صحيفة المثقف

الفيس بوك وحماقة الاغبياء

قاسم محمد الياسرييقول عالم الفزياء انشتاين شيئان لا حدود لهما الكون وغباء الانسان .فمن الطبيعي جدا في تعليقات الفيس بوك وكل مواقع التواصل الاجتماعي تعليقات وقحه او خبيثه هذا مانجده اليوم منتشر اليس كذالك .. فالحقيقه هو ان البعض لا يملكون الاحساس بمشاعر الاخرين ويمكنهم ان يتصرفوا كاشخاص اغبياء فعليين وقد اكتشف علماء النفس في جامعة بيل الامريكيه لماذا بعض الاشخاص اغبياء حقيقيين حمقى رغم مستواهم التعليمي والبعض الاخر ودودين جدا حيث قاموا بدراسه خاصه يلعب فيها المشتركون بالعاب تقترح خيارين اما ان تكون نرجسيا انانيا منافقا وأما ان تكون مفيدا والمكافأه تكون حسب القرار السليم هذا يعني ان الدراسه تهتم بالطريقه التي نستطيع ان نعرف من خلالها مالذي يعطينا اياه الحدس من اشارات وان نقرر سلبا او ايجابا ما اذا اخترنا ان نعمل مع الناس او ضدهم والاسلوب الامثل للتعامل لكي تخرج الدراسه بهذا التصريح العجيب قبل ان تشخصوا ما اذا كنتم تعانون من الكابه او من نقص الثقه بالنفس تحققوا اولا هل انتم محاطين بالنرجسيين الاغبياء عاطفيا ... تاكد ان التصرف كشخص غبي عاطفيا له علاقه بالناس الذين يحيطون به وليس باي شيئ اخر حيث تتسبب العواطف المسمومه في تهديد صحتكم النفسيه والعقليه واصابتها بالتوعك تماما كما يفعل التدخين انه تكرار وتعود على سلوك التدخين وليس اي شيئا آخر فالاشخاص الذين ياتون من وسط مجتمع سهل وبسيط المعامله يميلون لان يكونوا الطف .. والاشخاص الذين ياتون من وسط فظ غليظ القلب حسود حقود ليس لطفاء على الاطلاق اغبياء حمقى فاذا كان هناك درس يمكننا ان نتعلمه فهو اذا كان شخص ما غبيا في العواطف فعلى الارجح ان الناس الذين عاش معهم اغبياء كبارمثله ..... اذا لماذا بعض الناس اغبياء عاطفيا؟ الاجابه هي يمتلك الانسان عقلان يحصل بهما على المعرفه ويدفعانه للعمل ... العقل المنطقي الذي يسمح لنا بالتفكير العميق والتامل والعقل العاطفي المندفع الغير منطقي بينهما تنسيق دقيق رائع فالمشاعر ضروريه للتفكير .. والتفكير مهم للمشاعر لكن اذا تجاوزت المشاعر ذروة التوازن يكتسح العقل العاطفي العقل المنطقي ويدفعه دفعا للحماقه والغباء... اما الذكاء العاطفي فله القدره على التعرف على شعورنا الشخصي وشعور الاخرين وذالك لتحفيز انفسنا ولإدارة عاطفتنا بشكل سليم في علاقاتنا مع الاخرين ولذالك فالذكاء العاطفي مجموعه من السمات النفسيه التي تحدد كيفية استخدام القدرات والتي نتمتع بها كالذكاء المنطقي او العلمي والاكاديمي مثلا تشهد كثير من الاحداث ان الاشخاص المتميزون في الذكاء العاطفي الذين يعرفون جيدا مشاعرهم الخاصه ويقومون بادارتها جيدا ويتفهمون ويتعاملون مع مشاعر الاخرين بصوره ممتازه هم انفسهم من نراهم متميزون في كل مجالات الحياة اما من لا يستطيعون التحكم بحياتهم العاطفيه فنراهم يدخلون في معارك نفسيه داخليه وحماقات غبيه تدمر قدرتهم على التركيز في مجالات عملهم وتمنعهم من التمتع بفكر والغباء واضح ويشترك الشخص الغبي مع الشخص النذل وفي آن واحد الاثنان يعتقدان ان الشخص الذي لا يفكر مثلهما هو احمق ويقول (بريتر اندرسل) مشكلة العالم أن الأغبياء والمتشددين واثقون بأنفسهم أشد الثقة دائمًا أما الحكماء فتملؤهم الشكوك ..انتهى كلام بريتر..فاليوم الغباء منتتشر جدا سواء في العالم الافتراضي او في الحياة العمليه اليوميه ويعتبر علماء النفس ان كل مشلات الانسان ناتج عن الافعال الغبيه والحماقات وهنا يطرح السؤال نفسه هل الغباء قصور عقلي فطري ام امر مكتسب بعد المرور بسلوكيات من تجارب حياته من هنا نذهب الى واحد من تعريفات الغباء حيث يقول علماء النفس هو حاله عقليه لا ينقصها العلم والدراسه وهذا مايميزه عن الجهل إلا أن كلا من الجهل والغباء يؤدي إلى سوء التكيف مع الواقع فيفقد الإنسان التأقلم مع المعطيات الجديدة وبالتالي تصدر أفعاله وحماقاته منافية للمنطق وللمصلحة ..من خلال هذا التعريف نفهم بان الشخص الغبي هو احمق ايضا حيث يفقد القدره على الربط بين الواقع الصحيح لكي يصل الى نتائج صحيحه ومن ثم يتخذ القرار الذي يوصله الى الفائده المرجوه وصولا الى تحقيق المصلحه المجتمعيه العامه اذا ماهي الامور التي تجعل الانسان يفقد القدره على الربط العقلي بين الامور فيصبح حكمه مشوشا وافعاله تتسم بالغباء والحماقات ؟ فالكثيرمنا احيانا يردد ان الانسان ابن بيئته ومنذ لحظة ولادته يقع تحت تاثير الاسره ومرورا بتاثير الدوله من خلال مدرسته ومن ثم الاعلام وبيئة العمل الى جانب حياته الشخصيه وتواصله مع المحيطين به من الاصدقاء عبر الواقع الفعلي والواقع الافتراضي (الانترنيت). فعندما تحدث احيانا حادثة ويتم تناقلها بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي تتشابه التعليقات وردود الأفعال فتشعر في النهاية أن هناك شخصًا واحدًا تم تكراره بأكثر من صورة حاول أن تتذكر قليلًا كم موقف مرَّ وشعرت أن رد الفعل تحول إلى موضة الكل يتبناها ويؤيدها دون تحقيق أو تأكد من صحة الحادثة أو الخبر؟ يمر قليل من الوقت لتختفي كل ردود الأفعال حتى يحين موعد ظهور حادث جديد هذا ما يحدث طوال الوقت يتحول كل رواد مواقع التواصل الاجتماعي إلى نسخ مكررة من نفس الشخص فتحولهم القضية أو الحادثة إلى وجوه مكررة كل منهم يرى في نفسه التفرد والتميز بنرجسيه .فهدم الوطن والعلم والافكار الهدامه لتخريج اغبياء تاتي خطوه اولى لبناء مقدسات جديده ومشاهير جدد وتمجيد من نوع اخر..كما هو حال البعض اليوم في إهزوجة الأغبياء على طريقة (علي وياك علي).. فيتحرك رواد الفيس بوك كالقطيع للدفاع عن افكارهم ورموزهم المقتنعين بهم وهذا هو الغباء بشكل لا ارادي مثال فلان صديق نشر على صفحته تمجيدا لاحد رموزه السياسيين او الدينيين لانه مستفيد هو منهم فيريد من الاخرين تايده خطا كان ام صحيحا وان اعترض احدهم على رمزية هذا المتلون المنافق اللص الغبي الاحمق سيؤدي به الى الاختطاف أوالحجز ان لم يكن إغتيال في عراق اليوم وفي أحيان كثيرة يقدم البعض نماذج جاهزه عن رجل الدين الدجال الجاهل والغبي معا على السواء على انه صادق امين أويقدم سياسي لص متعصب على انه سياسي محنك وهو قائد نموذجي في نزاهته أو فتاة الليل على انها مؤمنه شريفه وهكذا الكثير لكي يخلق نموذج ويقدمه للجمهور بشكل يحتمل التعميم فيتلقى الفرد النموذج المثالي ليتصرف وفقه دون محاولة تحليل أو تجزئة فنجد على سبيل المثال انتشار فكرة تعميم أن جميع الملتحين هم إرهابيون وأن فكرجميع العلمانين هم ملحدون وما إلى ذلك ما نتلقاه من افعال غبيه مصدرها الاغبياء الحمقى وهكذا يصفق الكثير من قطيع الاغبياء في عالم التواصل الاجتماعي الافتراضي الفيس بوك فنشر المعلومات الخاطئة أو الناقصة يؤدي إلى تشويه في العملية الفكرية فقد يصل الشخص إلى نتائج خاطئة إما أن يظل ضحية التصور الخاطئ طوال الوقت أو يصل لمعلومات متضاربة فيصل به إلى حالة من التشويش بين المعلومات. ومع وجود فشل في فهم الواقع وإدراكه يلجأ كثير من الافراد إلى الإيمان بالأفكار الخاطئة بدلًا من البحث وإرهاق الذهن بين معلومات متضاربة.وكثير من الحكماء وعلماء النفس يتفقون في أن أفضل طريقة للتعامل مع الحمقى الاغبياء هى إهمالهم وترك مصاحبتهم أوالحديث معهم .فالعقلاء يجب أن لا يتعاملون مع الحمقى الاغبياء في العالم الافتراضي الانتر نيت يقول احد الشعراء وهو عبد الفاسي ..

أما الحماقةُ لا تقرَب لصاحِبها *** وإن بليتَ فَعُذ بالله وابتهِل

شرُّ الطَّغامِ الذي يَنسى مبادئَه *** ظنّاً بأنَّ أهالي العصرِ في غَفَل

واخيرا البحث طويل في هذا الموضوع ولا يسعني الا ان اختم مبحثي هذا في ان الاغبياء الحمقى كالقرده بل القرده غبائها ساذج والطف منهم ...

 

د. قاسم محمد الياسري

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم