الرئيسية

على الرغم من قلة الرسامات قياسا بالرسامين عموما، فان عددا من الرسامات المبدعات، اللائي ضاهت وتجاوزت موهبتهن رسامين كثار، كن قد احرزن تفوقهن في الرسم منذ عصر النهضة.

وبسبب محدودية عدد الفتيات اللائي يدخلن اكاديميات الفنون، اقتصر تعليمهن وتدريبهن على العائلة بشكل خاص، اضافة الى التلمذة على يد الرسامين المحترفين في استوديوهاتهم الخاصة.

وليس بغريب ان نرى اغلب الرسامات الاوائل وقد تعلمن الرسم من آبائهن الرسامين.

كانت موضوعات الرسامات تقتصر تقريبا على البورتريه والطبيعة والازهار! الا ان قسما كبيرا من الرسامات الاوائل تميزن برسم انفسهن بشكل دقيق ورائع جلب لهن الاهتمام والشهرة بسبب نجاحهن الكبير رغم صعوبة المهمة في وقت لم يكن فيه الفوتوغراف متوفرا بل كان على الرسام الاعتماد على النظر في المرآة.

يظن اغلب مؤرخي الفن ان الرسامة البلجيكية كاترينا فان هيمسن (1528-1587) هي أول من بدأت بتقليد "البورتريت الذاتي"، ليس فقط من بين الرسامات بل من بين الرسامين عموما، ان لم نحسب التخطيط الذي صور به ليوناردو دافنشي نفسه.

وكانت قد خاضت نفس التجربة بنجاح معاصرتها الرسامة الايطالية سوفنيسبا أنگيسولا (1532-1625) التي التقت بمايكل انجلو الذي بارك موهبتها واطرى عليها، والتي انتدبت من قبل ملكة اسبانيا لوظيفة رسامة البلاط.

وقد تلتها الرسامة الايطالية آرتمسيا گينتيليشي (1593-1653) التي كانت اول فتاة تقبل في اكاديمية فلورنسا.

أما في فرنسا فكانت هناك الرسامة والشاعرة والعازفة الموهوبة اليزابيث صوفي شيرون (1648-1711)، والرسامة الكبيرة أديليد لابيل جيارد (1749-1803) وتلميذتها المتفوقة مُري گابرييلا كابت (1761-1818)، اضافة الى مُري دينيس فايلرز (1774-1821)، و لويز فيجيه لبران (1755-1842) التي كانت من انجح رسامات عصرها واكثرهن انتاجا والتي رسمت نفسها 37 مرة.

من الرسامات المبدعات اللائي رسمن انفسهن ايضا، الرسامة السويسرية أنجليكا كوفمن (1740-1807)، والرسامة الانگليزية ماري موزر (1744-1819) التي كانت من الاعضاء المؤسسين لاكاديمية الفنون الملكية، والرسامة الالمانية مُري ألينرايدر (1791-1863)، واخيرا الرسامة الايطالية أليسا كوونس (1812- 1847) والتي توفت في قمة ابداعها وهي لم تكمل سن الخامسة والثلاثين.

مصدق الحبيب