صحيفة المثقف

علاء هاشم مناف: الحرية في فكر المعتزلة

أن المنطلقات الفكرية والتنظيرية في تعالقهما وتفاعلهما الذي يحدث وقدة فلسفية تجعل المنطق العملي يحتوي على آصرة وصيرورة تتجاوز مرحلة كانت قد تحققت في البحث، وعلاقة تؤشر مرحلة تاريخية بعينها لتستقبل مرحلة تاريخية جديدة وهي خلاصة تركيب جدلي جديد في هذا التقييم.

هذه المنطلقات الفكرية والتنظيرية والخلاصة المتوفرة من الناحية الفلسفية، تدرس وتستنتج، بقدر ما يفصلها ويناقضها من الانساق المتبانية والقائمة على صيرورة المعرفة الجدلية، والمراجعة الدفينة لتوليد المعطيات المتطورة وبالحالة المعبرة عن ذات المنهج الواعي الذي يتشكل بقوة المعطيات والمقاومات، والتشاكيل المختلفة في أنماط من الصراعات الفكرية والفلسفية.

أن المعنى في هذه الفطرية الناضجة من المنطلقات التنظيرية والتي تنتسب الى مرحلة، ولحظة تتصف بالنضوج من خلال الاسئلة المعروفة سلفاً والتي هي استجابة رئيسية للتفكير التنظيري المتعلق بالتصور الدقيق لمعطيات الواقع الاجتماعي والسيكولوجي وتحليل كل الاشكاليات المتعلقة بالحظة العمومية وهي تفصح عن الاجندة الاجتماعية على حساب الصيرورات الفلسفية وبنسب متعددة .. هذه التفاصيل هي الموضوعات الأساسية على مستوى هذه العلائقية وتجاوراتها من التفكير والاستجابة لكل المبادئ المتعلقة بحركة الواقع الاجتماعي

أن عمليات التجاور لمنطق الايديولوجيا التنظرية بوضوح فلسفة الحرية الناقصة بالشمول والانطلاق بشكل جارف ليؤجج الصراع الفكري والفلسفي الشامل حصراً من أجل طفرة نوعية في قوانين الجدل الفلسفي في الحريات المتاحة والممكنة ’ هذا الموضوع يؤيد ويؤكد المنطلقات الفكرية والتنظيرية لصياغة فلسفة الحرية ودعواها الشاملة. علينا أن نضع خطوات ايجابية وعميقة للمراجعة المستمرة وبذل جهود من أجل أنضاج هذه الحوارات داخل بودقة التنظير الفلسفي وأشكالاتة النظرية المتنافسة والمتناقصة فيما بينها أحياناً من أجل تفصيل الوعي الفلسفي وهو الضمان لآستمرار الفاعلية التنظرية والعقل المستمر في أطار الوعي الاجرائي بدفع هذه المنطلقات التنظيرية والفلسفية بأتجاه الانساق الانتقالية في صلب مراحل الجدلية التاريخية وفضائها الاستقرائي والانتقال الى العمليات الاستنباطية لادراك عمليات الاطروحة والطباق والتركيب وهي الخلاصة التنظيرية الجدلية بالممارسة فلسفياً في ظل أجواء من الحرية التي تلقي الضوء على موضوعات المسائلة وماتطرحه من موضوعات تخص المنظور الاجتماعي ومكانيه المتغيرة من المواجهة لهذه المنطلقات، وهذا أدى بدوره الى أنفجار في شريان الحرية من الناحية الفلسفية في ادق متغير ادى الى حدوث تطور في المنطلقات التنظرية والتي شكلت حجر الزاوية بالنسبة الى عمقها الفلسفي وأعادة النظر في التشاكيل الاجرائية بأعتبارها موضوع المسائلة، من حيث التغيير والتاويل وكذلك في أنماط النظرية من حيث الرؤية لعمليات التغيير الاجتماعية.

من هذا المنطق الجدلي يتم البحث في منطق الحرية عند المعتزلة ومنطق الحرية في تشكيل هذه الفرقة: يعني مايعنيهي من سيرورة للتوحيد والعدل والعلم والمساواة، من جانب آخر فأن هذه الدلالة المهمة: تفتقر الى الوجوب كون أن هذا يبتعد قليلا عن منطق التنظير للحرية الفكرية وكونه يتناقض مع الدليل العقلي والشرعي الجامدين والذي يتناقض كذلك مع الفكرة الرئيسية التي تفصح عن كليات القوانين والأحكام المتصلة بجسور هذه الحرية.

ما برحت فرقة المعتزلة أن ناقشت الاحكام الواردة فـي أطروحات " العدل ـ والحرية " بأسبقية (العقل على النقل والشرح) تمخضت هذه المفاهيم التنظرية عن احداث تاريخية في نشوء هذه القيم وتكوينها منذ حرب الجمل في سنة (36هـ – 656م) التي وقعت بين الامام على بن ابي طالب (ع)، وطلحة بن الزبير، وعائشة بنت ابي بكر زوج النبي محمد (ص) وتمخض هذا الأمر كذلك من الجهة الثانية في (حرب صفين) بين الامام علي بن ابي طالب (ع) ومعاوية بن ابي سيان سنة (38هـ – 658م) ومنذ تلك الفترة كان الفكر الاعتزالي في التنظير الفلسفي كان قد اتخذ موقفاً منحازاً فهو لايحارب الامام علي بن ابي طالب (ع) وكذلك الامتناع عن محاربة خصوم الامام علي (ع) . فجاء منطق الحرية في الفكر الاعتزالي ليؤكد هذا الموقف لانه يتوافق ومنطق وطريقة التنظير العقلي، ويتوافق من حيث الادلة الحقيقة على تلك الحدود المرسومة لتوحيد فعل الحرية بالادلة المنطقية وطريقة الفعل العقلي والنقلي – والشرعي . والذين بايعوا الامام علي بن ابي طالب (ع) في تلك الفترة التاريخية كانوا قد افترقوا واصبحوا ثلاث (فرق) فرقة أيدت الأمام علي (ع) في ولايته . والثانية أعتزلت مع سعد بن مالك هو سعد بن أبي وقاص ومحمد بن مسلمة الأنصاري وأسامة بن زيد، أن كل هذه الاشكالات توضح وبشكل جلي حرية الاعتزال وبالهامش المرن للحرية عند المعتزلة، هذا الموقف كان قد حدث مع الأمام الحسن (ع) عند تنازله عن حقة الى معاوية وكانت الفرقة الثالثة قد أعتزلت بعد حادثة الأمام الحسن (ع) ومعاوية هذه الفرقة كانت تستند الى أواصر معرفية لمفهوم الحرية في تلك الفترة التاريخية(1) .

فالحرية في فكر المعتزلة جاءت قبل أن يتأسس المذهب الفكري والعقلي وبالمواقف الواضحة في الربع الاخير من حكم الدولة الاموية، فالخلاف والأشكال كان اساسه الفهم لمنطق الحرية وبشكله المذهبي وهو حصيلة ونتيجة لمحصلات ومنطلقات تنظيرية وعقلية كان اساسها القدرة على الاداء والصيرورة في أدق تفاصيل العلوم والمعارف الفقهية والشرعية التي أكتسبت منطوقها من خواص العقل وهذا ما ناقشه مفكري المعتزلة ومنظريها وعلى رأسهم (القاضي عبد الجبار) الذي طرح منهجاً وضح فيه عدم الفصل بين العقل والعلوم الضرورية وهو جوهر المعاني في مفهوم الحرية في أطار الاستنباط والاستدلال في الاحكام الشرعية والتساوي في المناهج العقلية، أدى هذا الى حدوث فراق حاد بين (الحسن البصري وتلميذه واصل بن عطاء) في قضية (مرتكب الكبيرة) هل هو كافر أم مؤمن وأستمر البحث للوصول الى المعرفة عن طريق الادلة الاستنباطية في أثبات الفرض وبلورة صفات من التوحيد في أثبات المعارف القبلية عبر وعي تنظيري يستند الى منطق العقل، فكان رأي (الحسن البصري) بانه منافق، ورأي واصل بن عطاء بأنه (فاسق) وأكد بأنه لم يكتمل أيمانه لانه يقول أشياء ويضمر أخرى، والادراك للاشياء يأتي عن طريق العلم والمعرفة، فأن أثبات الاشياء يعزى الى الادراك، وكان رأي واصل بن عطاء (أنه مؤمن من حيث الاعتقاد) ولكن في المقابل كان يعرقل أحكام الشرعية والعمل على أرتكاب الكبيرة، وهذا هو معنى الفسوق. فالمعرفة بجانبها الحسي، والتسامي والارتفاع بالمعاني العقلية الى الحالة المطلقة هذا الموضوع يثبت عن طريق العلم والمعرفة بالمدركات الحسية(2). والموقف الفكري للاعتزال بتطابقه مع منهج الحرية، يمثل بتيار الاشخاص لانعزالهم عن مجلس الحسن البصري وتركيزهم على حرية العقل المرتقبة، وأرتباط العّلة بالنتيجة العقلية للعلوم وهي التـي توضح عملية الادراك الحسي والعلوم حكمان حكم ظاهر للحواس وحكـم باطن للعقل (كما يقول الجاحظ) (3).

فالحرية في فكر المعتزلة بأختصار هي تعبيراً عن موقف أيدلوجي قبل الاعتزال تاريخياً .. والمعتزلة كتيار فكري:- هناك حادثة تروي عن قتادة بن دعامة عندما كان في البصرة ـ فدخل الى مسجد فوجد من الجالسين (عمر بن عبيد) ومجموعة معه وقد ظن أنها حلقة الحسن البصري.. فلما عرف أنهم غير ذلك: قال معتزلة: أي أعتزال عن الباطل حيث جاءت هذه التسمية لتؤكد منطق الحرية في فكر المعتزلة وجاءت من ألفاظ وردت في (القرآن الكريم) فالاعتزال، صيغة من صيغ الحرية، وهي منطلق تطبيعي للحقيقة وهــو الذي سمح

لمرتكبي الكبيرة لنشر وتطبيق الاجتهادات على قتله عثمان (من طلحة و الزبير) وعائشة أو علي بن أبي طالب (ع) أو معاويةبن أبي سفيان والخلفاء الامويين وهنا يكمن حجر الزاوية في هذه القضية الشائكة.

أن التطور الذي يحصل في العمليات الاستدلالية وهي تعد الوسيلة المنطقية في أثبات العلوم الضرورية التي تعلن المساواة في تفاصيل مشروع الحرية الى تحقيق المنطلقات النظرية في كل العمليات المتفاوته ولكل المراحل التاريخية التي يمر بها الواقع الاجتماعي في تفاصيل الاشكالات الاستدلالية والنظر بشكل علمي الى حالات التكيف العقلية: وهي البرهان الدقيق على صحة منطق الحرية للفكر الاعتزالي.

وجاء التفكير العقلي، بقضية الحرية (في المعبد الجهني ـ وعطاء والحسن البصري) هؤلاء أحدثوا تغيراً كبيراً وخطيراً بهذا الاتجاه العقلي، حيث أقاموا تشكيلات من التفكير من حيث أعطاء السبب الموضوعي للتجربة ونقل قضية عمل الكبيرة من الحالة الجزئية الى حالته الكلية، ونقل الموضوع وبحثه من الحالة الخاصة الى المنطق العام وكل هذه المواضيع من الشروط لمعرفة المناقشة لتكك المواضيع الحساسة والذي حصل جّراء هذه المناقشات والتأكيدات على خواص منطق الحرية: هو فسح المجال لجولات من المناقشات العقلية لتطوير المعارف وأقامة شروط جديدة للمدركات وضرورة التفكير الجدي الذي يؤدي بالضرورة الى شروط المدلول العقلي للحرية في خواص التفكير والتنظير الاعتزالي، من جانب آخر فأن الصيرورات لا تعرف طريقتها وحقيقتها عن طريق الحس (كما يقول كير كيقارد) فالصيرورة تأتي عن طريق الايمان بالحرية ـ والتطورات والتصورات ـ والانطباعات الحسية التي لا تكون رابطة وسيطة في الوعي وموضوع العقل فيحدث النفي باللاوعي الحسي والصيرورة كذلك لا تعرف حقيقتها الآ عند الخواص الحدسية كما ييقول (وايتهيد) والاتجاهات في الفكر الاعتزالي تتمحور بأتجاهات عديدة فمنهم مـــن يصف (حركة الواصلة ـ بواصل بن عطاء)(4)، (النظاّمية تعود الى إبراهيم بن سيار النظاّم) وعدهم (المسلطي) (عشرين فرقة) وقسّمهم البغدادي الى أثنتين وعشرين فرقة وقال عنهم (الشهر ستاني) أثنتي عشرة فرقة وقيهم معتزلة البصرة ـ ومعتزلة بغداد ـ ومنهجهم يتحدد بموضوع العقل: وهو الايمان بالحرية والتوحيد في المنطق الفكري والمبادئ المشتركة بين المسلمين كافة .. ومن خواص منطق المعتزلة: أن المرجع العقلي ـ والنقلي ـ والشرعي يخضــــع لمقتضيات الجانب التفسيري والجوانب الاخرى في موضعهم الرئيس.

من جانب آخر: لايمكن تحقيق أية أمكانية كلية الآ بتحقيق المنعطف الجزئي ويؤكدون: أن النظر الى الله والى ذاته ولو كان الله قد تكون من أجزاء المركبة: هذه المعادلة تكون خاطئة: لأن أقتصار الاجزاء: يعني الضعف وهذا يسري على العمليات المركبة .. فهو يعني ما يعني من التعدد والتعدد يتناقض مع الوجود الوجداني.

والاجزاء تكون متناقضة من الناحية الجدلية .. فكيف تكون الاجزاء بذاتها تعبر عن الاشياء الاخرى، وكون الخالق ذاته لا كثرة فيه مطلقاً: فكان رأي الفكر الاعتزالي: هو أن العالم محدثا قديماً في حريته والتصيد في الفكر المعتزلي يستند الى الجزء والكل والمكان ـ والزمان ـ قضية الجهات ـ والابعاد: هي مقولة في أطار عقلي جوهري وأن كل الصفات الواردة في النص القرآني مثل (قادر ـ حي ـ سميع ـ عليم ـ بصير) تقول المعتزلة: أنها صفات أزلية في الخالق ثم جاء (جهم بن صفوان ـ فشكل في هذا الموضوع ـ فالحدث التحول: في أن القول .. ينفي كل هذه الصفات في الخالق خلاف ما كان حادث عند السلفيين: فتحقيق هذه الصفات عند (جهم) والمعتزلة والأخرين: يعني التشبيه ببعض الخليفة لاسيما الانسان.

 

الصفات

الصفات الظاهرة               الصفات الباطنية

1- قديم أزلي                   1- القدرة الآلهية

2- لعدم وجود بداية له         2- العلم بالكون والحياة

3- واحد ليس له شريك         3- الإرادة والقوة

هذا الموضوع وضحة الشهر ستاني وأنتهى في نظرهم الى كونه عالماً قادراً وتلقي القدرة العقلية مع منطق الحرية للاعتزال للنظر في فكرة التجويز والاحتمالات المختلفة في هذا الموضوع يوضح الجاحظ ويؤكد في سبيل الوصل الى الحرية مستنداً في ذلك الــى مايرويه (شيخه النظّام) (نازعت من الملحدين الشاك والجاحد فوجدت الشاك أبصر جواهر الكلام) فالمعارف تتأكد من خلال منطق الحرية: سواء على مستوى أو السيكولوجي وهو أساس المنطق في الشاك (5) ويطالعنا (العلاف) في الاحكام التي وضعها:في أن القادر بقدرته والعالم

بعلمه أنطلاقاً من وعي الحياة ومن حياتة المطلقة والحقيقة التي تقول: أن الله عالم لا يعلم

وهذا الرأي هو رأي الشهر ستأتي كذلك من خلال تأكيد على الأراء التي أستلمت من أرسطو ـ والاشعرية ومن النصاري (وخط العلاف هو رأي كل المعتزلة).

