تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

الرئيسية

فرمير والزمن المنسي.. لمحات مضيئة من تاريخ الفن (50)

50-Vermeer2لم ينتج الفنان الهولندي يوهان فرمير Johannes Vermeer سوى 38 لوحة خلال حياته الفنية، ولم يشتهر في ذلك الزمان بما يتناسب مع براعته الاكاديمية ولم ينعم بحياة مستقرة هانئة!.

 50-Vermeer11

وعند وفاته المبكرة في سن الثالثة والاربعين لم يترك لزوجته واطفاله اي شئ ذي قيمة، بل خلف لهم الكثير من الديون المتراكمة!.

 50-Vermeer10

والغريب في الامر فان هذا الفنان المقتدر كان قد طواه النسيان قرابة قرنين من الزمن حتى انه لم يذكر في اي مصدر لتاريخ الفن بما في ذلك المصدر الرئيسي لتاريخ الفن الهولندي خلال القرن السابع عشر لمؤلفه أرنولد هوبريكن   Arnold Houbraken !.

 50-Vermeer8

وبقي تجاهل هذا الفنان المتفوق لحين صدور كتاب ثور برگر   Thore-Burgerعام 1866 والذي كان بمثابة الفهرسة والدليل الاول لاعمال فرمير، والذي سماه فيه "ابو الهول الهولندي". ومنذ ذلك المنشور وعلى امتداد القرن العشرين عرف فرمير كأحد اعمدة الفن المتفوقين في عصر هولندا الذهبي.

 50-Vermeer6

ولد فيرمير عام 1632 في مدينة دلفت Delft، المدينة الهولندية الغافية على ضفاف نهر الدلفتوگDelftweg ، والتي خلدها ببعض من لوحاته.

 50-Vermeer3

تميز هذا الفنان باشتغاله البطئ الفائق العناية بالتفاصيل ومساقط الضوء. ومما عرف عنه آنذاك انه رغم فقره فقد كان حريصا على استخدام اجود نوعيات الالوان والمواد الفنية واغلاها حتى لو كان يستدين اثمانها.

 50-Vermeer4

باستثناء بعض اللوحات القليلة التي صورت مشاهدا من مدينته، فقد حرص فرمير على تصوير المشاهد المحلية الداخلية التي وصفها نقاد الفن بانها نظمت في غرفته الصغيرة وفي ركن واحد منها ظهرت فيه نفس الاثاث والديكورات.

 50-Vermeer5

بل انه كان يجلس شخوصه واغلبها من الوجوه المألوفة للنساء اللائي يعرفهن امام الشباك ليتسنى له رسم المشهد من زاوية نظر واحدة.

 50-Vermeer7

وهكذا فقد اصبح ذلك الشباك والضوء الداخل منه قسمة مألوفة من قسمات اعمال فرمير، خاصة لمن يتأمل انشاء لوحاته. 50-Vermeer9

بعد الغزو الفرنسي لهولندا عام 1672 والتخريب والكساد الاقتصادي الذي عم البلاد ساءت احوال فرمير بشكل متفاقم ولم يتمكن من بيع اي لوحة او يحصل على عمل فبقي يصارع مع قساوة الحياة ثلاث سنوات الى ان مات كمدا عام 1675 لتبقى زوجته تسترحم الدائنين وتعمل جاهدة لاطعام اطفالها.

 50-Vermeer12

مصدق الحبيب

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم