أقلام حرة

شاكر عبد موسى: شهر رمضان المبارك.. بين التبذير والتدبير

قبل أيام قليلة من شهر رمضان المبارك، ترتفع أسعار البضائع الجافة في الأسواق بسبب زيادة الطلب عليها، وخلال الشهر المبارك، يتم استيراد معظم الفواكه والخضروات من الخارج، فترتفع أسعارها أيضًا.

 نشتري كميات لا حصر لها من البقالة، أذ  تقضي الأمهات والزوجات ساعات طويلة في إعداد أنواع مختلفة من الطعام.. هذا الشهر فيه تبذير وترف في الأكل والشرب، فنكثر من تناول اللحوم والنشويات والسكر باسم الصيام.

 إن امتلاء سلة المهملات ببقايا الطعام هو مضيعة للمال والوقت، وبعد تناول الكثير من الطعام قد تشعر بالكسل وإهمال عباداتك، وهذا مخالف لحكمة الصوم الذي يقمع شهوة النفس ورغبتها في العبادة.

خلال شهر رمضان، هناك عادات وسلوكيات غير مقبولة اعتاد عليها معظم الناس، مثل السهر في الكازينو، أو الجلوس في الطريق العام، أو الخروج لتناول القهوة، وهذا ما يجعل من الصعب كسرها. يذهب بعض الشباب إلى المتجر أو يلعبون في الحديقة ليلاً، وينامون كثيراً أثناء النهار لتعويض قلة النوم، ويأكلون كثيراً ليلاً لتعويض الطاقة المفقودة.

 وأثناء السحور، في أحد المطاعم قبل الفجر، أستمع إلى أغاني وصراخ المراهقين، دون الانتباه إلى المسجد أو أذان الصبح أو القرآن.. في الأشهر السابقة لشهر رمضان، يستيقظ بعض الناس مبكرًا خاصة للعمل ولا يسهرون لوقت متأخر، وخلال الشهر الفضيل انخفضت فيه إنتاجية العمل باسم الصيام، وتقلصت ساعات العمل ساعة واحدة، خاصة لموظفي الدولة.

سواء كان شهر رمضان أو أي شهر آخر، فإن رمضان شهر مبارك  تتضاعف فيه الأجر ونعلم أن وقت المسلم ثمين ونحن مسؤولون عنه، وتحديداً خلال شهر رمضان، يميل الناس إلى البقاء مستيقظين لساعات طويلة بسبب تأثير البرامج التلفزيونية المغرية الموجهة للشباب، كما يشعر البعض بالتعب عند النهوض للذهاب إلى العمل.

وبسبب قلة النوم، قد تنخفض إنتاجية العمل نتيجة وجود مواقع التواصل الاجتماعي التي يستخدمها الكثير من الأشخاص في العمل، وقد يتصرف الآخرون بعصبية في المنزل أو في العمل، وقد يرغبون في النوم عندما يعودون إلى المنزل، وقد يكونون مشغولين، وما إلى ذلك. بسبب الإنترنت ومنشوراته المشبوهة.

 قد تجد نفسك تضيع وقت الإفطار، أو تفشل في أداء واجباتك الإلزامية، أو تتأخر عن المدة المحددة بسبب مواقع التواصل الاجتماعي، وإلى أن نفعل ذلك، سنفعل ذلك.. فلا تفوت عليك متعة الصيام وفوائده الصحية والاجتماعية.. ويجب ألا نتردد في توضيح المشكلة أو حتى محاربتها.

خلاصة القول: علينا عدم التردد عن توضيح أو حتى محاربة العادات السيئة والتقاليد البالية التي كثرة في مجتمعنا.. فالواجب الديني والعقلي والأخلاقي يتطلب منا التصدي لمثل هذه الممارسات لأنّ بعض الناس أصبحت حياتهم تقليداً أعمى ليس غير.. وسيبقى مجتمعنا ينحدر إلى حضيض القيم البالية بسبب ضعف بعض الحكومات من جهة، وانحطاط الثقافة المجتمعية من جهة أخرى، وكما قال الكاتب البريطاني الشهير وليم شكسبير 1616 – 1564: (أصعب معركة في حياتك حينما يدفعك الناس إلى أنْ تكون شخصاً أخر).

***

شاكر عبد موسى/ العراق

كاتب وأعلامي

في المثقف اليوم