 

الحرية واللّغة

يعتبر البحث في أصول علم الكلام ـ واللغة حصراً جزء من هيكلية الحرية الفكرية في فكر المعتزلة وأن عملية التجذير لهذه القضية الشائكة تأتي في مقدمة موضوعات النص القرآني وفصاحته وعلاقتة بقضية التوحيد وهو الجزء الرئيس من قضية الحرية في التكوين الاعتقادي عند المعتزلة: فالتحديد الموضوعي في هذا الباب من التنزية والتوصيل بأعتبارها باباً من أبواب التفصيل والصفات الذاتية للعمل والمعرفة والقدرة ـ والحياة ـ والقدم: وهي صفات تتخللها اللغة وتفصح عن أشكالية الكلام المنطقي ومن الصفات التي ـ تتشاكل ومحور العقل ـ كذلك المواضعة: لا تكون من أساسيات في المناهج الاختلافية للفرق: وعلى سبيل المثال بين (الاشعرية والمعتزلة) والاختلاف سيكون فـي صفة الكلام الآلهي على أنه صفة كاملة (في اللغة ـ والدلالة) فالمواصفة في فهم منطق اللغة هي عملية تأتي من مصدرها (الله) وهي تعتبر من الصفات القديمة كما في قوله تعالى (وعلم آدم الأسماء) وهي صفة أزلية في اللغة ـ والحرية التي عرفها (آدم) عن الملائكة: فكانت اللغة هي تعبير منطقي عن الحرية والمعرفة في التنظير الاعتزالي: وهي الخواص الضرورية من المعارف العلمية لتنفي الخواص المطروحة (بين الله ـ والبشري) فالنظام الذي يصفة الشهر ستاتي بأنه فيلسوف: فهو قرأ الكثير من كتب الفلسفة ولا بس بين الحرية والتنظير الاعتزالي وأفكارهم وفلسفتهم ميدانياً: فهو الذي متنى القاعدة الفلسفية لفرقة المعتزلة في مختلف المسائل المتعلقة بالقضايا الفكرية ـ والاجتماعية والنفسية: ويقول عنه (أبن المرتضى) أنه حفظ القرآن الكريم والتوراة ـ والانجيل ـ والمزامير ـ والتفاسير ـ وحفظ الكثير من الشعر وأدب السير والاخبار(6).

 

المصدر الكوني عند النظام

يشير الشهر ستأتي الى: أن النظرية الطبيعية والإلهية: كان مصدرها مصدرا فلسفياً، يستند إلى مقولات الكم والكيف وكان التأثير التفكير اليوناني والفلسفة الارسطية بشكل خاص: خلف لحظة تشاكل منطقية ولحظات زمكانية مترابطة .. والنظّام يوضح ظهور الفلاسفة الطبعيين، وتأثير بالرواقين بشكل خاص: والععل البذرية والرواقية: وأن الله خلق الأجسام أما الأمراض: فهي نتاج ما أفرزته الأجسام وكذلك الحركة في الأشياء خالفت السكون: والتفكير الاشعري يأخذ نفس السؤال: بأن الحياة لا تكون حياة الآ لمعنى .. ويأتي الخياط وهو أحد منظري المعتزلة ليقول: إّن كل شيء يتحرك ويسكن لوجود معان كثيرة فيه وبحركة منطقية للتفكير في منهج الحرية عند المعتزلة، وان الكلام عند "الله" ليس قديماً وان القرآن في رأيهم " حادث ومخلوق " وان هذه الازلية في القرآن تتنافى ومبدأ التوحيد والتشريع والعقلانية في التشريع القرآني وخلق "الله" القرآن في اللوح المحظوظ، وان الجدلية في المعرفة الفكرية وفي أسس الصياغات التنظرية وكذلك التصور الاسطوري للكون في وعي الجماعة العقلي . فالقراءة العقيدة التي تحاور نفي النفي المعرفي للتاريخ واشكالاته اطار البنية الكونية وباستناد الى التفاسير النصية التنظيرية للعقيدة واقرار الوحدة النصية بمعناها وصيغتها الفلسفية وهذا يتحقق في حالة التنظير عند (معمر بن عباد السلمي) في ان القرآن مخلوقاً وحادثاً وليس قديماً، والقرآن عرض لا جوهر والقرآن من فعل المكان الذي تشكيل من خلاله الكلام القرآني بازمنة غير محددة كما تقول او الاشعرية "، وان القرآن عرض، ومحال ان تكون الاعراض من عقل الخالق .

