صحيفة المثقف

الأيزيدية.. ديانة في عمق التاريخ

457 الإيزيديةالأيزيدية هي الجماعات التي تؤمن بـ(أيزي) و(طاووس ملك) و(ئيزي) هي الأرواح المجردة والطاهرة المسؤولة عن الكون وإدارتها .

الإيزيدية ديانة ترجع للألف الثالث قبل الميلاد وهم من بقايا أقدم المعتقدات السومرية - البابلية القديمة، وهي ليست تبشيرية.

هنالك ثلاثة آلهة وهم يعتبرون الأركان الأساسية في هذا الدين وهم: شيخ شماس (طاووس ملك) وهو ممثل الإله على الأرض ويشكل شكل الشمس حينما يفرش الطاووس ريشه. ويعتقد بأنه إمتداد لإله الشمس (أوتو) بالسومرية و(شماس) بالبابلية. الشيخ سن وهو اله القمر ويعتقد بانه إمتداد لإله القمر (نانا) بالسومرية و(سين) بالبابلية. والشيخ آدي.

تعتبر الإيزيدية أقدم من الزرادشتية وليست إمتداد لها على الرغم من وجود عادات وتقاليد متشابهة.

وأن الإيزيدية تعتمد على التراث الديني الشفاهي (علم الصدر) في ممارساتها الدينية.

الهوية الإيزيدية هي عبارة عن منظومة كاملة تبدأ من الأسماء التي يحملها/تحملها الرجال والنساء ماراً بالعادات والتقاليد الاجتماعية والمراسيم والطقووس الدينية والمحرمات والقصص والأساطير وعلم الصدر ونوع الملابس وطرازها وكيفية تعامل الرجال مع شعر الرأس والوجه والمعتقدات حول الكون والخليقة والملائكة والبشر والطوفان وأهم التقاليد الإجتماعية_الدينية ألا وهو "الطبقات الدينية" ومسألة الزواج الداخلي، كل ذلك يشكل الهوية الأيزيدية.

فكرة طاووس ملك..

لقد لاقى الأيزيديون حملات إبادة مستمرة من فرق متطرفة نتيجة إعتقادها بأن الأيزيديين عبدة شيطان ولكن حقيقة الأمر أن نظرة الأيزيدية للشيطان هي نظرة مختلفة تماماً عن باقي الديانات فلا وجود للشيطان في معتقد الأيزيدية وإن فكرة الخير والشر مصدرها واحد وهو الإله. أما الفرق الدينية الأخرى فتعتقد بوجود مصدر للشر يتمثل في الشيطان، الحية، عنكَار.

- في التوراة فأن الحية هي التي أغرت آدم وحواء لأن يأكلا من تلك الشجرة ويقر الكتاب بأن الحية هي الأكثر حيلة بين الحيوانات البرية التي خلقها الرب، وإن الرب لم يعاقب الحية على فعلتها بإدخالها الى النار بل تذكر النصوص بأن الرب قال للحية: ملعونة أنت وتمشين كل حياتك على بطنك ومن التراب تأكلين. ولكن الحية في المعتقدات الإيزيدية هي تمثيل للخير إذ تذكر القصص الإيزيدية بأن الحية هي التي أنقذت نوح من الغرق عندما وضعت ذيلها في ثقب حدث للسفينة.لذلك يقدس الأيزيديون الحية وهي منقوشة في مراقدهم المقدسة وخاصة على الباب الرئيسي لمرقد (الشيخ آدي) في جبل لالش. وتقول الإيزيدية بوجودصورتين على باب الجنة إحداهما لطير الطاووس والأخرى للحية.

- في الإسلام فإن إبليس/الشيطان هو الذي أغوى آدم وحواء للأكل من الشجرة. أما رؤية الإيزيدية في هذا الخصوص فهم يتحدثون عن الملاك عزازيل الذي رفض أن يسجد لغير الله فقال الله لماذا لم تسجد فأجابه عزازيل لأنك أمرتنا أن لا نسجد لغيرك وانا من نور وآدم من تراب فكيف يسجد النور للتراب ؟ لذلك عرف الله انه اذكى الملائكة ولم ينسى مشيئته فكافئه بجعله رئيساً للملائكة (طاووس ملك). وهذه الفكرة موجودة لدى بعض الجماعات الإسلامية مثل بعض المتصوفيين الإسلاميين الغزالي، الكيلاني، الإمام المقدسي، الحلاج والمفكر صادق جلال العظم.

ولا ينطق الإيزيديون بكلمة الشيطان ويعتبر ذلك في عرفهم كفر ومسبة لملاكهم بل خروج عن الدين.

ويعتبر المسلمون من أكثر الجماعات تطرفاً تجاه الإيزيدية وتجاه ملاكهم طاووس ملك.

- أما عنكار فهو اله الشر عند الزرادشتية (انكارمانيو) .

 

هيام علي

....................

المصدر: كتاب الدين الإيزيدي للمؤلف خليل جندي، تقديم سعد سلوم

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم