صحيفة المثقف

دانوبيِّات العامري

سامي العامريدَنَتْ ودانوبُها أذيالُ فســــــــــــــــتانِ

وساقطُ الثلــــــــــج أغواها وأغواني

 

وكـــــــــاد يصرعني دِفأً ويصرعها

حتى عَضَضْنا على الـلقيا بأســـنانِ!

**

إنْ كنتَ أطولَ فالدانوبُ لــــي أصفى

يا نهرَ (فولغا) ولستَ الأعذبَ الأوفى

 

أمَّا الفراتانِ فــــــي أرض العراق فقد

( كانا ) وتبَّتْ أيـــادي (الكانَ والسَّوْفا)!

**

الحُــــــــــــبُّ لم يُحْيني إذْ خلْتُهُ عَونا

ولــــــم يُمتْني بفايروسٍ كـ (كورونا)!

 

لــــــــــــكنْ أُصبتُ بداءٍ يشتهيه دمي

وقد أصابَ دمــــــي ما خلخلَ الكونا!

***

تلفَّتَّ خوفَ الموتِ والموتُ ينتصرْ

وصمتك يُغْني والصـــواعقُ تنهمرْ

 

وما أنا إلا أنت والفــــــــــرقُ هيِّنٌ

فقلبي كألواح الزجاج ســـــــينكسرْ

***

تمهَّلْ فلِلأوطانِ حقٌّ ومـــــــــــنزلُ

بقلبي وقلبِ الأرض أيَّانَ تَـــــــسألُ

 

وأنت الذي للمال تبدي تضـــــــرعاً

أمـــــــــــــا آن للسرّاق أن يتغزلوا!؟

**

هــــــي الغربةُ الميلادُ ما لك لا تثقْ؟

فمنذ وجود الشمسِ، والضوءُ يختنقْ

 

ومـــــــــــــن رأفة الأيام لحنٌ تطيلهُ

فيصطبح المهمومُ منـــــــــه ويغتبقْ

***

إنني لولاك ما جبتُ القصــــيدا

ثُمَّ جاوزتُ به العـــيشَ الرغيدا

 

لا أرى العـــــــــيش كأقدارٍ لنا

فإذا الــــــــدنيا أرادتْ لن أريدا

**

كيف لا يرجعُ ليْ قلبي الأسيرْ

رغم أنـــي أعرف القيدَ حريرْ؟

 

كـــــــــــــلُّ ما فيك تبدّى آسراً

ســــيَّما ثغرُك فالوضعُ خطيرْ!

**

قلِقٌ يومي، وحلمي في الطريقْ

أمسكَ الماضــــــي وذرَّاه دقيقْ

 

لستُ مـَـــــــــن يعبد أوثاناً فقد

ســـبقتْ حريتي عصرَ الرقيقْ!

***

كُلّي أذوب بقامتي وردائــــــي

يا مــــوطنَ النهرين يا ذا الداءِ

 

عشرين عاماً عشتُ فيك وإنما

ضاعفتُها في الغرب كالــعنقاءِ

***

دخلَ الربيعُ لمســـكني فارتاحا

ثم انتقى لــــــيْ الموز والتفاحا

 

فتراقصـــا قشراً بقشرٍ في يدي

واللبُّ طوَّحني مســاءَ صـباحا!

***

إنْ خاصـــــــمَتك حبيبةٌ كأميرهْ

فلــــــــــربما عَرَقٌ يقيكَ وبيرهْ

 

وبقلبكـــم تصـــحو تمائمُ ساحرٍ

ولربما تصحو قــــــوىً شريرهْ!

***

بدموعي دانوبُها يســــــــــــــــتغيثُ

أين أين الســـــــــحابُ، أين النثيثُ؟

 

قلتُ: صَهْ صَهْ فربما الدمُ يصــــغي

فـــــهو عصفٌ وأنت أنت الوريثُ!

**

أنتِ يا بغدادُ التـــــــــــي لستُ أنسى

دجلـــــــــــةٌ زركشتْ فراتكِ عُرسا

 

وتجلــــــــــــــى الدانوبُ فيكِ سفيناً

باســـــــــطاً غصَّتي عليك كمرسى

**

قد تبالي إذا فقدتَ المــــــــــــــــعالي

وســــــــــيروي الدانوبُ عنك ليالي

 

فالمــــــــــــــــعالي عَومٌ لديه ودَنٌّ

وأنا خضتُهُ فجلَّ جلالــــــــــــــي!

***

سامي العامري - برلين

...........................

 (*) دانوبيّات: من نهر الدانوب

والدانوب إسم جاء من كلمة " دانو" الهندو أوروبية وهو ما يعني النهر وكان لدى الرومان إله ماء يدعى “دانوبيوس” فسُمي النهر بالدانوب في وقت لاحق تيمناً بذلك.

(**)  نهر الفولغا: يقع هذا النهر في الجزء الغربي لروسيا، وروسيا دولة تمتد على قارتين: آسيا وأوروبا، ويعتبر نهر فولغا أطول أنهار القارة الأوروبية والسكان الأصليون لحوض هذا النهر منذ القدم هم شعب ماري وهم الذين سموه " الفولغا " ويعني عندهم " مَشرق " أي نهر المَشرق.

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم