الرئيسية
النحت الموشح: اقصى مهارات النحات .. لمحات مضيئة من تاريخ الفن (26)
يتطلب النحت المباشر على المواد الصخرية قابلية فذة على التصور ومهارة عالية في التجسيد لاتضاهيها مختلف القابليات والمهارات التي تستلزمها بقية الفنون.
ولكن ان يأخذ النحات تصوره ومهارته الى الحد الذي ينحت فيه المواد الصخرية الجامدة ويوحي لنا اننا نرى قماشا شفافا فضفاضا او ملابسا مبللة ويجعلنا نرى ونحس بملمس وطبيعة الاشياء، فهذه عبقرية فذة تتخطى الحدود.
النحاتون العظام يجعلوننا نفرق مثلا بين العيون الزرقاء والبني، وبين النسيج القطني والصوفي والقطيفة، ويجعلوننا نرى الماء الرقراق كما انهم يحملوننا على ان نحس ملمس جسد الانثى ونفرقه عن ملمس جسد الذكر. كل ذلك يتم بالرغم من ان النحات لايطوع الا مادة واحدة صماء صلدة ذات لون واحد ونسيج واحد متماسك.
كانت وماتزال من افخم منجزات النحت عبر التاريخ هي تلك الاعمال التي انجزها شيوخ النحاتين واوحت لنا برؤية الشخوص وقد غطاهم وشاحا شفافا نستطيع ان نرى من خلاله كامل ملامحهم دون اي غموض. من اشهر هذه الاعمال الخالدة:
- الحقيقة المحجبة وتوچيا للنحات الايطالي انتونيو كوراديني (1688-1752)
-الانعتاق من الخديعة للنحات الايطالي فرانسسكو كويرلو (1704-1762)
- المسيح من خلل الوشاح للنحات الايطالي گسبي سانمارتينو (1720-1793)
- يونادين تنبثق من تحت الماء للنحات الامريكي چونسي برادلي آيفز (1810-1894)
- العذراء تحت الخمار للنحات الايطالي جيوفاني سترازا (1818-1875)
مصدق الحبيب