صحيفة المثقف

الأمثال الشعبية سمة مجتمعية (3)

hasan khadomalfatalيحسب بعض الناس أن كينونة المثل الشعبي هي عبارة عن صورة خيالية لا تصلح للتطبيق الفعلي . ربما لا يتساوق اعتمادها مع مجرى بنود دستورية الحياة اليومية . ولكن بعض التلميحات تقول عكس ذلك . فعلى سبيل المثال لو أخذنا المثل الشائع: (الباب اليجيك منه ريح سده واستريح) . نجد أن بالإمكان مطابقته مع الواقع. فكم من الناس وهو جالس في ملجأ معين يزعجه هبوب الرياح الشديدة مما يضطره إلى غلق الباب اتقاءً لما تسببه تلك الرياح من أذى أحيانا

   (إياك أعني واسمعي يا جارة) .. وباللهجة الدارجة: (أحاچيچ يا بنتي واسمعچ يا چنتي ) وكثيرا ما يطبق هذا المثل على الواقع الذي نعيشه فكم منا يكلم شخصا وهو يعني شخصا آخر؟ وهذا ما يعضد القول المأثور: (الأمثال تقال لتقاس) وهنالك أمثال مشابهة يكثر تداولها وتطبق مضامينها فعلا (القرش الأبيض ينفع لليوم الأسود)

(ما يفل الحديد إلا الحديد)

انهزم من جوه المطر وگع جوه المرزيب

أمثال ساخرة

لقد أخذت ظاهرة الممازحة أو التفكه نصيبا من تكوينية بعض الأمثال إذ أن قسما منها إما أن يكون إطلاقها للمزحة أو التندر أو ربما للسخرية من موقف معين

الطول طول النخلة والعقل عقل الصخلة

إنت أمير و أنا أمير، يا هو اليسوق الحمير؟

القرد بعين أمه غزال

من السكوتي موتي ومن المطگطگ فوتي

مگدي وعليجة قديفة

أعمى يگود عميان

إجاك الموت یا تارك الصلاة

أبو الطبل والعرس لابنه

حامض شلغم ما ضوگه .. لو ضربوني بطابوگه

المعرسين اثنين والمجانين الفين

العذر أقبح من الفعل

عصفور كفل زرزور . . واثنينهم طيارة

عيسى انتچل على موسـى . . وضاعــت الجـاموسـة

ومما يلفت الإنتباه أن قسما من الشعراء هم الآخرون جذبتهم حلاوة المثل الشعبي أو سلاسته التي تحدد مدى أثره وتأثيره ووقعه على العقل الجمعي فصاروا يعبئون أشعارهم بفورة المثل الشعبي أو أن الشاعر هو الذي يطلق العنان لقريحته لأن تصنع مثلا شعبيا يتذوق الناس تلفظه أو التمنطق به وتكراره واعتماده شاهدا في أحاديثهم  

لذا قيل (إن من الشعر لحكمة ومن البيان لسحرا)

وإذا رغبنا بإتيان الشواهد والدلائل على ذلك سنحتاج لوقت طويل ومداد وقرطاس كثيرين

وفي الخاتمة نقول: لعل بإمكاننا وصف الأمثال بأنها مرآة لطبيعة وعقيدة المجتمع الذي يتعاطاها وهي التي تعكس بعض القيم المجتمعية أو تساهم مساهمة فعالة في تعيين أو تحديد نمط بناء المجتمع وتحسين مساراتهمما حدا بالأجيال أن تتلاقف استخدام المثل الشعبي جيلا بعد جيل خلفا عن السلف وتتعاطاها بكل تقبل بل كثيرا ما تزداد بها تمسكا بل تعدها جزءاً من التراث المشرف .

مما جعل العلماء والباحثين المعنيين بشؤون أو بدراسة الثقافات المجتمعية الشعبية أن يعتمدوا بعض أساسيات الأمثال الشعبية ونشأتها ويتخذوها محورا أو عنصرا من عناصر تأسيس القيم الإنسانية والحفاظ على استمراريتها

وصار المثل إنموذجا يقتدى به

هنالك أمثال توصيفية وأخرى تعريفية وأمثال توقفية

وقد طغت اللهجة الدارجة على صناعة المثل ليكون أكثر انتشارا وهذا ما يثبت أصالتها وعمق جذورها .

ولا ننسى أن هنالك أمثال تصلح للتطبيق وهنالك أقوال مأثورة وكثيرا ما تتداخل هذه الأقوال ويعدها البعض أمثالا وهي ليست كذلك وفي ما يلي بعض المتشابهات

ضرب الحبيب مثل أكل الزبيب

إمشي شهر ولا تعبر نهر

إصبر عالحصرم تاكله عنب

المبلل ما يخاف من المطر.

أعور ببلاد العميين ملك.

الزوج رحمة ولو كان فحمة.

ودع البزون شحمة

الحجارة اللي ما تعجبك تفشخك

رجعت حليمة لعادتها القديمة

ودع البزون شحمة

نارهم تاكل حطبهم

التبربش ولا العمى

اشتري ولا تبيع

يركض والعشا خباز

دار السيد مامونة

سبع صنايع والبخت ضايع

اتريد اتكحلها عمتهة

ياخذك للشط ويرجعك عطشان

بيدر الذهب هم يحتاج بيدر الدخن

جدر الشراكة ما يفور

جزاء الإحسان بگان

جزنا من العنب ونريد سلتنا

چفيان شر ملا عليوي

حاميها حراميها

حية البيت ما تآذي

بالوجه امراية وبالظهر سلاية

اللي ما عنده فلس ما يسوة فلس

سبع صنايع والبخت ضايع

جبت الاگرع يونسني .. كشف راسه وخرعني

حرامي وتنباگ عباته

عند الضيق . . لا صاحب ولا صـديق

اليدري يدري والمايدري گضبة عدس

يسد ضوه الشمس بمنخل

اللي تلدغة الحيه يخاف من جرت الحبل

الي ما یعرف یرگص. یگول الگاع عوجة

اسمه بالحصاد ومنجله مكسور

يا من تعب يامن شگه يا من على الحاضر لگه

ابوي ما يگدر إلا على أمي

الما يعرف تدابيره حنطتا تاكل شعيره

لا حظت برجيلها ولا خذت سيد علي

جیب خالي وخشم عالي

الطابوگ نام والإشگنگ گام

یچد أبو کلاش، یاکل أبو چزمه

اشتغل ببارة وحاسب البطالة

 

حسن كاظم الفتال

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم