صحيفة المثقف

الصابئة المندائيين في كتاب جديد

1418 الصابئة المندائيينعن دار الفرات للثقافة والإعلام في الحلة صدر حديثا كتاب (الصابئة المندائيين في العراق؛ أصولهم ومعتقداتهم وأعلامهم) لمؤلفه الباحث المتألق نبيل عبد الأمير الربيعي، وهو كتاب مميز بشموليته وموضوعيته وأهمية المعلومات التي وردت فيه، إذ قال المؤلف في مقدمته (إن دراسة الصابئة المندائيين مهمة جداً للبحث في العقائد الدينية الأخرى) لأنها كما يرى مرتبطة بـ (المكان والزمان والموضوع)، وهو يؤمن (أن هذه الديانة ولدت في بلاد الرافدين"أرض شنعار") بدليل ما ذكرته كتبهم الدينية، وأهمها كتابهم المقدس (الكنزا ربّا)، ولقدسية نهر الفرات لديهم لأنه (مثيل لفرات زيوا السماوي في "آلما دنهورا" أي عالم الأنوار).

ويرى المؤلف أن الصابئة من (شعوب العراق القديم مثل السومريين والأكديين والبابليين والآشوريين، لكن هذا الشعب لم يكون له دولة أو كياناً سياسياً ذات شأن لعزوفه عن مغريات السلطة والسياسة والجاه)، ويؤكد على أن ديانتهم توحيدية إذ تبرز في نصوصهم الدينية بوضوح، وهي (تركز على الخلق والخالق وصراعات كينونة العوالم والعالم الآخر النوراني وحتمية العودة إليه)، كما أن طقوسهم الدينية وشعائرها (ارتبطت بالماء والتعميد به)، واعتبرت ذلك طهارة للنفس والبدن، ولهم كتابهم المقدس، ولغتهم الخاصة التي (يصنفها اللغويون بأنها واحدة من عائلة اللغات السامية، ويعدونها الفرع النقي للغة الآرامية الشرقية في بلاد الرافدين).

واستعرض المؤلف في مقدمته ما صدر من كتب عربية عن الصابئة المندائيين، وعدّ كتاب (مندائي أو الصابئة الأقدمين) لعبد الحميد بن بكر أفندي عبادة المطبوع في دار الفرات ببغداد سنة 1927م هو الأقدم بينها، وهو ملخص حوار أجراه المؤلف سنة 1925م مع رئيس طائفة الصابئة المندائية ( الشيخ كنزبرا دخيل بن عبدان) في مدينة الناصرية جنوبي العراق يوم كان المؤلف موظفاً فيها.

قسمت مادة الكتاب إلى مقدمة ثم تمهيد وأربعة عشر فصلاً وخاتمة وفهرس بالمصادر والمراجع، وهو ما بلغ (546) صفحة من القطع الوزيري، وقد تضمن كل فصل من هذه الفصول على ثلاثة مباحث، فكانت مباحث الفصل الأول هي : المراحل التأريخية للديانة المندائية، والمندائيون أصلهم وتأريخهم، وأنبياء الصابئة المندائية؛ أما مباحث الفصل الثاني فهي : أصلهم التأريخي، واضطهاد أبناء الديانة المندائية، والمندائيون في العصر الحديث، وتضمنت مباحث الفصل الثالث على : كتب الصابئة المندائية، وعقائدهم، وأركان دينهم؛ وتوالت بقية الفصول بمباحثها للحديث عن حياتهم العامة وعقائدهم وتقاليدهم وطقوسهم وغير ذلك.

وخصص الفصل الثالث عشر لسير أعلامهم عبر التاريخ، فمن القدماء وردت سير أبي إسحاق الصابي، وثابت بن قرَّة، وإبراهيم بن سنان، والبتاني، وغيرهم،وفي أعلامهم من المعاصرين وردت ثلاث وعشرون سيرة، منها سيرة الدكتور عبد الجبار عبد الله، والشاعر عبد الرزاق عبد الواحد، والشاعرة لميعة عباس عمارة، والدكتور عبد العظيم السبتي، والفنان التشكيلي حزام عطية النصار،والباحث الصحفي عزيز سباهي، والمؤلف والمترجم غضبان نوري الناشي، والمؤلفة والمترجمة ناجية غافل المراني وغيرهم، وتمنيت لو أضاف لهم سيرة الأديبة منى السبع، وهي شاعرة مبدعة صدر لها أكثر من أربع مجموعات شعرية، ووردت سيرتها المشرقة بالعطاء مفصلة في الجزء الرابع من (معجم الأديبات والكواتب العراقيات في العصر الحديث)، وعسى أن يتدارك المؤلف وهو الباحث الرصين والمتابع الدؤوب ذلك في طبعة قادمة للكتاب.

 

جواد عبد الكاظم محسن

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم