أقلام حرة

فاضل الجاروش: الجذر الأصم في العقائد‎

انها عبارة نخبوية أو لنقل  اختصاصية تُستخدم في نطاق ضيق بعيدا عن فهم العامة لأنها ملتبسة   على الفهم العام وكذلك لأنها لاتمثل حاجة ماسة الا لمن يريد الزيادة في المعرفة لذلك فإنها بتقديري تعد من العلم النافع لمن يريد الزيادة ولايضر من لايريد...

الجذر

الجذر في اللغة هو الأصل، فجذر الشيء أصله وجذره، وفي تعبير اخر يُعتب الجذرُ هو المَصدر، فالصوت مصدره الوَترْ، والضوءُ مصدرهُ القمرْ، والنهرُ مصدرهُ المطرْ، والجذرُ جذرٌ للشجرْ

والسيرُ يحدوهُ الأثرْ.. على أن ذلك كله مرتبطٌ بحدود الإدراك او بمعنى أدق محدودية الادراك للأصل أو للمصدر بما يتناسب مع القدرة الموضوعية وهي تناسب أدوات الإدراك مع حدود الموضوع بما هو متاح لا بما هو مُتعذر

مثال

الضوء.. جذره الموضوعي القمر، وهذا هو المُتاح الموضوعي لتوصيف القمر على أنه مصدر الضوء لأن حدود الإدراك مرتبطة ومتوقفة على القدرة وهي حدود النظر الذي يرىٰ الضوء صادرا عنه لاعن غيرهِ ولكن مع تطور أدوات الإدراك بإضافة الادوات المساعدة (التكنولوجيا) تعرفنا على أصل اخر لهذا الضوء وهو الشمس وتبين أن القمر ليس إلا حلقة إمداد وان الشمس هي الجذر، وسيبقى ذلك يمثل حقيقة موضوعية إلى أن نتعرف ربما على بُعد آخر يُغير مفهوم أصل الضوء ومصدره وجذره.. اذن نحن أمام مفهوم عام متحرك غير مستقر الا بمعرفة النقطة التي تتفرع عنها الاعداد الأولية والثانوية كما يُعبَر عنها في علم الرياضيات والتي تبدأ بالعدد - 1 - والذي كل مايسبقه سيكون سالبا فهو الموجب الأول والذي يعتبر عددا أوليا ولايعتبر عددا أوليا في نفس الوقت ذلك أن له عامل واحد بينما باقي الاعداد الأولية لها اكثر من عامل فالعدد - 2 - مثلا له عاملان هما - 1 و 2 - وهكذا باقي الاعداد الأولية، لذلك فأن العدد 1 يعتبر عددا مُتفردا ولأنه كذلك فإنه مشترك موضوعي لباقي الاعداد وهو الركيزة الأساسية للحساب حيث أن خط الاعداد يسقط بدون العدد -1 - ولكن هل يعني ذلك اخراج العدد - 0 – من معادلة التأثير الرياضي، أم أنه أيضا من مخرجات العدد - 1 - ؟ لأن الصفر عددا سالبا عندما يكون مجردا عن العدد - 1 -

ولايدخل في خط الاعداد الواقعية الا عندما يأتي بعد العدد - 1 - برفقته أو برفقة عدد آخر.. لذلك فأن المؤكد الوحيد والجذر الأول والصادر الاول هو الواحد الأحد الذي ليس له ماقبله فالصفر الذي يسبقه سالبٌ لاقيمة له (عدمٌ ) إلا أن اقترن به أو بما صدر عنه..

الأصم..

الأصم في اللغة هو من يعجز عن السمع. بمعنى أنه محجوب أو ممنوع بمانع عن السمع لخلل في آلة السمع أو أنه ممنوع من السمع بمانع خارجي، لذلك تسمى سدادة الزجاجة بالصِمام لأنها تُغلق الزجاجة وتمنع التسرب من والى الزجاجة فهي صِمام الامان بمعنى المانع.

كما أن صمام الأمان يُطلق على من يمنع الأذىٰ فيصنع اماناً.. من هنا نفهم البعد الدلالي لمصطلح الجذر الأصم في العقائد وهو: الأصل العقائدي الآمن.

الله اعلم وأحكم

***

فاضل الجاروش

 

في المثقف اليوم