صحيفة المثقف

سريرُ عِــبادَة / هدى الجنابي

تلمحُ الأرضيةُ إنهاكَ السَقفِ

وأنا أُرخِي جَسَدي على تفاصِيله المُمـِلة

لَيلةً تَتلو الأُخرى

 

حانَ مَوعِد النَوم

يُطفِئُني المِصبَاحُ لِيَغفُو

وأنا أُطفِئه لأستيقِظ!

نَتَجادَل

أُشعِرهُ بالمللِ، يَنْغَمِسُ في عُمقِ نومه

ببدءِ الاتجاهات!

يمين، يسار

أيّ جـَانبِ يفي بالغرَض!

لِنَترُك الجوانب: قابلةً للتغييرِ

سيقتَرِبُ الشَفَق

والفجرُ لَمْ يأتِ بعد!

 

يكبُرُني الأرقُ بساعاتٍ

تَقتَرِبُ من ثمانِ سنين!

لا أهتمُ للفارقِ العُمري

أهتمُ لِزيارةٍ قائِمة

نتْلو فيها صَلواتنا معاً، ونُصلّي في جسدٍ واحدٍ

أيُنا يُمارس الطُقُوسَ بأحترافٍ أكبر؟

لا ادرِي، وهُوَ لايدرِي...

لكننا نـُوقـِنُ بأنَ إختلاف عقيدةٍ سابقة

وبريدُ غُربةٍ

لا يَحُولانِ دونَ التحام الروح والروح

في سجادةِ رحمةٍ وبركـَات العَذراء

 

أرفَعُ يدي ويَستَرسِلُ صَليبهُ بالدعاءِ

أُنهي التَرنيمة َ مع أطفالهِ

والتربة تعلو جبينه

بعد قبلةِ حب...

 

نُوضَعُ لِكُلٍ مِنا قِلادة

هُو آيتي وأنا صَليبهُ

قُرآنُنا واحد!

يُتلى قُبَيْلَ صلاةِ الفجر...!

 

"ألوقتُ" يتحرك

تُنهِكُه حركةَ البؤبؤينَ

في لوحةٍ صامتةٍ

يَتوقفُ -الوقت- برشوةِ "خَنزَب!"

كانَ حاضراً طوَال الأُمسِية

ريثَما نُقَدِمُ لهُ شَاي

لا قُدرَة لي علَى إعدَاده!

يفقِدُ نصف عقلهِ

أثناءَ ثورة غضَب:

وثالثُ إثنين ماذا يَفعَل!

ماذا يَفعلُ في حضرة السُكُون؟

 

نُفقِدهُ النصفَ الثاني: ألَمْ تنتبه لأطفـَالِنا؟!

يُولَدُونَ كُلَ ليلةٍ

ويشِيخُونَ بعدَ موتِنا في الصباحِ

عجباً لأمره

ألم ير بأن الله معنا!

كيفَ يَجرؤُ إشتهاءَ شايٍّ سَاخِنٍ!

ونحنُ لا نُقدّم سِوى 'المُثلّج'!

تبدو طلباتُ إخوانهِ اكثرُ واقعيةً!!

يُطرَدُ معهم : بتعويذةٍ ضيفناهُ بها،

وإقترابُ احتضارٍ!

 

وَصيتي أن يُبدلّ المِصباحُ بعدَ مَوتِي

عَلّي أنعَمُ بمصباحٍ كوثَريّ

في الحياةِ الأُخرَى

لا يَمِلّ أو يَكلّ

وتجري مِن تحتِهِ أنهارُ رَحمةٍ

فيترُكُنا نتعبدُ في ظلامه!

 

دخلَنا النُور مِنَ النَافِذةِ

نُهوضُ الصَباحِ بَدء

وَدَّعَــني

"نفذَتْ حياةُ رصيدهِ"

سَأعودُ للنومِ، لَستُ وَحدِي

مَعي رُؤيةٌ وسريرُ عبادةٍ مُنهَك!

 

تابعنا على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2293   الاثنين  03/ 12 / 2012)

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم