صحيفة المثقف

متواليات راع ضرير

فتحي مهذبانه الضرير الذي عضه مسدس بأسنان شرسة..

ها هو يفتح النار على حواسه التي تنبح مثل كلاب الصيد

**** 

لأنسى هول الحرب

أشرب الخمر وأكل لحم الخيول النافقة..

أرقص مثل جرذ سيء السمعة..

ومن حين الى آخر

أطلق قذائف وطوربيدات نحو

سفينة رأسي..

رأسي المليئة بأعداء سريين..

محاربين قدامى يدقون الطبول

في ساحة المخيلة .

**

حصاني ممرض لطيف جدا

مات أبواه في حرب قذرة..

لم يعد يفكر في يوطوبيا اللاهوت

ها هو يتسلق كتفي شجرة

ليرتق شحمة أذنها المقطوعة..

يسمعها فاصلا موسيقيا من صرير عظامه البارزة..

ها هو يغسل غراب القطيعة في ينبوع يتكىء تحت قدمي جبل

أسود .

**

يده منجل

يحصد مزيدا من الأرواح..

لتهدئة الخواطر ..

هاهو يسقط من أعلى الجسر

في سلة المهملات .

**

لا ماء في الجرن

أحرك الريح بريشة هدهد..

وأغني لفخامة هاوياتي..

ولفرط فصاحة الموت..

أغزل ضفائر اللامعنى

أكتب بحبر الأخبوط

سيرة النائم على صهوة الأفعى..

أعتني جيدا بأظافر الباب

واعدا كل غابة بضربة شمس

ليكون النسيان سيد الأمكنة ..

لأكون حجة على المراكب الغامضة

عينا ثاقبة لحركات النجوم ..

وصعود الأشياء في النقصان .

**

السيف الذي يبكي

ويهطل بالصلوات..

الرأس المقطوعة

التي تنادي باسم السهروردي..

العين الضريرة

التي تخطف الأزهار الجميلة

من آنية اللمس..

التي تتسمع حفيف الروح

في الأمكنة المعتمة..

اليد التي تألمت كثيرا

من رصاصة وحيد القرن..

التي انطلقت كمنجات كسورها بالبكاء..

اليد القديسة المباركة التي تلعب بحبال الجاذبية ..

الطاولة الصبورة

التي تحملت كثيرا هذيان الصحون

والملاعق..

أراجيح مرافقنا العبثية..

سهام العابرين..

المصباح الذي يتمتم بمرارة..

لا ذنب لي أيها الضرير

الغاطس في سيمياء السهو

***

فتحي مهذب

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم