صحيفة المثقف

من أنشطة ورشات القراءة وكتاب الطفل بمعرض تونس الدولي للكتاب

19 كتاب الطفلهكذا كانت الفكرة وقصص الذات المفعمة بطفولة مستعادة وحالمة منها " فكرية " وغيرها من تفاصيل سردية أخرى..الكتب الأنيقة والعناوين اللافتة والتقنية المخصوصة في التفاعل مع صناعة أخرى للكتاب بما يتناغم مع التقبل وممكناته وشروطه وجمالياته وممكناته البسيطة والعميقة وفق رؤية ومخصوصة. الرسم أبلغ من العبارة..من الكلمات..هناك نهر من التلوين يأخذ العقل الى الفكرة وبكثير من التشويق والرغبة الجامحة في الكشف والاكتشاف ..انها فتنة الرسم والصور تتخير مجالات عباراتها في هكذا فضاء سردي وجمالي يتقصد التأسيس لوعي قرائي مغاير...في هذه الدورة لمعرض تونس الدولي للكتاب الذي حلت فيه ضيفة ضمن فعالياته فهي الكاتبة والناشرة ..لمس الأطفال وبتفاعلهم العفوي تلقائية الطفلة القادمة من بيروت رانية زغير من خلال الحصص المخصصة ضمن تجربتها في التعاطي مع عالم الكتابة للأطفال.

الناشرة والكاتبة رانيا زغير تعددت مشاركاتها وفي معرض تونس الدولي للكتاب التقت بالعديد من الكتاب والمثقفين وذلك ضمن عملها هذا في المجال المتصل بالكتاب والتأليف والنشر وتكون لها لاحقا مساهمات وحضور ثقافي ضمن الفضاءات ذات الصلة بالتأليف وعالم الكتاب والنشر في بلدان أخرى بالمشرق والمغرب ..قدمت تجربتها وقصصها وطرق كتابتها ورسومها للأطفال الذين كانوا معها يتعلمون وهم يمرحون ..القصص في الكتب ..الكثير من الرسوم على كامل الصفحات وبقليل من الكتابة حيث الكلمات والجمل بشكل مكثف..سألتها عن كل هذا فمضت في الكلام بشغف الأطفال وبراءاتهم ورغباتهم الدفينة في الاكتشاف..عالم الكتابة شاسع ومتنوع ولكن مع رانيا تشعر بامتلائها بعوالم الطفل الملونة بالحلم والنشيد ..".... بدأ الأمر منذ الطفولة ببيروت الثمانينات والحرب الاهلية وكبر الحلم لتبعث رانيا دارا للنشر باسم " الخياط الصغير"...و الخياط لأن العملية المبدعة والمنتجة للكتاب فيها الحرفية والتقاليد والدقة التي تحيل كلها على حرفية الخياطة..الرسم مهم في التبليغ ولا بد من جماليات وكتاب الطفل عليه القطع مع النمطية الموجودة في عالمنا العربي حيث يمكنا لكتابنا العربي تجاوز ما بلغه الكتاب في البلدان المتقدمة..ترجمت من كتبي الى حوالي 20 لغة والكتابة للطفل تسكنني ونشر الكتاب أيضا صار من هواجسه عندي الابداع والابتكار والمنافسة العالمية..و رغم نيلي عديد الجوائز في كل ذلك فاني أواصل هذا المشروع " الخياط الصغير " ... الكاتبة والناشرة اللبنانية رانيا زغير تحل هذه الأيام ضيفة على تونس ضمن فعاليات الدورة الجارية لمعرض تونس الدولي للكتاب الذي يشهد عددا من الفعاليات الثقافية والأدبية والفكرية بمشاركات واسعة من قبل المثقفين والمبدعين والكتاب ودور النشر العربية والعالمية..انها متعة مفتوحة على جماليات عوالم الأطفال في القراءة والتلقي..سعدت بهذا في مشاركتي بمعرض تونس الدولي للكتاب والتي تأتي بعد مشاركات عربية ودولية في معارض أخرى تعنى بالكتاب والنشر...بكلمات مكثفة ورسوم معبرة تعلن كتبي مضيها في درب الطفل وكتبه ومطالعاته فأنا أتطاع للابتكار والتجديد خصوصا في هذا التعاطي الأدبي مع الطفل ..و الفرق بين بين الكتاب التربوي والكتاب القصصي للمطالعة والتثقيف والمعرفة وهذا ما أعنيه.."..ان الرسم من الفنون الساحرة التي يسعى فيها الفنان للتفاعل مع الزمن والسيطرة على لحظاته قولا بالشغف والسرعة والبغتة وفق حكايات باذخة هي ما يعلق بالذهن وما يتبقى من توهج اللحظة من عناوين الجمال والحنين والذاكرة والوعي بالتاريخ والحاضر والآتي ضمن بعد فني واستيتيقي ووجداني..الرسومات في كتب أنيقة لدار الخياط الصغير تذهب وفق وعي الكاتبة رانيا زغير لمساحات جديدة من الوعي لدى الطفل لحظات تقبله وهويلعب ويمرح ويتعلم..اذن وبهذه المعاني هي سلطة أخرى لا تقل قيمة وحرقة عن سلطة الكلام والبيان واللسان..كما أن القصة من الابداعات الساحرة والفاتنة ولذلك فان العلاقة لن تكون الا أكثر جمالية وفتنة..الرسم والكلمات المكثفة وفكرة السفر المفتوح في العالم التي قادت الطفلة رانيا للعب مع الأطفال لحظة الكتابة اليهم وتقديم كتبها التي تحكيهم وتحاورهم وتقيم معهم علاقة قرائية وذهنية وجمالية أخرى ..

 

شمس الدين العوني

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم