أقلام حرة

صادق السامرائي: التنازع والإبداع!!

الوجود ومنذ الأزل تصارعت فيه الموجودات فانقرض ضعيفها وتواصل قويها، وبعد أن أجهز البشر على ما دونه من الأنواع، إنهمك في صراعات بينية في مملكة النوع الواحد، فنشبت الحروب والصراعات الدامية التي يتماحق فيها أبناء النوع الواحد.

والتنازع قانون ضابط للموجودات المادية والغير مادية، وينطبق على الإبداع بأنواعه، ففيه ما ينقرض أو ينتهي حال ولادته، ومنها ما يدوم فاعلا في حياة البشر ويؤثر في وعيهم وتفكيرهم.

ولهذا تجدنا أمام مبدعين ترسخوا في الوعي الإنساني وكأنهم يعيشون معنا، رغم أنهم قد رحلوا منذ قرون.

فلماذا تخلدوا في الذاكرة الإنسانية الجمعية، وتفاعلوا مع الأجيال وكأنهم قادتها في مسيرة البقاء والرقاء؟

من الواضح أنهم تواصلوا معنا بما قدموه من إبداع كالشعر والقصة والرواية والمسرحية والمقالة والكتاب، وغيرها من صنوف الإبداع الفكري القويم المالك لأسباب وعناصر الخلود.

فالقاسم المشترك بين ما يبقى حيا بعد موت صاحبه، أنه يكنز أفكارا جوهرية ذات طاقات روحية وجدانية ومنطلقات رحيبة الآفاق لا حدود لها.

وتتناول موضوعات إنسانية تهم كل البشر ومتفاعلة مع نبضات الروح، وإيقاعات النفس وفحواها وما يعتمل في دياجيرها.

ولهذا تجدها تنطلق من بركان فكري ثائر، يصيب جميع البشر الساعي فوق التراب، ومتواكبة مع إرادات العصور وتطلعاتها الدفاقة، المكتنزة بإمتدادات فياضة ذات مشاعل متأهبة لإيقاد أنوار الإنطلاق المشعشع الفتان.

إن البقاء الخالد له عناصره المتجانسة المتداخلة الفاعلة الدافعة إلى توالي الغايات للوصول إلى الغاية الكونية الكبرى.

ولا بد من تفاعل المفردات والأفكار والطاقات النفسية والوجدانية والروحية والفكرية والإدراكية في بودقة الصياغة والإنجاب، بعد أن يختمر الإبداع في رحم القدرة على التمثل والبناء، فلكل إبداع رحم يأويه، وعليه أن يولد بلا صراخ!!

***

د. صادق السامرائي

6\11\2021

 

في المثقف اليوم