يقول الشهر ستاتي ان "الله":- لم يخلق الا الأجسام اما الاعراض فهي من اختراعات الاجسام . و"البغدادي" يقول:- القرآن جسم وان الله خالق الأجسام . وفي رأي (معمر):- ان الله لا يخلق أفعال هذه الأجسام . وان عملية النفي لضروريات متشابهة للبشر الى جانب الايقال بالكلام وطريقة حدوثه في اطار من الحرية والتكرار في عمليات النزول من الخطابات القرآنية والإشارة هنا الى منطق ما يطرحه النص من فكرة .

ان رأي "المعتزلة" في النص القرآني يقتضي ان نسلم بان النص جديد في ازليته وما مقدار هذه الازلية، والمعتزلة توضح ان مبدأ التوحيد يفصح عن مبدأ الحرية وهنا اشارة الى الى المواضعة فهي تسبق اللغة . فالنص والمواضعة على اللغة من خلال النص القرآني يحكمها منطق الحرية في تحديد المقادير والقياسات عبر عدة قنوات ومجسات حسيه دقيقة .

ان التأثيرات المتشاكلة لهده المواضيع والتدقيق في مضاعفاتها قبل حصولها والاحتمالات القلقة بعد حصولها والقول في النهاية يخلق النص . والنص القرآني لا بس نتائج كثيرة بتأثيرات من الملل والنحل وطوائف عديدة .

منهم من قال ان هناك تأثير واضح (بمدرسة حران) الذي تواجدوا منهم في الجزيرة العربية وشمال الشام وهم الذين ساهموا في نقل العلوم والفلسفة اليونانية الى العربية في فترة الترجمة، يؤكد هذا الموضوع (ابن النديم) صاحب كتاب " الفهرست " هؤلاء القوم كان لهم كتاب يحتوي على مقالات في التوحيد، وكان هذا قد حدث في عصر " الكندي " الفيلسوف العربي وهذا ما اكده " البيروني " حين يقول: (اننا لا نعلم من هم الحرانّي ولكن سمعنا انهم (يوحدون الله) .

جاء متبادل الابانه باعتبارها قانونا اجتماعياً يجمع البشر للتبادل المعرفي لنقل الفكرة والخبرة، وان الاستخدام لهذه الاصطلاحات وما حصل للوصول الى منحى هذا الموضوع في اطار الدين والفلسفة والتنظير في معنى الحرية وفي التأويل في النصوص الشرعية ومداخلات التصوف في صياغة المعاني .

ويأتي المعنى الاخر في هذا الموضوع في تقديم الفلسفة اليونانية وازالة العوالق التي وضعت الحواجز الكثيرة والكبيرة بين الدين والفلسفة، " والمعتزلة " كان لهم الدور الكبير في تقديم العقل على النقل والشرع وحتى قبل ورود السمع .. فالمعرفة للوصول الى الحقيقة عبر دليل التنظير للحرية، و " النظّام " يؤكد النظرة الاستدلالية و " الجفعران "جعفر الثقفي وجعفر الهمذاني " يمكن معرفة الحقيقة الإلهية من خلال بجميع الاحكام المتوفرة لها وصفاتها قبل الشرع باعتبارها العنصر الفاعل في قدرة الانسان على منحه القدرة لفعل الاشياء، هذه القدرة هي قدرة إلهية، كذلك العقل الذي اعتمده هو في مميزاته ان يكون عقلا عادلا، والعقل العدل هو في الجسم السليم وان الله لا يحب الأفعال المشينة وبالمقابل فهو غير مسؤول عن أفعال العباد . والمعتزلة قالوا:- ان الله تعالى يسعى للتمييز في هذه الحياة لأنها منطق الحكمة في مصلحة العباد .

 

د.علاء هاشم مناف

..............................

(1) ضحى الاسلام، وفجر الإسلام، الاستاذ محمد أمين، ص211، 212،214

 (2) النشار، ج 1، ص 421، 422، 425.

(3) المصدر نفسه، ص432.

 (4) النشار، ج1، ص 406.

 (5) البيان والتبين، ج3، ص 257 .

 (6) الملل والنمل للشهر ستاني، ص 273 .

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم