صحيفة المثقف

مراوح النساء وسيوف الرجال

mohamad abdulkarimyousifالمراوح للنساء كالسيوف للرجال ..كلتاهما سلاح فتاك .... لكن على ما تشير الإحصاءات فإن ضحايا الأولى أكثر من ضحايا الثانية ....ومن النساء من يحسن استخدام المراوح إذا اشتدت حرارة الصيف تماما كما يفعل الرجال بسيوفهم في أشد المعارك احتداما...

المراوح في أيدي النساء لغة يفهمها تماما المختصون... فالاهتزازات والذبذبات الصغيرة ومحاولات الفتح المتعثرة للمراوح والتدرج في فتحها والعجز المتعمد المتكرر عن فتحها لغة..فأنت تلتقي بصور شتى لآلهة الحب، وتيجان الزهر والطير والفراشات، وأقواس قزح وما شابهها من الصور الجميلة كلها تظهر في حركة واحدة من يد صبية بلمسة منفردة أو إيماءة خفيفة ...

هفهفة المراوح لوحدها لغة  كثيفة معبرة مؤثرة تخترق القلوب كسهام كيوبد  فمنها الهفهفة الغضبى والهفهفة الجذلى والهفهفة المتواضعة ، والهفهفة المرتبكة والهفهفة المرحة والهفهفة العاشقة.وباختصار إن كل عاطفة في القلب وكل حركة في النفس لها حركة مناسبة بالمروحة ويمكنك من خلال حركة المروحة أن تعرف بما تفكر فيه تلك الصبية ... وأحيانا تصبح الحركات خطرة تنذر بهبوب الريح العاصفة على الحبيب الغائب... وكثيرا ما تلتقي بمراوح مضناة....جفاها المرقد سقيمة ..حزينة ....ينفطر لها قلب المحب إذ يراها.....

وأنت..... بعد اليوم.... هل ستتقن تلك اللغة.. يا سيدي...

 

محمد عبد الكريم يوسف

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم