبله وما بعده، وما جرى بسبب التفاعل ما بين الحالتين حتى إنتهت الأمور إلى ما آلت إليه، وهي نتيجة طبيعية لذلك الصراع الذي يبدو فاعلا في أيامنا المعاصرة.

أقياح دمامل وجراح تُنتأ، ودموع تسكب، وحنين لأوهام وتصورات ومقدسات لا وجود لها فوق التراب، فالعواطف مؤججة، والعقول معطلة، والتداعيات متفاقمة للوصول إلى الخراب الكبير.

والجيل الجديد يترقب ويرى بعيون زمانه، ويتفاعل مع أدوات عصره، ويسير نحو ما لا نرى ولا نتصور.

فلماذا الأنانية والعدوانية على الأجيال، ولماذا نتحول إلى مصدات بوجه تيار الحياة النابض بالإرادات الواعدة.

علينا أن نواجه أنفسنا وندع الزهور تتفتح ليفوح عطرها الحضاري الأصيل!!

"فألقت عصاها واستقرَ بها النّوى...كما قرَّ عينا بالإياب المسافرُ"

و"العصا من العُصيّة"، ترى مَن سيُلقي عصاه ويستريح؟!!

***

د. صادق السامرائي

في المثقف اليوم