تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

أقلام حرة

عزيز الحافظ: فلم هندي بين اسرائيل وإيران!

كثيرون تستهويهم الافلام الهندية لان عنصر المفاجأة فيها يفوق التصوّر الفكري والبيئة التكوينية للحدث الذي تراه! على الاقل هذا ماشعر به جيلنا القديم... لاني الان لا اتابع تراجيديات ولا كوميديات السينما الهندية ولا اعرف تحديثاتها... لكن في السياسة العربية عندما تربط الحابل بالنابل تقول فلم هندي!

الصهاينة قصفوا القنصلية الإيرانية في دمشق قصفا متعمدا وهذا إعتداء سكت عن شجبه أغلب أخواننا العرب بسبب بسيط جدا وهو حقدهم وكرههم ومشاعرهم السوداء تجاه إيران والأسباب معروفة تسطيرها لايقدّم ولا يؤخر.. وعندما أعلنت إيران انها ستّرد سمعنا كل أنغام الفرح والحزن والموسيقى العالمية تصوغ كل الالحان التي لم نسمع بها لا من بيتهوفن ولا من اي عبقري موسيقي في الكون!

الكثيرون قالوا لن ترّد ووضعوا لنا أسبابا مضحكة على الطريقة الخيالية التي هم رسموا خرائطها ومسارها الخيالي ثم صدقوّها! وإيرا سكتت وصمتت وهذا مبدأ معروف في الحرب النفسية كي تجعل عدوك في قمة الحذر كل لحظة ليس كل ساعة أو يوم.... مع ذلك كان العرب متيقنون من إن الردّ الإيراني فقاعة إعلامية... ولكن الصهاينة كانوا يعلمون الواقع وصامتون وحذرون وأتخذّوا كل وقايات الكون وأستعانوا بالتكنلوجيا الامريكية والفرنسية والبريطانية لزيادة الإطمئنان العسكري لصّد أي رد إيراني غير محتمل من العرب! بل وأتصلوا بالإشقاء الاردنيون قطعا للتنسيق في الموضوع... وهم في قمة التنسيق الذي تسطيره غير ذي فائدة...فهو من الوقائع المسلّم بها في الحياة السياسية.. مع الصهاينة... وبلحظة فجائية أنطلقت المسيّرات الإيرانية والصواريخ نحو إسرائيل! وأجتازت سماء عدة دول ... فحصل هلع كبير صمتي أو لحظي أو هاديء لان الإعلام العالمي ومعه العربي كله ضد إيران! وبلحظة واحدة أسقطت القبة الحديدية الصهيونية كل المسيّرات الإيرانية وكل الصواريخ ! وأحتفل الاطفال الصهاينة اعظم احتفال في الكون بصعاداّت العيد بالتعبير العراقي! وكانت البهجة مرسومة على وجوه العوائل والاطفال في كل مكان إحتفاءا بصدّ هذه الصفعة الإيرانية التدريبية (التي تحمل صفة فلم وثائقي هندي قصير) عندها انبرت الاقلام العربية المناضلة الباسلة لتعطيك التنظير العظيم عن هذه الضربة الكاذبة المخادعة التي حصلت بين الصهاينة وإيران (متناسين لماذا تدخلت امريكا وبريطانيا وفرنسا والاردن لصدّها إذا كانت لعبة أطفال متفق على تمريرها للبهجة والسرور) واعظم ما قرأت للدكتور عبد الله النفيسي ان هجوم إيران هو يصرف نظر العالم عن غزة (وينقذ حكومة نتنياهو من شفير السقوط) وتعليقات العرب كلها تشكك في الضربة وكإنها مباراة تنس!! إكرهوا إيران ماشئتم! لكن الضربة هي ضربة لكرامة العرب الذين لم يرسلوا بالونا للسماء الصهيونية والذين صمتوا عن نصرة غزة والذين صلّوا العيد وأبتهجوا ونسوا مرارة حزن الامهات وقتل الاطفال وفقدان الاباء.. إن ضربة ايران ضربة لكرامة كل الحكام العرب فقد أستعملت بعضا من قوتها العسكرية والصهاينة صمتوا لان المصاب جلل! ولن يعلنوا الخسائر ولكنهم في فرح غامر لان الخديعة العربية, أن الموضوع  هو(فلم هندي) ماشاء الله!!

***

عزيز الحافظ – كاتب عراقي

في المثقف اليوم